بعد أقل من شهرين تكون أربعون سنة مرت على إعلان ياسر عرفات واخوانه في"حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح حرب التحرير الشعبية واطلاق رصاصة الكفاح المسلح من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني. وخلال كل هذه الفترة ظل عرفات، كأي انسان، يحب الحياة واستمتع بها على طريقته الخاصة، وزاد حبه وتعلقه بها من أجل فلسطين، وظل يتمنى الشهادة من أجلها، كان رجلاً صبوراً يؤمن بالقدر ومقتنعاً بمقولة اعقل وتوكل، وبهذا الايمان قهر ارييل شارون وأركانه حين أحكموا الطوق وشددوا الحصار على مقره وقال:"يريدونني طريداً وأريدها شهيداً شهيداً شهيداً". ولد ياسر عرفات محمد عبدالرؤوف القدوة في الرابع والعشرين من آب اغسطس 1929 وترعرع في كنف أخواله آل أبو سعود في بيت المقدس، وظل لا يعير اهتماماً يذكر للاحتفال بعيد ميلاده. بدأ حياته متفانياً، وعاش متقشفاً رغم تحسن أوضاعه المادية بعد تخرجه من الجامعة وانتقاله أواسط الخمسينات للعمل كمهندس مدني في دولة الكويت. عشق فلسطين في طفولته وتألم لمصائب شعبه وحمل هموم أهله وثار ضد الظلم والقهر في شبابه وتأبط البندقية. لم يلحظ رفاقه وأقرب الناس إليه اهتمامه بالأمور الشخصية، وظل أعزباً ستين عاماً، وكان يفاخر بزواجه من القضية ومعها البندقية. وعندما قرر الزواج، رفض اقامة الأفراح ورفض احياء الليالي الملاح، وعقد قرانه وأكمل اجراءات الزواج بهدوء من دون ضجيج. ورغم نجاحه في دفع قوى الثورة إلى إعلان الدولة العام 1988، وانتخابه رئيساً لدولة فلسطين في العام 1989 لم يغير عرفات الإنسان موقفه بشأن عيد الميلاد والأمور الشخصية الأخرى، وحافظ على ذات السلوك الزاهد بعد قيام السلطة الوطنية العام 1994، وتغلب عليه رفاقه في السنوات الأخيرة وأجبروه على المشاركة كل عام في احتفال متواضع بعيد ميلاده. ومن يراجع تاريخ"أبو عمار"السياسي يجد حياته مليئة بالأحداث وظلت دوماً صاخبة مليئة بالحركة والمفاجآت. عاش أكثر من نصف قرن في ميدان العمل السياسي والحزبي وسط حقول من الألغام والمتفجرات كانت دائماً قابلة للاشتعال السريع والانفجار في كل لحظة. واجهه في حياته الموت مرات عدة وتغلب عليه. تعرض منذ توليه زعامة"حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح العام 1965 لمحاولات اغتيال كثيرة معظمها إسرائيلي، ونجا من محاولات قام بها بعض الاخوة والأشقاء. وفي إحدى المرات وقف القدر بجانبه ونجا من موت محقق عندما تحطمت طائرته في الصحراء الليبية في ربيع العام 1992. ورغم العداء الشديد الذي كنه له بعض القوى الاقليمية والدولية، خصوصاً الولاياتالمتحدة، فإن هذه القوى كثيراً ما تحركت لإنقاذه من بطش شارون وأرغمته وأركانه الأمنيين على عدم التعرض لحياة عرفات. ولا أتجنى على أحد حين أقول إن حركتها لم تكن لمودة خاصة تكنها لشخص عرفات وأركانه في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، بل نتيجة إدراك أكيد مبني على دراسات مدققة للوضعين الفلسطيني والاقليمي، وموقع عرفات المركزي في صلبهما ودوره المؤثر في توجيه حركتهما. وبصرف النظر عن رأي أعداء عرفات وخصومه في مواقفه وسلوكه، فإن سيرته الشخصية والنضالية لا تخرج عن كونها قصة رجل أب لطفل كافح من أجل سعادة أسرته وأهله، ومناضل اجتهد في النضال من أجل حرية شعبه وساهم بفعالية في نشر فكرة بناء حركة وطنية فلسطينية مستقلة في إطار حركة التحرر العربية، وأسس أواخر عقد الخمسينات من القرن الماضي مع"أبو جهاد"وأبو اياد"و"أبو يوسف النجار"وآخرين"حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح، وصار لاحقاً ناطقاً باسمها. وقاد تنظيم"فتح"المدني والعسكري وأربعة أجيال متتالية من الشعب الفلسطيني على طريق الحرية والكرامة. ونجح في إعادة اسم فلسطين إلى