جاءنا من سفير مصر في لبنان حسين ضرار: اطلعت على ما نشرته جريدتكم الموقرة في عددها الصادر يوم 8 تشرين الثاني نوفمبر الجاري، حول ما ذكرته في حلقة تلفزيونية شاركت فيها في تلفزيون لبنان يوم السبت الماضي حول ليالي رمضان والتراث الثقافي المصري وانعكاس الشهر الكريم على الحياة في مصر وتجلياته من المسحراتي وفوانيس رمضان والموشحات والطرب الى المسلسلات التلفزيونية وغيرها. وقد اختصرت مقالة "الحياة" مشاركتي بطريقة مخلة في ما اريد له ان يكون حواراً بين أخوة من دول شقيقة. وفوجئت بالعنوان الذي تعمد الاثارة والسخرية، وكلاهما يسيء الى الصحيفة وقرائها قبل ان يسيء اليّ. ساءني ان يتعمد كاتب المقالة اختصار الحديث واعادة تركيبه على هواه، جاعلاً من حديث تلفزيوني ثقافي، ضم شخصيات عدة محترمة، مادة للاثارة. بل ان بعض ما نسب الي لم يتضمنه الحديث، اساساً! قصر المقال الحديث عن التواصل الثقافي بين مصر ولبنان على المطربتين المتميزتين نانسي عجرم التي ذكرتها على سبيل المثال، وشيرين التي لم اتحدث عنها مطلقاً، لأنني لم اذكر اي من الفنانين المصريين الشباب، بينما اغفل ما ذكرته عن المطرب وائل كفوري والمطربة كارول سماحة. والمعروف ان الحديث دار عن التواصل الثقافي بين البلدين الذي ذكرت انه بدأ منذ الهجرة اللبنانية الى مصر في نهايات القرن التاسع عشر، وشملت في الصحافة سليم وبشارة تقلا، وجورجي زيدان، وصالون مي زيادة الذي اتاحت له الحياة الثقافية المصرية الثرية مكاناً مرموقاً بجانب عمالقة مثل المازني والعقاد وطه حسين وغيرهم. لم يتعرض المقال لما ذكره "سعادة السفير" عن ام كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وصباح ووديع الصافي ونجاح سلام، وفات الصحيفة ان "سعادته" ليس ناقداً فنياً، وانما دعي الى الحديث كمواطن مصري عن ليالي رمضان في القاهرة. لم يتعرض النقاش الى الكليبات التي حاول المحرر ان يلصقها بما دار ويجعلها مادة لمقاله. ولعل الامر لم يكن يتحمل مثل هذا الرد، بل لعل تجاهله كان الخيار الافضل، الا انني من المؤمنين بأن التغاضي عن صغائر الامور والمغالط يساعد للأسف على انتشارها وذيوعها، ويسيء الى العمل الصحافي العربي. وجريدة "الحياة" معروفة برصانتها وهي بغنى عن مواد تعمد الاثارة. بل ان اعتزازي بالجريدة الموقرة، كان يجعلني دائماً افخر بوجود صحف عربية لا تقل رصانة عن الصحف العالمية من ضمنها "الحياة".