أعلنت القمة الاستثنائية للاتحاد الافريقي التي خصصت للازمة في ساحل العاج وشارك فيها رؤساء ست دول افريقية، الى فرض عقوبات على حكومة ساحل العاج والمتمردين على حد سواء، داعية إلى"حظر فوري"على تسليم الاسلحة الى هذا البلد، كما عبرت عن دعمها لمشروع قرار فرنسي الذي عرض للمناقشة في مجلس الامن أمس. وجاءت هذه الادانة الضمنية لنظام الرئيس لوران غباغبو الذي انتهك من جانب واحد وقف اطلاق النار المطبق منذ كانون الثاني يناير 3002 عبر قصف مواقع للمتمردين، بينما صعد الرئيس الفرنسي جاك شيراك لهجته ضد رئيس ساحل العاج، مؤكداً ان فرنسا"ستواصل القيام بمسؤولياتها"في هذا البلد لتجنب اي انحراف يؤدي الى"نظام طبيعته فاشية". واستمر تدفق الاجانب من ساحل العاج على رغم هدوء نسبي ساد في شوارع ابيدجان. وقال الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي:"ندعم مشروع قرار الاممالمتحدة وخصوصاً فرض حظر على تسليم الاسلحة الى كل الاطراف". واضاف ان"هذا الاجراء يجب ان يطبق فوراً". وأكد اوباسانجو ان الكهرباء قطعت من جديد في شمال خط وقف اطلاق النار في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون. وقال:"نشعر بالاستياء لأن هذا الاجراء شكل في الماضي تمهيداً لهجوم مسلح". وشارك في القمة ايضاً الرؤساء السنغالي عبدالله واد والغابوني عمر بونغو اونديمبا والغاني جون كوفيور الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، ورئيس توغو غناسينغبي اياديما ورئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري. كما حضرها رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ألفا عمر كوناري والممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ألبرت تيفوديري. وانضم رئيس ساحل العاج إلى الاجتماع على رغم التوقعات بأنه لن يحضر. وأصدر الزعماء بياناً ذكروا فيه سكان ساحل العاج بتهديد مجلس الامن بفرض حصار عسكري على البلاد. اتهامات من جهته، هاجم رئيس الجمعية الوطنية مامادو كوليبالي، وهو من المتشددين في النظام، البيان، قائلاً انه"لم ينتقد فرنسا". واوضح انه قال لرؤساء الدول المشاركين في القمة ان قوة"ليكورن"الفرنسية تقوم"باحتلال غير شرعي وغير مشروع"لساحل العاج. وفي ما يتعلق بقطع الكهرباء، قال كوليبالي ان الامر غير صحيح وتشويه للحقيقة. واتهم الجيش الفرنسي"بقتل 061 شخصاً واطلاق النار على مقر الرئيس غباغبو"خلال الصدامات التي وقعت في ابيدجان الاسبوع الماضي. من جهته، عبر الرئيس شيراك في منتدى عقد في مرسيليا عن استيائه من الوضع في ساحل العاج، مديناً"اقلية تعمل حول نظام مثير للجدل". واكد شيراك ان باريس"ستواصل القيام بمسؤولياتها"لتجنب اي انحراف يؤدي الى"نظام طبيعته فاشية". وقال:"لدينا تفويض دولي. لا نريد ان نسمح بتطور نظام يمكن ان يؤدي الى الفوضى او نظام طبيعته فاشية". وكان شيراك رد الاسبوع الماضي فوراً على عمليات القصف الجوي للقوات الفرنسية في ساحل العاج وامر بصفته قائداً للقوات المسلحة بتدمير"كل الوسائل الجوية العسكرية التي انتهكت وقف اطلاق النار"في ساحل العاج. قتلى وهاربون وأدى القصف من جانب القوات الحكومية العاجية الى مقتل تسعة جنود فرنسيين. وواصل الاجانب مغادرة ساحل العاج على رغم عودة الهدوء النسبي الى شوارع ابيدجان. وقال الناطق باسم القوات الفرنسية في أبيدجان:"أكثر من 005 أجنبي معظمهم من الفرنسيين ينتظرون في مخيمنا للسفر". وأضاف:"هؤلاء الناس لم يتخذوا القرار بالهرب خلال نوبة من الذعر بل أتيحت لهم الفرصة ليخططوا للهرب". وتجمع مئات الاوروبيين معظمهم من الفرنسيين في معسكر الفوج الثالث والاربعين لمشاة البحرية الفرنسيين في ابيدجان بانتظار ترحيلهم بعد اسبوع من اعمال العنف. واعلنت مصر انها تستعد لاجلاء رعاياها من ساحل العاج التي غادرها اكثر من خمسة آلاف شخص حتى الآن، بحسبما ذكرت الخارجية الفرنسية في بيان.