أعلن مكتب رئاسة الوزراء الفلسطيني أمس الأربعاء عن تشكيل لجنة رسمية لتقصي الحقائق المتعلقة بملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وستضم مندوبين من وزارت الخارجية والداخلية والصحة وامانة الرئاسة والمخابرات العامة وطبيب الرئيس الخاص حسبما ورد في القرار. وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء: ان رئيس الوزراء احمد قريع اصدر بصفته رئيس مجلس الامن القومي قرارا يقضي بتشكيل لجنة تقصي حقائق في وفاة الرئيس ياسر عرفات. وجاء إعلان تشكيل اللجنة في اعقاب اجتماع عقده مجلس الامن القومي الفلسطيني برئاسة قريع في رام الله في الضفة الغربية. واضاف البيان: ان اللجنة كلفت الاتصال مع الجهات والافراد الذين يمكن ان يساهموا في توضيح الملابسات المحيطة بوفاة الرئيس في ضوء التساؤلات التي يطرحها الشارع الفلسطيني في هذا الشأن حول الوفاة. ويأتي قرار تشكيل اللجنة بعد ان تقدمت القيادة الفلسطينية رسميا بطلب لتسليمها التقرير الطبي حول وفاة عرفات بينما أكدت فرنسا ان قانونها ينص على تقديم التقرير والمعلومات حول الوفاة الى عائلة الرئيس التي تملك وحدها حق نشر المعلومات. واعلن رئيس السلطة الفلسطينة المؤقت روحي فتوح للصحافيين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله امس الاربعاء ان القيادة الفلسطينية مازالت تنتظر الرد الفرنسي على طلبها. وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان فريقا طبيا فلسطينيا سيتوجه الى باريس لتقديم طلب رسمي للحكومة الفرنسية بتسليم التقرير حول اسباب وفاة عرفات. ومازالت اسباب وفاة عرفات غير معروفة ولم يصدر حتى الان اي تقرير رسمي حولها في ظل فرضية التسميم التي يتداولها الشارع الفلسطيني والعربي والتي دعمتها تصريحات المستشار الطبي الأردني الدكتور أشرف الكردي طبيب عرفات الخاص الذي انتقد بشدة أداء القيادة الفلسطينية في التعامل مع ملف وفاة عرفات. اضافة لتصريحات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي التي أشار فيها إلى عدم تعاون الولاياتالمتحدة مع الفلسطينيين في محاولاتهم انقاذ عرفات. وكان عرفات نقل الى مستشفى بيرسي العسكري في ضواحي باريس في الثامن والعشرين من شهر اكتوبر الماضي بعد الاعلان عن انه يعاني من خللا في الدم وخصوصا تكسر الصفائح الدموية. ولم تحدد الفرق الطبية المصرية والتونسية والفلسطينية التي اشرفت على علاجه منذ الاعلان عن مرضه في اوائل الشهر الماضي وحتى نقله الى باريس اسباب ونوع مرضه الذي ظل غامضا. في باريس نفت الحكومة الفرنسية ضمنا ان يكون عرفات تعرض للتسميم مؤكدة انه لو كان لدى الاطباء ادنى شك لاحالوا القضية الى القضاء ورفضوا السماح بدفنه. وقال الناطق باسم الحكومة جان فرنسوا كوبيه ردا على اسئلة في ختام مجلس الوزراء الفرنسي ان عرفات تلقى افضل علاج ممكن واجريت له كل الفحوصات التي ينبغي اجراؤها. ولو ساور الاطباء اي شك لاحالوا الملف الى القضاء. واضاف لقد تم اصدار إذن بمواراة الجثمان الثرى. واعبر وزير الصحة الفرنسي فيليب دوست بلازي عن امله في ان يتم ما أسماه احترام السرية الطبية حول وفاة الرئيس الفلسطيني. وردا على اسئلة الصحافيين لدى خروج من اجتماع الحكومة قال دوست بلازي ثمة قانون في فرنسا يقول ان السرية الطبية عائدة الى العائلة والى اصحاب الحق او يمكن نقلها إلى الطبيب الذي تحدده العائلة. واضاف هذا هو القانون واتمنى ان يحترمه الجميع ولا سيما من قبل كل الاطباء في فرنسا. وتتحدث شائعات كثيرة عن احتمال ان يكون الزعيم التاريخي للفلسطينيين تعرض للتسميم. وذكرت صحيفة لوموند الاربعاء ان اطباء فرنسيين مطلعين على ملف عرفات استبعدوا فرضية التسميم مشددين على ان الزعيم الفلسطيني قد يكون توفى جراء اصابته بمرض يصيب الدم معروف باسم تخثر الدم المتفرق. وقالت الصحيفة انه اضطراب كامل في كل الآليات التي تؤمن عادة توازن عملية تخثر الدم موضحة ان هذه العملية تؤدي الى ظهور نزيف حاد قد يكون قاتلا. واوضحت ان هذه الاصابة ليست مرضا بحد ذاته بل انها اعراض مرضية.. مصدرها اما سرطاني اما التهاب. ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري في بيرسي ان الفريق الطبي تحرك بسرعة مستخدما تقنيات متطورة حول فرضية ان يكون تعرض عرفات للتسميم قبل ان يستنتج ان ذلك لم يحصل.