فككت قوات الأمن السعودية فجر أمس، في حي الجامعة في جدة، خلية من المطلوبين للاشتباه بارتكابهم أعمالاً ارهابية، اذ قتلت احدهم، واعتقلت ثلاثة، اثنين منهم مصابان، والرابع استسلم أثناء حصاره. وضبطت السلطات كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات المحلية الصنع وعباءات "الحجاب الاسلامي الكامل" وأدوات تنكر نسائية، في حين أكد ناطق رسمي ان اثنين من رجال الأمن اصيبا اصابة طفيفة خلال تبادل اطلاق النار مع المطلوبين. وشهدت العملية التي تمت في حي الجامعة الشعبي على مرأى عدد كبير من المواطنين الذين خرجوا من منازلهم قبل موعد السحور. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية العميد منصور بن سلطان التركي إن قوات الأمن رصدت المطلوبين، وهم أربعة، المشتبه بتورطهم في قضايا ارهابية، فاعتقلت احدهم وفر الآخرون الى مخبأهم، وأضاف ان "رجال الأمن اضطروا أثناء محاصرتهم ومطالبتهم للفارين بتسليم أنفسهم للرد على اطلاق الرصاص". وتحدث رجال الأمن في موقع الحادث عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والأموال وعدد من العباءات النسائية وأدوات تنكر نسائية متنوعة. وأوضح لاحقاً بيان لمصدر مسؤول في وزارة الداخلية ان "المتابعة الأمنية للمنتمين للفئة الضالة أسفرت عن رصد وجود لأربعة من المطلوبين للجهات الأمنية في محافظة جدة بمنطقة مكةالمكرمة. وبفضل من الله تمكنت قوات الأمن من القاء القبض على أحدهم ومحاصرة البقية وعددهم ثلاثة داخل منزل يقع في حي الجامعة حيث بادروا قوات الأمن باطلاق النار فتم الرد عليهم بالمثل. ونتج عن ذلك مقتل أحدهم واصابة آخر والسيطرة عليه واستسلام الثالث، وأصيب في الحادث اثنان من رجال الأمن باصابات خفيفة". وأضاف البيان انه "بتفتيش الموقع تم التحفظ على أسلحة رشاشة وعدد كبير من القنابل وكميات من الذخيرة المتنوعة ومضبوطات أخرى. وسيصدر بيان الحاقي يوضح التفاصيل". وجرت فصول عملية الدهم الخاطفة زمنياً في زقاق الى جوار مدرسة حكومية للبنات في الطرف المقابل لمقرات جامعة الملك عبدالعزيز في جنوبجدة. وعلم ان المطلوبين الثلاثة سكنوا قبل أسابيع قليلة في شقة متواضعة، مستفيدين من تسهيلات المالك الجديد للبناية. وروى عبدالمحسن بن راجح الذي يسكن في منزل مجاور لموقع عملية الدهم: "وصلت الى بيتي في الساعة الثالثة والنصف فجراً. ولم ألحظ ما يثير اهتمامي على الاطلاق في مثل هذه الحارة الصغيرة. وبعد قليل من بدء تناول وجبة السحور مع أسرتي، سمعنا دوي الرصاص". وأضاف عبدالمحسن 38 عاماً: "فجأة انقطع التيار الكهربائي في سكني، فاعتقدت ان السبب أمني"، لكنه بعدما خرج ليستطلع الأمر مع جيرانه، فوجئ "بالكهرباء تضيء مدخل البناية وشقق الجيران". وبعدما انتهت عملية الدهم، اكتشف ان التيار انقطع في شقته فقط. وقال: "وجدت ان رصاصة مزقت السلك الكهربائي الخاص بمنزلي فقط"، من دون أن تمس أسلاك صندوق توزيع عدادات الكهرباء في البناية. وقبل الدهم سمع اطلاق نار في جدة تبين لاحقاً انه يتعلق بنزاع محدود بين أشخاص على أرض استثمارية في منطقة قريبة من مشروع قرية مرسال. وعلم ان شخصاً جرح بطلق ناري من مسدس شخصي لأحد المتنازعين.