ارتبط اسم الفنان السوري ياسر العظمة ببرنامجه الناجح "مرايا"، الذي نراه كل رمضان حاملاً حكايا المجتمع وآلامه في شكل انتقادي ساخر لا يوفر فاسداً او متسلطاً. كانت بداياته في المسرح وتفرد بعد ذلك ب"مرايا" التي اصبحت من التقاليد الرمضانية. وعلى رغم اختلاف الأسماء إلا ان المضمون بقي واحداً وهو إظهار الحق وإيصال كلمة الحق للمسؤولين بحسب قوله. ما سر تفرّد ياسر العظمة في "مرايا"؟ - "مرايا" تهيئ لي أفقاً واسعاً لطرح المواضيع المختلفة التي يعانيها الشارع السوري. فهي تتسع لكل شيء، للقصص القديمة والحالية والمستقبلية، لا تتأثر بزمان او مكان. وسبب اهتمامي وتفردي بهذا البرنامج كونه نافذة صغيرة على العالم الكبير بكل متاعبه ومشكلاته. ونافذة تسمح لي بأن أعرض كل ما يخطر في بالي او ما أسمع وأشاهد من مشكلات ونوادر في المجتمع إن كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية. في إحدى الجلسات صرح هشام شربتجي بأن "مرايا" تدهورت بعدما تركها، ما تعليقك؟ - قد يكون هذا رأيه الخاص، والناس على مختلف اذواقهم هم الذين يختارون ويحكمون إن كان تدهور المسلسل ام لا، علماً انني أراه يحقق في كل رمضان نجاحاً اقوى من رمضان الذي قبله. اعلانات في بعض حلقات "عشنا وشفنا" واجهت انتقاداً من الصحافة السورية بحجة انه مملوء بالإعلانات؟ - ما المانع! فهي مصنوعات بلادي وأنا مهتم في شكل كبير بأي شيء يصنع في سورية، وبالعكس يجب ان نصدر للعالم ونريه منتوجاتنا ولو من طريق الدراما. لكنك في نهاية كل لوحة تنتقد هذه المنتوجات بطريقة او بأخرى؟ - لكن أنبهك هنا الى انه نقد بنّاء فلا يكفي ان تكون المنتوجات المحلية جيدة فقط، لكن يجب ان تسعى الى تطوير نفسها والنقد الذي اوجهه يجب ان يعمل به لنتطور. الى متى ستستمر "مرايا"؟ - نستطيع ان نعتبر "مرايا" اجزاء متسلسلة وكل الأجزاء تصور تحت لواء المرايا على رغم اختلاف الأسماء. وطبعاً كل جزء يختلف عن الآخر، لسنا نحن الذين نفرض التغيير ولكن امور المجتمع هي التي تفرضه ونحن في سورية في مرحلة متغيرة فيها شيء من التطوير والتغيير بكل ايجابياته وسلبياته التي سنعرضها في "مرايا". هناك بعض الشخصيات تبالغ في تحركاتها وتصرفاتها هل نستطيع ان نعتبرها تهريجاً؟ - لا أظن ذلك، لأنه لو كان تهريج لانتهت "مرايا" منذ زمن او كما اقول الحكم دائماً للجمهور، إن هناك بعض الشخصيات تحتاج الى المبالغة لإيصال الفكرة في شكل واضح، فأين التهريج هنا لطالما ان الأمر في خدمة الفكرة وليست لإضحاك الناس فقط؟ مخرجون هل تفرض وجهة نظرك على المخرج؟ - في بعض الأحيان، نشترك في فكرة وآخذ رأي المخرج فيها ونقوّم الأفكار معاً ولكن ان رأيت في فكرتي صواباً افرضها عليه لأنه يحق لي ذلك باعتباري صاحب الفكرة وكاتبها وأريد ان يبقى رأيي موجوداً. ما سبب تتالي المخرجين على العمل وهل اثر هذا في جودته؟ - هناك اسباب عدة لتتالي المخرجين على العمل وأهمها ارتباط المخرج بعمل آخر ما يضطرني الى تغييره ثم ان لكل مخرج بصمة خاصة مختلفة عن الآخر، الأمر الذي كان دائماً في مصلحة العمل. الى اي مدى تستجيب الجهات الحكومية للنقد؟ - قد لا تتم الاستجابة مباشرة وقد تنعدم ولا أستطيع ان اعلم لماذا؟ يمكن لأن التغيير يحتاج الى بعض الوقت وكما تعلمون فإن القرار لا يخرج فوراً وإنما يحتاج الى وقت لتنفيذه وقد لا يحدث شيء على الإطلاق. هل للرقابة دور في حذف بعض الحلقات وكيف نتقبل التوجيهات؟ - ليس هناك اي توجيه او ضغوط من اي جهة كانت، فأنا كاتب هذا العمل وكتاباتي يجب ان تعبر عن الضمير الحر. إن من اهداف هذه المهنة ايصال كلمة الحق للجميع الأمر الذي رافقني منذ بدء "مرايا". مسرح ما سبب هجرك للمسرح؟ - المسرح... للأسف هجرته والسبب كما تعلم هو تفرغي التام ل"مرايا" لكن يبقى للمسرح مكانته الخاصة، فبداياتي كانت في المسرح وفي السنة المقبلة هناك مشروع لعمل مسرحي جديد سأقوم به. البطولة كانت دائماً لياسر العظمة ألم تجد من ينافسك عليها؟ - طبعاً استئثاري بالبطولة شيء معروف وأنا منذ مدة كبيرة اقدم "مرايا" فقط لأنني تفرغت له بهدف إنجاحه فهو سمة خاصة بياسر العظمة، إذ بمجرد ان تذكر "مرايا" يذكر اسم ياسر وبالعكس. في "مرايا" اقدم نفسي، هل تستطيع ان تقول لماذا شارلي شابلن يقدم نفسه؟