سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رددوا شعارات ضد رئيس منظمة التحرير وضد دحلان ... وانباء متضاربة عن ترشيح البرغوثي للرئاسة . مسلحون يروعون المعزين بعرفات في غزة و"أبو مازن" ينفي تعرضه لمحاولة اغتيال
اقتحم مسلحون خيمة العزاء في غزة مساء امس بعد خمس دقائق من وصول رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ووزير الامن السابق محمد دحلان، وبدأوا بإطلاق النار مرددين "عباس ودحلان عملاء الاميركان". واسفر اطلاق النار عن مقتل عنصرين من الامن الفلسطيني وجرح ستة آخرين، في حين نفى ابو مازن ان يكون تعرض لمحاولة اغتيال، مشيراً الى ان ما حدث ناجم عن الفوضى ولا يحمل دوافع سياسية او شخصية، لكنه دعا الى ضبط الوضع الامني. راجع ص 4 و5 وجاء الحادث بعد تضارب الانباء امس في شأن ترشيح ابو مازن عن حركة "فتح" للانتخابات الرئاسية. ويُخشى ان يؤدي اطلاق النار على الرجل الاول في منظمة التحرير، الى فتح باب الصراع الداخلي على مصراعيه، وان يصبح فاتحة لعملية مخاض قد تكون عسيرة لحسم المشهد الفتحاوي خصوصاً، والفلسطيني عموماً، بعدما تغيرت الحسابات واختلطت الاوراق بغياب من امسكها جميعاً على مدى 40 عاما. ومن غير المستبعد ان يكون الهدف ابقاء حال فراغ القوة، وبالتالي اطلاق الفوضى. كذلك جاء الحادث في وقت بدأت القيادة الفلسطينية بالاعداد لمرحلة ما بعد "حقبة ياسر عرفات"، اذ أعلن رئيس السلطة الفلسطينية الموقت روحي فتوح رسميا ان التاسع من كانون الثاني يناير المقبل هو موعد اجراء الانتخابات الرئاسية للسلطة. وفي الوقت نفسه، عينت القيادة رئيس الوزراء احمد قريع رئيساً للمجلس القومي الاعلى ومسؤولاً عن الاجهزة الامنية، كما ينص الدستور, وعلى رغم اجواء الحزن على غياب الرئيس الراحل، حثت المؤسسات الفلسطينية الخطى للحيلولة دون حدوث فراغ دستوري، خصوصاً ان الدستور ينص على ضرورة اجراء انتخابات لشغل منصب رئيس السلطة في حال غيابه في غضون 60 يوماً. واعلن رسميا استئناف عملية تسجيل الناخبين التي توقفت الشهر الماضي، وحدد موعد تقديم المرشحين انفسهم في غضون 12 يوماً بدءاً من 20 الجاري، على ان تبدأ الحملة الانتخابية في 27 كانون الاول ديسمبر وتنتهي في اليوم السابق لاجراء الانتخابات. ومع فتح باب الترشيح، راحت جهات عدة، من بينها حركة "فتح"، تفرز مرشحيها. وقال مسؤول في اللجنة المركزية للحركة، وهي الجهة التي تقرر مرشح الحركة لانتخابات رئاسة السلطة، ان اللجنة اتخذت قراراً "غير رسمي" وب"الاجماع" على ترشيح ابو مازن للانتخابات بعد اعلان رئيس "فتح" فاروق القدومي ومؤيديه داخل اللجنة تأييدهم لهم. إلا ان ابو مازن نفى ان يكون قراراً قد اتخذ الآن في هذا الشأن. كذلك نفى عضو اللجنة صخر حبش، الذي قال ل "الحياة" انه تقرر ارجاء الاجتماع الى الاحد المقبل، مشيراً الى ان الاجتماع الاول الذي التأم بعد رحيل الرئيس الفلسطيني لم يتخذ اي قرارات ولم يتم خلاله التصويت على مرشح "فتح" للانتخابات حتى الآن. وقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة "فتح" حاتم عبد القادر ل "الحياة": "لا اعتراض فتحوياً على ابو مازن، لكن تلزمه رزمة من الضوابط والمرابط ليستطيع ان يقوم بمهمته. ابو مازن يحتاج الى رزمة استقرار، ويمكن ان يحققها من خلال مؤسسات فتح وليس فقط من المتنفذين في اللجنة المركزية. القرار اتخذ بعيداً عن اطر الحركة. ليس لدينا مشكلة في ذلك، لكن نريد مبدأ المشاركة في اتخاذ القرار". وبرز اسم امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" مروان البرغوثي المعتقل في السجون الاسرائيلية والمحكوم عليه بالسجن خمس مؤبدات، منافساً لمرشح "الحرس القديم"، في حين اكدت فدوى، عقيلة البرغوثي، انه لن يتخذ قراره بعيداً عن مؤسسة "فتح"، رغم أنها أكدت أنه المرشح الاقوى لهذا المنصب. ويستبعد الفتحويون ترشيح البرغوثي نفسه للانتخابات طالما أنه خلف القضبان، ولأنه لا يريد ان يصطدم مع "الحرس القديم" في الحركة. غير ان معظم قيادات "فتح" يرى في البرغوثي "احد الضمانات الرئيسة والضرورية للاستقرار". وفي هذا الصدد، تدور اتصالات وجهود حثيثة بمشاركة اطراف دولية لاخراجه من سجنه للمشاركة في الانتخابات باعتباره "طرفاً في المعادلة الفتحوية". ولا ينفي مؤيدوه ان يكون "مرشح فتح القريب، لكن ليس الراهن". يذكر انه عندما تقر مركزية "فتح" مرشحها، لا يجوز لمرشح فتحوي آخر ترشيح نفسه ياسم الحركة، واذا أصرّ يمكنه أن يترشح بصفة "مستقل". ويستبعد ان تقدم "حماس" مرشحاً لها في هذه الانتخابات بسبب معارضتها اتفاقات اوسلو التي اقيمت السلطة على اساسها. لكن هناك مرشحين محتملين آخرين، بينهم سكرتير المبادرة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي الذي لم ينفِ في حديث مع "الحياة" امكان ترشيح نفسه، مشيراً الى ان قراراً من هذا القبيل يتخذ بشكل ديموقراطي داخل حركته. وهناك ايضا الدكتور عبد الستار قاسم الذي اعلن منذ وقت طويل نيته ترشيح نفسه في اي انتخابات مقبلة في مقابل الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات.