اعتبر الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو، أمس السبت، انه "ليس من المستحيل" التوصل الى اتفاق في شأن دارفور، غرب السودان، قبل 31 كانون الاول ديسمبر، ليتزامن بذلك مع الاتفاق في شأن جنوب البلاد الذي وعدت الأطراف المعنية بتوقيعه قبل نهاية السنة. وقال اوباسانجو للصحافيين في دار السلام، إثر المؤتمر الدولي الأول حول البحيرات الكبرى، ان هدف الاتحاد الافريقي هو "التقدم وعقد اتفاق في شأن دارفور في الوقت نفسه مع الاتفاق في شأن الجنوب" السوداني. وأضاف: "الأمر ليس مستحيلاً". وكان الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي التقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير في دار السلام اوضح ان الأخير اكد له عقد اتفاق سلام شامل مع حركة التمرد الجنوبية قبل 31 كانون الاول ديسمبر لانهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ 21 عاماً في هذه المنطقة. وقال اوباسانجو: "انهم يريدون انهاء المفاوضات في شأن دارفور ربما قبل انتهاء مفاوضات نيفاشا" القريبة من نيروبي والمتعلقة بجنوب السودان. وكان أوباسنجو أجرى مساء الجمعة في طرابلس محادثات مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تمحورت حول التطورات في دارفور في ضوء نتائج محادثات مؤتمر أبوجا حول الأزمة في هذا الإقليم غرب السودان، إضافة الى آخر تطورات الأوضاع في ساحل العاج. كذلك عرض القذافي وضيفه النيجيري الذي قام بزيارة قصيرة لطرابلس دامت ثلاث ساعات، سبل تعزيز مسيرة الاتحاد الإفريقي واستكمال بناء مؤسساته وهياكله. وكانت ليبيا استضافت في تشرين الأول اكتوبر الماضي قمة افريقية خماسية حول أزمة دارفور بمشاركة رؤساء كل من مصر والسودان ونيجيريا وتشاد الى جانب الزعيم الليبي. وأسفرت تلك القمة عن توصيات تؤكد رفض أي تدخل خارجي في شؤون السودان وتدعو جميع اطراف الصراع الى الالتزام بما تم التوصل اليه في محادثات نجامينا تشاد في خصوص حماية المدنيين في الاقليم المضطرب والسماح بوصول الاغاثة اليهم والعمل من أجل التوصل الى حل سلمي للأزمة. وفي لندن، اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان "الاعتداءات والفظاعات يجب ان تتوقف الآن" في اقليم دارفور وذلك بعد تبني مجلس الأمن قراراً يدعو الى السلام في غرب السودان. وقال في بيان الجمعة: "كنا نفضل قراراً اكثر قوة"، معتبراً مع ذلك ان القرار الذي تبناه مجلس الأمن كان "الافضل" والقادر على تأمين اجماع حوله. وكان مجلس الأمن الذي عقد اجتماعاً استثنائياً في نيروبي تبنى القرار 1574 الذي يشجع على السلام في السودان. وانتقدت المنظمات الانسانية فوراً هذا القرار بسبب ضعفه. ويشهد السودان حربين اهليتين: واحدة في الجنوب بدأت عام 1983 واخرى في دارفور بدأت في شباط فبراير 2003. وأوضح سترو ان "المملكة المتحدة ما زالت قلقة في شكل كبير حيال الأمن في دارفور". واضاف ان "حكومة السودان تتحمل المسؤولية الأولى عن أمن المواطنين في دارفور. ولكن المتمردين يتحملون هم ايضاً مسؤولية مباشرة. ان الاعتداءات والفظاعات يجب ان تتوقف الآن".