نوّه سياسيون عراقيون وعلماء دين بنجاح الاجهزة الامنية العراقية في تأمين مراسم الزيارة بذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، التي صادفت السبت الماضي، واشاد رئيس الوزراء نوري المالكي بنجاح قوات الامن في الاجراءات التي نفذتها في ظل أجواء هادئة ما اعتبر نجاحاً لقوى الأمن العراقية في أول تحد حقيقي لقدراتها بعد انسحاب القوات الأميركية من المدن نهاية حزيران (يونيو) الماضي. وقال المالكي فور انتهاء مراسم الذكرى مساء أول من أمس ان «القوات العراقية انجزت بنجاح مهمة حماية ملايين المواطنين (...) وتأتي اهمية الانجاز كونه الاختبار الاول لقواتنا الامنية بعد توليها المسؤولية كاملة داخل المدن» منذ آخر حزيران الماضي، اي بعد انسحاب القوات الاميركية وفقاً للاتفاق الموقع بين البلدين. واعتبر المالكي في بيان ان القوات الامنية «اثبتت قدرتها على اداء واجباتها في شكل تام لم يترك مجالاً للتشكيك بقدراتها على تولي كامل المسؤولية». وكانت وكالة «فرانس برس» نقلت عن الأمين العام للروضة الكاظمية فاضل الانباري السبت ان «الزيارة نموذجية من جهة الاجراءات الامنية والانضباط والخدمات»، مشيراً الى ان «أعداد الزوار بلغ حوالى خمسة ملايين، من العرب والاجانب». وفي النجف (جنوب بغداد) صرح مدير حوزة الامام الصادق الشيخ موسى الصفار الى «الحياة» بأن «الاجهزة الامنية حققت نجاحاً باهراً في أولى المناسبات الدينية بعد رحيل القوات الاميركية من المدن العراقية». من جانبه صرح حميد الموسوي، المقرب من مكاتب المرجعية الدينية في النجف الى «الحياة» بأن «مراجع الدين الرئيسيين شعروا بالفرحة بعد النجاح الفائق الذي حققته الاجهزة الامنية في زيارة الامام موسى الكاظم الاخيرة». واضاف ان «المرجعية الدينية كانت تطالب، ومنذ اليوم الاول من تشكيل اول حكومة عراقية بعد عام 2003، بتقوية الاجهزة الامنية والاعتماد عليها في حفظ الامن في البلاد وانهاء المظاهر المسلحة وحل الميليشيات»، مشيراً الى ان «قواتنا الامنية بهذا الانجاز الاخير حققت طموحات المرجعية الدينية». وقال القيادي في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الشيخ احمد البغدادي ان «قلوب المؤمنين كانت وجلة طيلة ايام الزيارة، لكن القوات الامنية العراقية تمكنت في النهاية من الحفاظ على هذه الارواح ونجحت في هذا الاختبار». ودعا هذه القوات الى «الاستمرار بهذا النجاح ومراعاة حقوق الانسان»، مشيراً الى ان «التيار الصدري من الداعمين للاجهزة الامنية، وخير دليل قرار تجميد اعمال جيش المهدي». وشهدت المناسبات الدينية في العراق خلال الاعوام الماضية اعتداءات عنيفة على الزائرين، وكان الحادث الاكثر دموية اثناء مناسبة مشابهة عام 2005 عندما سرت إشاعات بحدوث تفجير على جسر الامامين ادى الى مقتل نحو ألف شخص بسبب التدافع والغرق. وكانت القوات الاميركية انسحبت من المدن العراقية الشهر الماضي في اطار اتفاق امني يقضي بالانسحاب الكامل من هذا البلد بحلول عام 2012.