أعلن الجيش الأميركي ان قواته تسيطر على ثلث الفلوجة، وانها باتت على مسافة أقل من كيلومتر واحد من وسط المدينة. واستمر القصف العنيف أمس على الفلوجة في حين يواصل المئات من عناصر"المارينز"تقدمهم في الاحياء الشمالية في وجه مقاومة عنيفة من المسلحين المتحصنين بداخلها. وينما تكتمت القوات الاميركية عن خسائرها ذكر جندي أميركي انه شاهد اثنين من زملائه قتلى، اضافة الى عشرات الجرحى. وعينت الحكومة العراقية حاكماً عسكرياً للمدينة. وفي غضون ذلك سيطر المقاتلون على جزء من وسط مدينة الرمادي أمس بعد اشتباكات مع القوات الاميركية. اعلن ضابط اميركي كبير ان القوات الاميركية باتت تسيطر على ثلث الفلوجة، خصوصاً المناطق الشمالية. وأضاف ان القوات الاميركية باتت على مسافة أقل من كيلومتر واحد من وسط المدينة التي تنهمر عليها القذائف. وقال الضابط في موقع قريب من المدينة"ان الهجوم ينطلق من الشمال باتجاه الجنوب ولقيت القوات الاميركية مقاومة بادئ الامر الا انه لم يتبق سوى القليل منها حالياً، والجنود باتوا على اقل من كلم من وسط الفلوجة". وقال مراسل"فرانس برس"داخل الفلوجة"انني مرغم على التنقل من منزل الى آخر اذ تتساقط القذائف بمعدل 60 في الدقيقة". واكد ان القوات الاميركية دخلت حيي الجولان والمعلمين في شمال غربي المدينة حيث قال شهود انها واجهت مقاومة عنيفة، مؤكدين احتراق حوالى 10 عربات من طراز"همفي". وقال ضابط رفيع المستوى في"المارينز"اللفتنانت بن ايفريت ان الجزء الاكبر من حي الجولان بات في ايدي القوات الاميركية. وأضاف ان"المارينز"لم يتكبدوا اي خسائر في هذا القطاع. وتحسباً منهم لوجود عبوات ناسفة على جوانب الطرق، عبرت وحدات"المارينز"خطاً للسكك الحديد واجتازت الحقول للوصول الى حي الجولان. ودخل عناصر الوحدات عبر حفر في الجدران لدى تنقلهم من منزل الى آخر في الحي الذي يعتبر اقوى معاقل المسلحين، ومشطوا المنطقة بالاسحلة الخفيفة. وقال الميجور تود ديغروسييه من المارينز"نحن بصدد القضاء عليهم ونستخدم القوة النارية المكثفة الاميركية القديمة الجيدة الاداء". ومن جهته، قال اللفتنانت كولونيل باتريك مالاي ان الجيش اختار اقتحام المدينة من ناحية الشمال مع قصف القطاع الاوسط حيث يتمركز العدد الاكبر من المسلحين. واخترقت الدبابات المدينة اول الامر ومن ثم اتخذت وحدات"المارينز"مراكز لها وبدأت بتطهير القطاع كلما تحقق تقدم. وسيطرت على مجمع سكني يقع على اطراف شمال غربي الفلوجة حيث بالامكان رؤية القذائف وهي تنفجر في وسط المدينة. وقال قائد سرية دبابات أميركية الكابتن روبرت بوديش ان ا"المسلحين يقاومون بضراوة في حي الجولان". وأضاف"انهم أناس أقوياء البأس. يقاتلون قتالاً قوياً. ورأيت كثيرين منهم في الشارع الذي كنت فيه". وقال:"اندفع رجل من خلف جدار وأطلق قذيفة ار.بي.جي على دبابتي". ولم يذكر تفاصيل. وقال اللفتنانت كولونيل جون موريس ان قوات"المارينز"توجه ضربات متلاحقة لمواقع المسلحين في الفلوجة، في حين تصادر القوات العراقية الاسلحة وتحارب المقاتلين في الشوارع والازقة. وأضاف"ستكون هذه مهمة عسيرة"مضيفاً أن المقاتلين فخخوا مباني بأكملها. وترافق وحدات عراقية، تلقت تدريباً خاصا لخوض هذه المعارك، قوات"المارينز"في حين تحتشد قوات عراقية خارج المدينة استعداداً لدخولها. وقال اللفتنانت كيفين كمنر ان"هذه القوات تم اشراكها مع المارينز وتقاتل الى جانبهم". ودخل عشرات من الجنود العراقيين الى محطة السكك الحديد في الفلوجة صباح أمس عقب استيلاء"المارينز"عليها في معارك عنيفة خلال الليل مع المسلحين المتحصنين في المدينة. وتعتبر المحطة موقعاً مهماً في شمال غربي المدينة، وأحد الأماكن التي يستهدفها هجوم بري. سقوط أكثر من 500 قذيفة ثقيلة واكد الرقيب في"المارينز"مايكل هامبي سقوط اكثر من 500 قذيفة من عيار 155 ملم على الفلوجة منذ بدء الهجوم . وأضاف ان كل قذيفة تنطلق باتجاه مواقع المسلحين عبر استخدام جهاز توجيه في حين تدقق طائرات استطلاع في اصابة الهدف. واعلن الجيش الاميركي اليوم