اظهرت تحقيقات اسبانية وجود نشاط كبير في هذا البلد للشبكات الارهابية التابعة لاسامة بن لادن والتي أعدت للكثير من الاعتداءات التي جرت في السنوات الاخيرة في الولاياتالمتحدة والمغرب وهولندا وبقية الدول الأوروبية، بينما اعلن في البرتغال عن تخطيط ثلاثة اشخاص يشتبه في انتمائهم إلى"مجموعة هوفشتاد"التي اغتالت المخرج الهولندي ثيو فان غوغ، للاعتداء على خوسيه مانويل دوراو باروسو الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية. خلية إسبانيا وأكدت السلطات الاسبانية أمس، أنه من اعتداءات 11 ايلول إلى الدار البيضاء 3002 وصولاً الى اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان غوغ، مرت كل الخيوط بمدريد التي كانت هي نفسها ضحية لاعتداء في 11 آذار مارس 2004 الماضي. واكتشف القاضي بالتاثار غارثون أن خلية ل"القاعدة"في اسبانيا كانت على ما يبدو من وضع التفاصيل الاخيرة للاعتداءات في نيويورك وواشنطن عام 2001، خلال زيارة لقائد مجموعة الطيارين الانتحارين محمد عطا. ويوجد 41 معتقلاً اسلامياً في سجون اسبانيا لاتهامهم في هذا الملف، من بينهم السوري عماد الدين بركات جركس ابو دحداح. ومنذ صدمة اعتداءات 11 آذار التي تبنتها مجموعات تابعة ل"القاعدة"، ضاعف القضاء الاسباني الجهود وقبض على نحو مئة مشتبه بهم، اودع نحو خمسين منهم السجن. ومعظم هؤلاء من المغاربة والجزائرين الذين يشتبه في اشتراكهم في اعتداءات 11 ايلول او الانتماء الى شبكة تم تفكيكها في تشرين الاول اكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر الماضيين، خلال عملية"نوفا". واستناداً الى المحققين، فان المجموعة الاخيرة كانت تخطط لاعتداءات ضد مبانٍ رمزية في مدريد مثل المحكمة الوطنية، اعلى هيئة جنائية في البلاد، او مجمع"سنتياغو برنابيو"الرياضي. قاتل فان غوغ وشبكة أشرف وكان قائد هذه الشبكة الجزائري محمد اشرف القريب من الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية والمسجون في سويسرا منذ آب اغسطس الماضي. وتحقق اجهزة مكافحة الارهاب في علاقة بين عضو واحد على الاقل من شبكة اشرف وبين المغربي الهولندي محمد بويري قاتل المخرج الهولندي ثيو فان غوغ. كما اعلنت وزارة الخارجية الاسبانية وجود علاقة لمغربي معتقل في اسبانيا لاتهامه بالضلوع في اعتداءات الدار البيضاء بإثنين من المتهمين بالاعداد لاعتداءات في لاهاي. نشاط باكستاني وفي برشلونة، اودع 11 باكستانياً السجن لاتهامهم بالانتماء لمنظمة ارهابية وتمويلها. وذكرت صحيفة"ال باييس"انهما قدموا الاموال لأمجد الفاروقي المسؤول عن تجنيد عناصر ل"القاعدة"في باكستان والمتهم باغتيال الصحافي الاميركي دانيال بيرل. ويشير القضاة الاسبان الى ان مجموعات صغيرة ضعيفة التنظيم تمول نفسها ذاتياً من تهريب المخدرات وتجند عناصرها خصوصاً من اوساط الجالية المغربية في اسبانيا، ويتصل اعضاؤها ببعض من خلال الانترنت ويتنقلون بحرية بين الدول الاوروبية. وتؤمن هذه المجموعات بعقيدة الجهاد والشهادة وتعمل تحت قيادة"امراء"مثل قائد مجموعة 11 آذار علقمة العمري الذي فجر نفسه مع شركائه في حي ليغانس في الثالث من نيسان ابريل الماضي، والذي شارك في اجتماعات لمجموعة اشرف. وفي محضر اخير، وصف القاضي غارثون هذه المجموعة بأنها تنتمي الى"التيار السلفي الداعي الى الجهاد والذي كان وراء اعتداءات مدريد". لشبونة وفي البرتغال المجاورة، اعلن اديلينو سلفادو المدير السابق للشرطة القضائية البرتغالية ان ثلاثة اشخاص يشتبه بأنهم ينتمون الى شبكة اسلامية متطرفة متمركزة في هولندا، خططوا لاعتداء كان يستهدف بصورة خاصة رئيس الوزراء البرتغالي السابق خوسيه مانويل دوراو باروسو، قبيل كأس اوروبا لكرة القدم 4002 في حزيران يونيو الماضي. وكان المشتبه بهم الثلاثة على صلة بالمجموعة المتورطة في اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان غوغ. وقال سلفادو لصحيفة"دياريو دي نوتيسياس"انه تم توقيف الثلاثة في مدينة بورتو في 11 حزيران يونيو الماضي، عشية افتتاح بطولة كأس اوروبا لكرة القدم في هذه المدينة الواقعة شمال البرتغال. وأوضح ان المؤامرة كانت تستهدف باروسو الذي استقال في تموز يوليو الماضي، للتفرغ لرئاسة المفوضية الاوروبية، وشخصيات دولية اخرى كان يفترض ان تشارك في مأدبة عشاء في بورتو عشية بدء مباريات كأس اوروبا. وأضاف انه اتصل مباشرة بدوراو باروسو وحذره من باب الحيطة من مغادرة فندقه. وطرد المشتبه بهم الثلاثة. وعرفت عنهم وزارة الداخلية الهولندية الاسبوع الماضي على انهم ينتمون الى"مجموعة هوفشتاد"الضالعة في اغتيال المخرج فان غوغ في امستردام. وقبضت الشرطة البرتغالية على الرجال الثلاثة بعد ان تلقت تحذيراً من اجهزة الاستخبارات الهولندية في شأن احتمال وجود عناصر خطيرة في البرتغال. الى ذلك، زار يان بيتر بالكننده رئيس وزراء هولندا مسجد ايندهوفن لمناسبة عيد الفطر، وحض على الحوار بين الطوائف المختلفة في البلاد بعد تعرض مساجد وكنائس ومدارس لما يقل عن عشرين هجوماً اثر مقتل فان غوغ.