فيما أقرّ المجلس الثوري لحركة "فتح" ترشيح رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس ابو مازن لرئاسة السلطة في انتخابات 9 كانون الثاني يناير المقبل، سجل امس تطوران بارزان في ما يتعلق بهذه الانتخابات، اذ اعلنت مصادر في حركة "فتح" ان امين سر الحركة في الضفة الغربية مروان البرغوثي المعتقل في سجن اسرائيلي سيرشح نفسه، كما اعلنت مصادر في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ان الحركة ستدعو اعضاءها الى المشاركة في الانتخابات الرئاسية اذا حددت السلطة موعداً لاجراء الانتخابات التشريعية والمحلية. راجع ص 5 تأتي هذه التطورات في وقت كشف وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني جاك سترو في رام الله، ان الجانب الفلسطيني تلقى "وعوداً من دون ضمانات" بانسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي الفلسطينية قبل الانتخابات. وفي هذا الصدد، قال سترو رداً على سؤال ل"الحياة" ان الاسرائيليين اكدوا له أنهم "يأملون في اتباع نموذج اتفاق عام 1995" الخاص بالانتخابات. وتحدث عن الاولوية التي توليها بريطانيا للانتخابات الرئاسية وايضاً التشريعية التي قال انها ستجري اواسط نيسان ابريل المقبل. وكان لافتاً ان سترو زار ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات ووضع اكليلاً من الورود يحمل اسمه الشخصي وليس العلم البريطاني، خلافاً للاكاليل التي وضعها المسؤولون الاجانب، كما أنه وصف في مناسبتين رحيل عرفات ب"الخسارة الكبيرة" للشعب الفلسطيني، وذلك عندما سجل ذلك في "كتاب التشريفات" وفي المؤتمر الصحافي. وفي واشنطن، أكد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ان الانتخابات الفلسيطينية والعراق "جزء من الاستراتيجية الاميركية الاوسع لنشر الديموقراطية في المنطقة". وقال بيرنز خلال لقاء مع ممثلي خمس صحف عربية في واشنطن، من بينها "الحياة"، ان اهتمام واشنطن يتركز على ضمان ان تحظى الانتخابات في فلسطين والعراق بصدقية لدى الشعبين الفلسطيني والعراقي، وليس الحكومات العربية. وشدد على ان بلاده ستعمل على "مطابقة افعالنا مع اقوالنا" في ما يخص حضّ الدول المعنية على التقدم نحو الديموقراطية في المنطقة، الى جانب تحقيق التنمية الاقتصادية التي اعتبرها مسألة حيوية لمساندة جهود التحول الديموقراطي. وقال بيرنز إن واشنطن تتوقع من اسرائيل، التي قال إنها وافقت على تطبيق خريطة الطريق، ان توقف نشاطها الاستيطاني في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وان تزيل البؤر الاستيطانية غير الشرعية في تلك الاراضي. واكد ان واشنطن حصلت على "ضمانات" اسرائيلية بعدم السماح لخروقات امنية محتملة من جانب تنظيمات فلسطينية متطرفة بأن تعطل مسار تنفيذ خريطة الطريق، وذلك من خلال تنسيق أمني بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. واشار الى دور مصري في ضبط الحدود مع قطاع غزة ورعاية الحوار ما بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. وفي حال عدم تراجع البرغوثي عن ترشيح نفسه، فانه يفتح الباب امام تعقيدات كبيرة في المشهد الفتحاوي، خصوصاً انه يتمتع بشعبية واسعة في الشارع الفلسطيني وفي قاعدة "فتح، وهو ما عكسه استطلاع للرأي اجري في عهد عرفات واظهر ان البرغوثي يتفوق بمسافات على ابو مازن وغيره من القيادات. ومع حسم المجلس الثوري ترشيح حركة "فتح" لأبو مازن، قد يترشح البرغوثي كمستقل، مع ما ينطوي عليه ذلك من انقسامات.