خريطة المنطقة، وساهم بفعالية في اقناع العالم بعدالة قضية شعبه وبحقه في الحرية والاستقلال. وهو الذي صنع"أبو عمار"رمز النضال الفلسطيني بجانب عرفات الإنسان الذي يصيب ويخطئ. بعد هزيمة الجيوش العربية في حزيران يونيو 1967، التقى عرفات في دمشق اخواناً له وزعماء فلسطينيين في حركة القوميين العرب وأحزاب أخرى. وكانت معنويات من التقاهم في الحضيض، خصوصاً بعد انكسار جمال عبدالناصر، وقال بعضهم لعرفات"كل شيء ضاع وانتهت القضية"، وجاء رده سريعاً:"أنتم على خطأ، هذه ليست النهاية. هذه فقط البداية، وعلينا إعادة التفكير بالمواقف وفي صيغ بناء الأحزاب والتخلي عن بعض الشعارات". ورأى عرفات أن حرب حزيران وهزيمة مصر عبدالناصر أثبتت خطأ شعار"الوحدة العربية طريق لتحرير فلسطين"، ورفع شعار"الكفاح الفلسطيني المسلح طريق التحرير"و"تحرير فلسطين ممر رئيسي للوحدة العربية". وقوبلت أقواله بالشكوك، واعتبر حديثه عبثياً يستهدف مواساة الذات ومواساة من يستمع له. والجميع كان متأثراً في أعماقه الفكرية والنفسية بالطريقة المؤلمة التي تحطمت فيها الجيوش العربية ومعها آمال الرئيس جمال عبدالناصر وتطلعاته. ونجح عرفات، في تلك الفترة، في دفع اللجنة المركزية لحركة"فتح"لتبني موقف يقوم على التحضير لانتفاضة شعبية مسلحة في المناطق المحتلةالضفة الغربية وقطاع غزة. وبادر مع رفاقه وجمعوا الأسلحة والذخائر من الجولان وارسل دفعات منها إلى الضفة الغربية. ولم ينتظر عرفات تحرك الآخرين ولم يتأخر في الانتقال إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتسلل بعد الحرب مباشرة مع عدد من رفاقه إلى الضفة الغربية، وبدأ بتأسيس قاعدة شعبية وخلايا سرية مسلحة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتمرد على حكمه العسكري والمدني، مستلهماً تجارب الشيخ عزالدين القسام وماوتسي تونغ وهوشي مينه وغيفارا وفيدل كاسترو وقادة ثورة الجزائر، وظلت ثورة العام 1936 في فلسطين وثورات الصين الشعبية وفيتنام وكوبا والجزائر نماذج ماثلة أمامه فترة طويلة. في حينه اتخذ عرفات من مدينة نابلس وريفها مقراً لقيادته، وعرفه الفلاحون وأهل المدينة باسم"الحاج أبو محمد". وبدت له نابلس قاعدة مثالية للعمل الفدائي بفضل ليس فقط أزقة البلدة القديمة القصبة الضيقة والمتعرجة والمكتظة بالسكان، بل ولأن تاريخها وتاريخ ريفها، كما قال، كان حافلاً في النضال ضد الاحتلال الانكليزي وضد هجرة اليهود، خصوصاً في انتفاضات سنوات 1922 و1929 و1936 و1939. ومن نابلس راح عرفات يتنقل بين مناطق الضفة الغربية من جنين إلى أقصى الشمال، مروراً برام الله والقدس في الوسط وحتى الخليل في الجنوب، ومنها مد اتصالاته إلى مدن قطاع غزة ومخيماته ومناطق النقب والمثلث والجليل. وعمل على جمع ما أمكن من الأسلحة والذخائر وفتح معسكرات التدريب في كروم الزيتون. وارتدى لباس الفلاحين، وهناك اعتمد الحطة الكوفية غطاء للرأس، ومنذ ذلك التاريخ لم تغادر الحطة رأسه إلا ما ندر، وفي المرحلة الأولى استحسن اللون الأبيض اسوة بالوجهاء وكبار السن من الفلسطينيين، وبعد مغادرة الضفة اعتمر"أبو عمار"الحطة المرقطة بخطوط سوداء، وقلده ربعه من الفدائيين، وصارت لاحقاً شعاراً ورمزاً للمناضلين من أجل الحرية والداعمين لها. لم يتمكن عرفات بعد العام 1967 من المكوث طويلاً في الضفة الغربية وانكشف أمره وتعرض للملاحقة وطاردته قوات الاحتلال الإسرائيلي في المدن والريف، وكادت تظفر به أكثر من مرة. وغادر الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية وأقام قواعد مقاتلة لحركة"فتح"على امتداد الحدود الأردنية - الإسرائيلية وفي منطقة وادي الرقاد ونهر اليرموك على الحدود السورية - الأردنية. وصارت منطقة الأغوار الأردنية ومرتفعات مدينة السلطة وأحياء مدينة