اتهم أحد أبرز قيادات تيار الصدر في بغداد عدنان الصافي، القوات الاميركية بخرق اتفاق السلام في مدينة الصدر الذي أبرم اخيراً. وقال ل"الحياة" ان الاميركيين يواصلون حملة اعتقالات لقيادات التيار الصدري ويداهمون مراكزه السياسية. وأضاف: "حسب معلوماتنا، فإن الدوائر الاميركية الموجودة في العراق تعرقل انضمام تيار الصدر الى العملية السياسية". وأشار الى محاولات أميركية لجر "جيش المهدي" الى مواجهات عسكرية مجدداً كجزء من عملية اجهاض مساعي الصدر للمشاركة في الانتخابات المقبلة. وشدد على ان قيادة التيار لن تخوض اي مواجهة مسلحة مع القوات الاميركية وقوات الحكومة العراقية، خصوصاً ان "جيش المهدي" القى سلاحه. ورأى ان موقف حكومة أياد علاوي مختلف عن الموقف الاميركي، لافتاً الى وجود حوار ولقاءات مفيدة ومستمرة بين التيار والحكومة. وقال ان التيار سيعلن قوائمه الانتخابية في غضون أسبوع. و"التحضيرات السياسية تجري على قدم وساق لدخول الصدريين العملية السياسية الانتخابية بقوة". وزاد: "قررت قيادة التيار انشاء هيئة سياسية واقتصادية واعلامية مقرها الروضة الكاظمية في خطوة مهمة لتنظيم المشاركة الفعلية في الانتخابات". من جهة أخرى، قالت اوساط شيعية ل"الحياة" ان تيار الصدر سيستبعد تماماً من أي قائمة انتخابية محتملة للقوى الشيعية، الدينية والعلمانية. وأضافت: "هناك جبهة سياسية شيعية تريد عزل تيار الصدر وتقويض نفوذه في عمليات التصويت". وكشف مكتب جواد الخالصي أمام الروضة الدينية في الكاظمية ل"الحياة" وجود محاولات من القوى السياسية العراقية التي تنتمي الى معسكر المعارضة لتشكيل ائتلاف لدعم قوائم تيار الصدر. ويبدو ان امام الصدر بعد عزم القوى الشيعية البارزة مثل "المجلس الاعلى للثوة الاسلامية" والمقربين من المرجع الشيعي علي السيستاني اقصاء هذا التيار في العملية الانتخابية، خيار التحالف مع قوى دينية وعشائرية سنية لمواجهة ما وصفه مسؤول بارز في التيار ب"المؤامرة الانتخابية على الصدريين". ويعتقد مراقبون عراقيون ان التاريخ الثوري للصدر الأب محمد صادق الصدر سيساعد الابن مقتدى الصدر في حسم الكثير من الأصوات الانتخابية لصالح تياره في محافظاتجنوبالعراق. وتسود مخاوف جدية في اوساط التيار الصدري من ان تفتعل الحكومة العراقية الحالية والقوات الاميركية ما يعكر أجواء المشاركة السياسية للتيار. وقال الصافي ان حملة الاعتقالات التي تشنها القوات الاميركية - العراقية المشتركة تهدف الى "شل التحضيرات على الأرض لدور فعال لتيار الصدر في الانتخابات العامة المقبلة".