أبدت دول الاتحاد الاوروبي رغبة في أن يكون المؤتمر الدولي حول العراق الذي يعقد اليوم وغداً في شرم الشيخ مصر، فرصة"للم الشمل"و"تغطية الخلافات"داخل الأسرة الدولية بعد عام ونصف العام من اندلاع الحرب. وستمثل الاتحاد الاوروبي في المؤتمر هولندا التي تتولى رئاسته الدورية، والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والمفوضة الجديدة للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو- فالدنر. وستكون أربع دول أوروبية من مجموعة الثماني حاضرة أيضاً، اثنتان منها وهما فرنسا والمانيا قادتا المعارضة على الحرب العام الماضي، والاثنتان الاخريان وهما بريطانياوايطاليا متحالفتان مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت الناطقة باسم مفوضة الشؤون الخارجية ايما اودوين أن مؤتمر شرم الشيخ يفترض أن"يصدر اشارة تفيد أن التحالف الذي يقوده الاميركيون ليس الوحيد الذي يؤمن بالعملية السياسية في العراق وأن هناك دعماً كبيراً لها". وأضافت"أن المؤتمر اجتماع لكل الاسرة الدولية في حضور الذين أيدوا الحرب والذين عارضوها ... كلهم يجتمعون ليؤكدوا مجدداً اهتمامهم والتزامهم دعم العملية الانتقالية في العراق". وتعتزم فرنسا التي كان رئيس الحكومة العراقية الموقتة اياد علاوي اتهمها بأنها"تكتفي بدور المتفرج"، ان تدعو في شرم الشيخ الى ان تكون العملية الانتقالية مفتوحة لكل القوى السياسية وان تكون في اطار انسحاب القوات الأجنبية. ويشكل الاجتماع أيضاً مناسبة لتثبت باريس أنها يمكن أن تكون عنصراً فاعلاً في العملية من دون قوات على الأرض. وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية إن وزير الخارجية ميشال بارنييه عبر عن افكار"بناءة"، مشددة على أهمية الطابع السياسي في انهاء الأزمة، فيما تتواصل المعارك في الفلوجة غرب بغداد. وتسود لهجة التهدئة نفسها في لندن، غداة زيارة قام بها الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى بريطانيا. وصرح مسؤول بريطاني:"بالتأكيد كانت هناك خلافات في وجهات النظر حول العراق، لكن حتى الرئيس شيراك أكد أنه يجب السير قدماً ومن مصلحة الجميع تنظيم انتخابات ناجحة ومن مصلحة العراق احلال الاستقرار فيه". في برلين، أكد مصدر ديبلوماسي ألماني أن"فكرة جمع دول المنطقة والاسرة الدولية فكرة ندعمها منذ البداية. نأمل بأن يصدر عن الاجتماع اشارة تدل على وحدة الأسرة الدولية". اما ايطاليا، فتريد أن تكون"عملية السلام عراقية عبر اعادة السيطرة الكاملة للامن الى الممثلين الشرعيين للبلاد"، وهو الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية الايطالي المنتهية ولايته فرانكو فراتيني. وكان علاوي الذي دعي الى قمة بروكسل في الخامس من الشهر الجاري، طلب من الاوروبيين وضع انقساماتهم جانباً والالتزام في شكل اكبر في مساعدة العراق الذي تدمره اعمال العنف. كما قدم الاتحاد الاوروبي الى العراق أخيراً مساعدات متواضعة تشمل دعماً مالياً متزايداً 30 مليون يورو من اجل تنظيم الانتخابات وعرضاً لتأهيل كوادر ادارية ورجال شرطة وتعاون تجاري على المدى البعيد.