طغت أعمال العنف المناهضة للفرنسيين في أبيدجان، على أعمال القمة الأفريقية التي أنهت أعمالها في باريس أمس، بإقرار اتفاق المصالحة الوطنية في ساحل العاج، وتعهد الأسرة الدولية بمساعدات مالية لإعادة إعمار تلك البلاد. واضرم محتجون من انصار الرئيس لوران غباغبو النار امام السفارة الفرنسية في ابيدجان كما احرقوا مدرسة فرنسية وحطموا مركزاً ثقافياً فرنسياً. وهاجموا ونهبوا الكثير من المصالح التي يملكها فرنسيون او مهاجرون افارقة متهمون بمساعدة المتمردين الذين يسيطرون على نصف البلاد تقريباً. كما اشعل المحتجون النار في سفارة بوركينا فاسو المجاورة الامر الذي يرجح ان يزيد سوء العلاقات بين البلدين. راجع ص 8 وجاء ذلك اثر اشاعات عن موافقة غباغبو على منح المتمردين حقيبتي الدفاع والداخلية في حكومة المصالح الوطنية المزمع تشكيلها بموجب اتفاق سلام وقعته الاطراف المعنية في ضاحية ماركوسي الباريسية. واثار ذلك قيادة الجيش العاجي التي اعتبرت ان "بعض النقاط في اتفاقات ماركوسي تشكل بطبيعتها اذلالاً لقوات الامن والدفاع وكذلك للدولة والشعب العاجيين". ودفعت أعمال العنف الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى مطالبة غباغبو الموجود في باريس بالعمل على إعادة الهدوء، فيما صرح وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ان مرتكبي هذه الأعمال من المتطرفين المقربين من الحكم. وتجاوب غباغبو على الفور مع طلب الرئيس الفرنسي ووجه دعوة الى مواطنيه لالتزام الهدوء والعودة الى منازلهم، ثم قطع زيارته لباريس، عائداً الى بلاده. في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية تعزيز وجودها العسكري في ساحل العاج، فيما ذكرت الخارجية ان اجراءات أمنية ستتخذ لصون أمن الرعايا الفرنسيين في أبيدجان. وقال غباغبو في مؤتمر صحافي قبل مغادرته باريس: "نحن هنا، نسعى الى السلام والانتعاش الاقتصادي، ولذا أطلب من الجميع التزام الهدوء وانتظار عودتي في ختام القمة". واستبعد غباغبو رداً على سؤال، احتمال استقالته من الحكم. وأكد ثقته باتفاق المصالحة الذي يحظى بضمانة افريقية ودولية. وقال: "لا يمكن الخروج من الحرب كمن يخرج من مأدبة عشاء" و"من لا ينتصر عليه ان يناقش ويقوم بتسويات". وأضاف: "أنا لم أنتصر في الحرب، الصلاحيات المتبقية لي تحملني على التفاوض والسعي الى تسوية". وفي اطار المساعدات المالية التي يتوقع أن تحصل عليها ساحل العاج، أعلن الاتحاد الأوروبي الذي تمثل في قمة باريس برئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي، عزمه على تقديم مبلغ الى ساحل العاج قدره 400 مليون يورو على مدى خمس سنوات.