عمّان ومخيمات اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في بقعة وصويلح والزرقاء واربد ميداناً لنشاطه السري الحزبي والعسكري. صحيح أن عرفات وقادة حركة"فتح"رفعوا شعار منذ البداية استقلال الحركة الفلسطينية وعدم التدخل في الشؤون الداخيلة للدول العربية، لكن الصحيح أيضاً أنه ورفاقه"أبو صبري"و"أبو جهاد"و"أبو يوسف النجار"أقاموا علاقات سرية حميمة مع عدد واسع من كبار الضباط في الجيش الأردني، منهم العميد سعد صايل ومشهور حديثة وآخرون. واستفادوا منهم ومن مواقعهم في المعارك المؤسفة التي وقت في أيلول سبتمبر 1970 بين الجيش الأردني والفدائيين. واستفادوا منهم قبلها في التسلل من الضفة الشرقية لنهر الأردن إلى الضفة الغربية وتنفيذ العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً في معركة الكرامة العام 1968 حيث شاركت وحداتهم في التصدي للهجوم الذي قاده الجنرال موشي دايان ضد الفدائيين. لقد رفعت معركة الكرامة شأن عرفات وحركة"فتح"، وتبنى عرفات واخوانه فكرة السيطرة على منظمة التحرير بعدما ظلوا بضع سنوات يرفضون الانخراط فيها، باعتبارها صنيعة الأنظمة العربية وأداة طيعة بيد عبدالناصر. ونجح عرفات في انتزاع زمام المبادرة، وتولى قيادة الشعب الفلسطيني تحت لواء منظمة التحرير، وأعلنها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ورفع شعار استقلال الحركة الفلسطينية واستقلال قرار منظمة التحرير. وعبر قيادته مسيرة النضال أكثر من 40 سنة، راكم خبرة سياسية غنية ورصيداً نضالياً كبيراً لا يمكن لأي باحث موضوعي تجاوزهما. ولا مصلحة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكل الشعوب المكافحة من أجل الحرية طمس دروسها الغنية. وبهذا الرصيد وتلك الخبرة عزز عرفات مكانته في صفوف الفلسطينيين وتفرد في قيادة السفينة الفلسطينية وسط البحور الهائجة التي عبرتها في النصف الثاني من القرن العشرين، ونجح بجدارة في إحكام سيطرته على الوضع الداخلي"الفتحاوي"الخاص والفلسطيني العام، وفرض مواقفه وتوجهاته السياسية والتنظيمية على عموم الحركة الوطنية سنوات طويلة. وبنى الوضع الفلسطيني كله بصيغة يصعب على أي انسان بمفرده التحكم به سوى عرفات. ولولاه لما نجح المجلس الوطني الفلسطيني أعلى سلطة تشريعية فلسطينية في اطلاق مبادرة سلام العام 1988 أعلن فيها قيام دولة فلسطين على أراضي الضفة والقطاع فقط، واعترف بوجود إسرائيل على بقية أرض فلسطين التاريخية. وأظن أنه الوحيد الذي كان بإمكانه توقيع اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي من مستوى اتفاق إعلان المبادئ الذي تم التوصل إليه في أوسلو العام 1993 وانتزع من المجلس العام 1996 قراراً واضحاً بإلغاء بنود الميثاق الوطني ميثاق منظمة التحرير التي تتعارض مع اتفاق أوسلو وتدعو إلى تدمير دولة إسرائيل. وأظن أنه كان الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي كان بإمكانه توقيع اتفاق حول قضايا الحل النهائي للنزاع الفلسطيني يتضمن تنازلات تاريخية من مستوى التنازل عن قسم من حائط المسجد الأقصى البراق... الخ. وفي سياق الحديث عن عرفات، تجدر الاشارة إلى أنه كان متهماً إسرائيلياً وأميركياً قبل عملية السلام وقبل التوصل إلى اتفاق أوسلو بتهم كثيرة: كان متهماً بأنه إرهابي، يتزعم منظمة إرهابية ويحيط نفسه بمجموعة ارهابية... الخ. وبقدرة قادر تحول عرفات بين ليلة وضحاها، بعد الاعلان عن هذا الاتفاق الى رجل سلام يؤمن بالتعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليين أفنى حياته بحثاً عن السلام. في حينه امتلأت فنادق العاصمة التونسية بالصحافيين ومراسلي وكالات الانباء وشبكات التلفزة العالمية جاءوا لتغطية الحدث. وفي لقاءاتهم مع اركان القيادة الفلسطينية كانوا ينقبون في