قتل ثلاثة اسرائيليين وجرح نحو 32 آخرين، بينهم خمسة في حال الخطر، في عملية استشهادية جديدة نفذها فلسطيني في سوق الكرمل للخضار جنوب مدينة تل ابيب ظهر أمس. وتبنت العملية "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى"، الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" والتي اعلنت ان منفذ العملية هو عامر الفار 16 عاما من مخيم عسكر للاجئين القريب من مدينة نابلس شمال الضفة. واضافت ان العملية جاءت انتقاما لاغتيال امجد مليطات ويامن فراج، عضوي "الكتائب" اللذين قتلتهما قوات الاحتلال قبل اشهر. وهذه العملية الأولى التي ينفذها مقاتل من "الكتائب" منذ فترة طويلة، وتأتي بعد شهرين على آخر عملية استشهادية نفذ خلالها مقاتلان من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس العملية الاستشهادية المزدوجة في مدينة بئر السبع في 31 آب أغسطس الماضي. وقالت سميرة عبدالله 45 عاما والدة عامر لوكالة "فرانس برس": "لم أبلغ رسميا بأن ابني منفذ العملية، ولكن اذا صح ما أعلنوا عنه، فإن عامر ولد صغير وحرام عليهم فهو من مواليد 6 حزيران يونيو 1988 وعمره 16 عاما وأربعة اشهر". وتساءلت: "لماذا يرسلوه؟ نحن جميعا فدى الوطن، لكن ابني صغير ولا يزال طفلاً... لماذا أرسلوه" ثم اجهشت بالبكاء. وتابعت: "أنا لا أصدق، ولم يبلغني أحد بذلك رسمياً". وقال شقيقه: "خرج عامر اليوم من البيت في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا من دون اعلامنا بأي شيء حتى الآن نحن غير متأكدين من انه هو... سمعنا فقط من وسائل الاعلام". وقدرت مصادر أمنية اسرائيلية ان منفذ العملية خرج من مدينة نابلس الى مدينة القدسالمحتلة، قبل ان يصل الى تل ابيب. وقال قائد لواء تل ابيب في الشرطة الاسرائيلية اللواء ديفيد تسور ان منفذ العملية "فجر نفسه قرب كشك لبيع الخضروات في سوق الكرمل"، مضيفا انه "لم تكن هناك كميات كبيرة من المتفجرات، والاشخاص الذين اصيبوا كانوا قرب منفذ العملية". من جانبه، أصدر المفتش العام للشرطة الاسرائيلية موشيه كرادي أوامر بتشديد الاجراءات الامنية في جميع أنحاء اسرائيل في اعقاب العملية تحسبا لوقوع عمليات اخرى. لارسن يندد وندد مبعوث الاممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، المنسق الخاص لنشاطات الاممالمتحدة في الاراضي الفلسطينية تيري رود لارسن بشدة بالعملية. وقال انه لا يوجد أي مبرر لما وصفه ب"الارهاب"، معربا عن توقعه بأن تكشف السلطة الفلسطينية هوية المخططين والمسؤولين عن ما وصفه "مثل هذه العمليات الارهابية". في هذه الاثناء، استشهد الفتى بشار جبارة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم عسكر الذي اقتحمته بغية هدم منزل منفذ العملية. واصيب اربعة اخرون في المواجهات التي رشق خلالها الفتية والاطفال والشبان قوات الاحتلال بالحجارة وتصدوا لهم لمنعهم من الوصول الى المنزل وهدمه. وفي قطاع غزة، شيع الفلسطينيون جثمان الشهيد محمد خليل القايض 22 عاما من "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الاسلامي" الذي سقط في اشتباك مع قوات الاحتلال قرب مستوطنة كفار داروم" الجاثمة فوق أراضي المواطنين جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع ليل الاحد - الاثنين. واصيب مواطنان برصاص قوات الاحتلال في بلدة القارعة قرب مدينة طوباس شمال الضفة الغربية امس. كما اصيب مواطنان اخران في انفجار جسم مشبوه في مدينة الخليل جنوب الضفة. واعتقلت قوات الاحتلال 13 فلسطينيا من مناطق مختلفة في الضفة ليل الاحد - الاثنين. حكم بالمؤبد 5 مرات وحكمت محكمة عسكرية اسرائيلية بالسجن المؤبد خمس مرات بالاضافة الى 15 عاما على المعتقل نهاد صبيح من مدينة نابلس شمال الضفة على خلفية مقاومة الاحتلال. كما حكمت محكمة اخرى بالسجن مدة 15 شهرا على المعتقل بديع دياب ابو قبيطة من بلدة يطا جنوب الخليل على خلفية مقاومة الاحتلال ايضا. وواصلت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش منازل المواطنين في مخيم جنين الخاضع لحظر التجول لليوم السادس على التوالي.