يشهد حي الأعظمية أحد أبرز أحياء بغداد اشتباكات عنيفة تزداد وطأتها احياناً وتقل أحياناً اخرى، الا انها تكاد تكون شبه يومية، ما انعكس على الوضع الأمني العام وساهم في زيادة حوادث السرقة وعمليات الخطف. ويؤكد سكان المنطقة ل"الحياة"ان"الاشتباكات تبدأ باطلاق المسلحين قذائف ال"ار بي جي"على الدوريات الاميركية أو دوريات الشرطة العراقية"، حيث يجري تبادل لاطلاق النار بين الطرفين، وقلما ينتهي من دون خسائر مادية او بشرية من الطرفين. ويقول احمد حسين، من سكان منطقة الحواش ل"الحياة"ان"الكثير من الجماعات المسلحة يتخذون من المنطقة ساحة قتال لمقاومة القوات الاميركية"ولفت الى ان نشاط هذه الجماعات"بات اكثر فاعلية بعدما اجتاحت القوات الاميركية والعراقية مدينة الفلوجة ونزوح العديد من المسلحين الى مدن اخرى"، مشيرا الى ان"الاعظمية ذات الغالبية السنية ترتبط بعلاقات تجارية ووشائج نسب مع اهالي محافظة الانبار ذات الغالبية السنية ايضاً". وأوضح عمر عبدالله، من سكان حي الشميساني احد احياء الاعظمية، ان المنطقة تعج بملثمين يتلفحون قماشاً ابيض اشبه ما يكون بالكفن وهم يحملون اسلحة وهواتف نقالة، وينتشرون بين الازقة بانتظار الدوريات الاميركية التي تجوب المنطقة. نهار الاعظمية ينتهي قبل غروب الشمس بساعات، فالاهالي يتخوفون كثيرا من الظلام الذي يلف المنطقة ويزداد حلكة بغياب التيار الكهربائي دائم الانقطاع، ما يجعله عدوا لا يجيد الاهالي التعامل معه، خصوصاً اذا عجت سماؤه باطلاق النار وقذائف الهاون. وقال ابو قيس ل"الحياة"ان"شارع 20 وحي السفينة في مقدم الاحياء التي تشهد اشتباكات متواصلة بين المسلحين والقوات الاميركية". ولفت الى ان بعضا من اهالي المنطقة يدعمون المسلحين ويسارعون لايوائهم واخفائهم اذا طاردتهم القوات الاميركية كما ان بعضهم يمدهم بالمال السلاح. وتزداد حوادث الخطف والسرقة في المنطقة اذ يعمد بعضهم الى استغلال الاوضاع الامنية المتردية وحال الهلع المسيطرة على الجميع فيحتجز ابناء الاثرياء طمعا بالفدية، وتقل الحوادث الناتجة عن انفجار للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة لاعتماد المسلحين الاشتباكات المباشرة في الغالب. وتقول منى خالد، ل"الحياة"ان"المسلحين صاروا يعمدون الى اغلاق المدارس ورياض الاطفال وبعض المحلات عند اندلاع الاشتباكات لتقليل الخسائر بين المدنيين وحماية انفسهم في الوقت نفسه"، وتؤكد ان المسلحين يتمتعون بمقاهي المنطقة ومطاعمها ويحظون بقبول الاهالي ومودتهم. ويشير بعض المحللين السياسيين الى امكان تحول الاعظمية الى"فلوجة ثانية"في ظل المقاومة العنيفة التي تبديها ضد القوات الاميركية لا سيما انها تتبنى طروحات وتوجهات المدن والمناطق السنية.