انه اطلق صاروخاً على مبنى يؤوي عدداً من المسلحين فدمره. كما اطلقت مروحيات صواريخ على الاماكن التي اطلقت منها النار والقذائف. وصرخ جنود اميركيون قائلين"اشلاء بشرية في كل مكان"اثر سقوط قذيفة على مجموعة من المقاتلين في الفلوجة. وقال ضابط"المارينز"تود ديغروسييه ان"الطيران شن 20 غارة على الاقل على حي الجولان وثلاثة اضعاف ذلك من قصف مدفعي". وتحلق مروحيات فوق المدينة ملقية قنابل ضوئية على مبان تنطلق منها قاذفات صواريخ. واوضح ديغروسييه"لا نطلق النار عشوائياً وانما على اماكن يطلقون منها النار او انهم يستعدون لذلك". واكد مراسل"فرانس برس"يرافق القوات الاميركية ان 10 في المئة من مباني حي الجولان دمرت، مشيراً الى القاء اربع قنابل زنة الواحدة 900 كلغ على الحي. وقال سكان في الفلوجة ان غارة جوية دمرت مستوصفاً بوسط المدينة كان يستقبل الجرحى بعد سيطرة القوات الاميركية والعراقية على المستشفى الرئيسي ليل الأحد - الاثنين. وأضافوا أن بعض العاملين والمرضى قتلوا في المستوصف. ويقول سكان انه من المستحيل الوصول الى المستوصف بسبب القصف العنيف والدبابات الاميركية المنتشرة في المنطقة، فيما انقطعت خطوط الهاتف عن المستوصف. وقال سامي الجميلي، وهو طبيب في مستشفى الفلوجة، أفلت من الاعتقال حين سيطرت القوات الاميركية على المستشفى، ان الامدادات الطبية في المدينة بدأت في النفاد، وان عدداً محدوداً من العيادات الطبية لا يزال يعمل. وأضاف في حديث عبر الهاتف:"لا يوجد جراح واحد في الفلوجة. ولدينا سيارة اسعاف واحدة قصفت بنيران اميركية وأصيب طبيب. هناك عشرات من المدنيين الجرحى في منازلهم ولا نستطيع نقلهم". وتابع:"مات صبي عمره 13 عاماً للتو بين يدي". وقال أطباء ان 15 مدنياً على الاقل قتلوا خلال المعركة التي بدأت الاثنين. في حين تكتمت القوات الاميركية عن خسائرها. ونفى الجيش الاميركي في بيان اسقاط طائرة"هليكوبتر"في الفلوجة. وكان مراسل ل"رويترز"في المدينة ذكر في وقت سابق انه رأى مروحية أميركية تسقط في حي الجولان بعدما أصابها صاروخ. قتيلان اميركيان قال جندي أميركي أصيب في الفلوجة أمس انه شاهد اثنين من زملائه قتلا منذ بدء الهجوم على المدينة. وقال الجندي، بينما كان ينتظر اجلاءه من المدينة:"زميل لي وجندي آخر قتلا. وشاهدت نحو 50 جندياً أميركياً آخرين جرحوا منذ بدء القتال". ورفض الجندي الكشف عن اسمه. وشاهد مندوب ل"رويترز"حوالي خمسة جنود جرحى يجري اجلاؤهم بطائرة هليكوبتر، كما قال سائق سيارة اسعاف عسكرية أميركية انه شاهد العديد من الجرحى. ولم يعط الجيش أي أرقام اجمالية عن الخسائر في صفوفه، كما لم يصدر أي تصريح رسمي عن الخسائر البشرية في صفوف المدنيين أو المقاومة. وكانت اربع كتائب اميركية دخلت مساء الاثنين الفلوجة وتوغلت مسافة كيلومتر على امتداد جبهة يبلغ عرضها خمسة كلم كما تشارك اربع كتائب اخرى في المعارك. وبدأت العملية العسكرية التي يطلق عليها الاميركيون تسمية"الشبح الغاضب"والعراقيون"الفجر"الساعة السادسة مساء الاثنين. تعيين حاكم عسكري واعلن ثائر النقيب، المتحدث باسم رئيس الوزراء ان الحكومة عينت قائد قواتها في الفلوجة اللواء عبدالقادر موحان حاكماً عسكرياً موقتاً للمدينة. من جهة اخرى، سيطر المقاتلون بعد ظهر أمس على اجزاء من وسط مدينة الرمادي بعد 24 ساعة من المعارك مع القوات الاميركية. وبدأت المعارك منذ ظهر الاثنين وانسحبت القوات الاميركية من موقع لها في شارع الورار حيث يوجد تقاطع طرق رئيسي في الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار. وبدأت اعداد كبيرة من المقاتلين الملثمين المسلحين بالرشاشات يرقصون في الشارع وهم يهتفون"الله اكبر"بعد انسحاب القوات الاميركية من فندق كانت متمركزة فيه يقع على تقاطع طرق. لكن القوة الاميركية المتمركزة في مقر المحافظة ما زالت في مكانها الذي يبعد اكثر من 400 متر عن الفندق. وكان قناصة تابعون للجيش الاميركي يتمركزون على سطح الفندق الذي يشرف موقعه على اربعة شوارع ما يمنع المسلحين من التحرك بحرية.