قال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان السيدة سهى عرفات حصلت "قبل بضعة أيام" على الملف الطبي المتعلق بوفاة الرئيس الفلسطيني وأنها "رفضت" اعطاء الملف إلى السلطة الفلسطينية، وأضاف ان السفير ناصر القدوة مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة، كذلك السلطة، سيحصلان أيضاً على هذا الملف. وأكد المصدر أن الجانب الفرنسي "ليس لديه أي عنصر علمي للبرهنة على حصول تسميم لعرفات، ولو حصل تسميم لكان على الأطباء الفرنسيين، وفقاً للقانون، أن يبلغوا القضاء فوراً، وبما أنهم لم يفعلوا وإنما أصدروا اذناً بالدفن، فهذا يعني أن عرفات بالنسبة إليهم لم يتعرض للتسميم". راجع ص 5 من جهة أخرى، أشار المصدر إلى لقاء أجراه أحد المسؤولين الفرنسيين مع كوندوليزا رايس عشية ترشيحها لمنصب وزيرة الخارجية وأكد أن واشنطن تدعم بقوة اجراء الانتخابات الفلسطينية وترغب في التعاون مع الاسرة الدولية في هذا الشأن، كما تسعى الى تجنب أخطاء الماضي "كما حصل مع أبو مازن". وأضاف المصدر ان الأميركيين لا يحبذون فكرة المؤتمر الدولي التي طرحها رئيس الوزراء البريطاني، وأنما يفكرون في عقد اجتماع ل"الرباعية" الدولية بعد الانتخابات الفلسطينية التي ستوفر لاسرائيل "شريكاً" فلسطينياً تتعامل معه في تنفيذ "خطة الانفصال عن غزة". وشدد المصدر على ان الاسرة الدولية لا تزال تعتبر هذه الخطة فرصة للبدء بتحقيق سلام في الشرق الاوسط. وأوضح المصدر أن باريس تلقت تأكيدات أميركية لضرورة انجاح الانتخابات الفلسطينية، وقال إن الأوروبيين مستعدون لارسال مراقبين على الأرض إذا تم التوافق على ذلك، وبالتنسيق مع الأطراف، لافتاً إلى وجود "تعبئة دولية قوية" وإلى استعداد دول عدة لتقديم مساعدات وتسهيلات "كالبرازيل التي عرضت توفير صناديق الاقتراع". وفي رام الله اعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية امس فتح باب الترشيح لانتخابات رئاسة السلطة المقررة في 9 كانون ثاني يناير المقبل. وبدأت اللجنة منذ أمس باستقبال طلبات المرشحين لمنصب الرئيس وحتى منتصف ليل الاربعاء الاول من كانون الاول ديسمبر. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية النائب مروان البرغوثي الذي حكمت عليه المحاكم الاسرائيلية بالسجن المؤبد خمسة مرات "ينوي" ترشيح نفسه عن الحركة في الانتخابات الرئاسية، وان قرينته فدوى بدأت بجمع التواقيع اللازمة لتسجيل اسمه في قائمة المرشحين. واشارت المصادر ذاتها الى ان البرغوثي سيتخذ قراره النهائي في غضون يومين بناء على نتائج الاجتماعات والمشاورات الدائرة داخل اطار "التنظيم" من جهة والمؤسسات الاخرى لحركة "فتح" من جهة اخرى. وتعقد القيادة الفلسطينية وعلى رأسها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن هذا الاسبوع لقاءات سياسية مهمة، بدءاً باجتماع في اريحا الاثنين مع وزير الخارجية الاميركي المستقيل كولن باول. وأشار وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الى وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد غدٍ الثلثاء، ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو الخميس المقبل، والاسباني ميغيل انخيل موراتينوس في الثاني من كانون الاول. وينتظر كذلك وصول وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر مطلع الشهر المقبل. ومن المتوقع ان يطلب "ابو مازن" من باول، حسب تصريح مسؤول فلسطيني، الضغط على اسرائيل لإطلاق كل من البرغوثي والامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات. وعلق سعدات على ذلك في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" من غزة معه في سجنه في أريحا: "أرفض أن يكون موضوعي موضع تفاوض لأن ذلك سيبقي السلطة الفلسطينية رهينة لضغوط اميركية واسرائيلية". وقال الرئيس الموقت للسلطة الفلسطينية روحي فتوح امس في غزة ان الانتخابات لن تجري من دون مشاركة سكان القدسالشرقية فيها. وفي القاهرة، نفى العميد جبريل الرجوب المستشار الامني للرئيس الراحل عرفات في تصريحات ل "الحياة" وجود نية لترشيح البرغوثي "لما في ذلك من تداعيات بسبب وجوده في السجون الاسرائيلية"، كما نفى أن يكون "أبو مازن" المرشح الوحيد للرئاسة من الجميع.