تاريخ عرفات المتعلق بصنع السلام ويتجنبون البحث في تاريخه العسكري"الارهابي"، وقال كثيرون منهم صراحة، أوامر رئيس التحرير تجميل صورة السيد عرفات واظهاره رجل سلام. وعرفات الذي اتهم اسرائيلياً واميركياً بالارهاب ولاحقاً بالفساد، هو نفسه الذي حصل على جائزة نوبل للسلام، ودخل البيت الابيض أكثر من 25 مرة، وسجل رقماً قياسياً في دخول زعماء العالم هذا البيت وفي عدد اللقاءات التي عقدت مع رئيس اميركي. وفي سياق الحديث عن عرفات القائد لا يستطيع أي باحث موضوعي تجاهل تاريخه وموقعه كرمز للنضال الوطني ضد الوصاية والاحتواء للحركة الوطنية الفلسطينية وكقائد لمسيرة اربعين عاماً من النضال من اجل الحرية ونيل الاستقلال واقامة الدولة المستقلة وانتزاع شرعيته التاريخية عبر نضاله الطويل وانتزع شرعيته القانونية عبر الانتخابات ولم يرث رئاسة دولة فلسطين من احد. وتأكد العالم في العقد الاخير أنه ركن مهم من اركان حل النزاع العربي الاسرائيلي يؤمن بحل النزاع بالطرق السلمية. وحديث شارون واليمين الاسرائيلي ان عرفات كان عقبة امام صنع السلام لا يقف على أرض سياسية صلبة، ولا خلاف في الجوهر بين الرؤية التي تبناها عرفات للحل النهائي القائم على دولتين للشعبين ورؤية هيئة الأممالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي لهذا الحل، بينما خلافهم مع شارون ونصيره الرئيس بوش جوهري. صحيح ان عرفات عرف في اوساط النظام الرسمي العربي، منذ بدء الكفاح المسلح، بأنه مفتعل الازمات ومنبع المشاكل، واتهم اخيراً في عهد بوش وشارون بأنه ارهابي يتزعم حركة ارهابية ويقود شعبه نحو الهلاك... الخ، لكن وقائع الحياة تدحض ذلك، وسيسجل التاريخ العربي انه ساهم في ايقاظ امة من سباتها العميق ونبّهها على اخطار استراتيجية تحيق بها. ومن نال جائزة نوبل للسلم لجهوده في صناعة هذا الهدف السامي لا يمكن ان يكون ارهابياً يعشق القتل والدمار. وفي كل الحالات اعتقد بأنه من غير الممكن عزل الحديث حول مصير عرفات الشخصي والسياسي عن وضع القضية الفلسطينية، خصوصاً في مرحلة توليه زعامة منظمة التحرير الفلسطينية. واجه عرفات منذ توليه زعامة منظمة التحرير العام 1968 محاولات اسرائيلية ودولية وعربية وفلسطينية لزعزعة مكانته القيادية في المنظمة وفي حركة"فتح"التي ساهم في تأسيسها لكن ميكافيليته وبقدرته العالية في قراءة حركة الزوابع السياسية قبل وصولها اليه، واتقانه المناورة والتكتيك وبناء التحالفات وفكها بسرعة، تمكن من الخروج بسلام من الكمائن السياسية التي نصبت في طريقه، ونجح في مقاومة كل المحاولات الداخلية والخارجية لتقليص نفوذه وتحويله إلى شخصية رمزية مجردة من الصلاحيات، وبفضل يقظته الأمنية العالية واشرافه المباشر على ترتيبات أمنه الشخصي، تمكن من البقاء على قيد الحياة سنوات طويلة. ... ورغم الملاحظات الكثيرة التي يمكن أن تسجل على أسلوبه في إدارة الحكم وموقفه من بناء المؤسسات، فإن ألد أعدائه لا يمكنهم انكار أنه نجح في توحيد شعبه تحت رايات منظمة التحرير الفلسطينية، ونجح في قيادة أهله وربعه نحو الاعتزاز بهويتهم الفلسطينية واحياء قضيتهم الوطنية. وانتقلت من غرف ارشيف الدول والحكومات حيث كانت مهملة إلى"الأجندة"الدولية، واحتلت رأس جدول هيئة الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية وكل الدول الكبرى والصغرى المهتمة بالسلم العالمي وبشؤون منطقة الشرق الأوسط. وأخيراً، يمكن القول بثقة إنه بجهد المناضلين في زمن عرفات، وتحت قيادته، لم يعد بمقدور أحد كنس القضية الفلسطينية واخفاء عناصرها تحت السجاد الأحمر أو الأسود، ولم يعد بمقدور أحد انكار حق شعب فلسطين في دولة أسوة بشعوب الأرض، وجميع من فشلوا في تهميش حياة عرفات يستحيل عليهم تجاهل تراثه بعد مماته. * كاتب وسياسي فلسطيني.