بدأت شركات سياحية أجنبية إلغاء حجوزات مسبقة الى مصر إثر التفجيرات التي نُفذت مساء الخميس في فندق"هيلتون طابا"ومخيم"رأس شيطاني"السياحي الواقع بين نويبع وطابا ومخيمي"جزيرة القمر"و"البادية"واستهدف سياحاً اسرائيليين. وخيم التشاؤم على قطاع السياحة والمستثمرين المصريين عقب الغاء حجوزات عدة للسياح الاوروبيين وتحديداً بين البريطانيين والالمان والايطاليين، سواء للحضور للسياحة أو الاشتراك في عدد من المؤتمرات كان مزمعا عقدها صباح اليوم في شرم الشيخ. وفي ضوء ذلك قال رئيس شركة"اوراسكوم للسياحة"، احد المستثمرين في منتجع"طابا هايتس"سميح ساويرس ل"الحياة"إنه"من السابق لأوانه الحديث عن تأثر حركة السياحة عقب الانفجارات. وأعرب عن اعتقاده بأن تأثير الأزمة على السياحة"سيكون محصوراً في سيناء لاقتناع الرأي العام الدولي بأن تلك التفجيرات تستهدف مباشرة السياح الاسرائيليين خصوصاً في فندق هيلتون لوجود اعداد كبيرة منهم فيه". واعتبر أن تلك الحادثة ستكون أقل تأثيراً من الحادث الارهابي عام 1997 في الاقصر الذي أودى بحياة 60 سائحاً. واشار ساويرس الى ان في طابا نحو 36 مشروعاً فندقياً وخدمياً ومشاريع قيد الانشاء يشترك فيها رجال الاعمال، وتبلغ جملة الاستثمارات في المنطقة نحو ستة بلايين جنيه. وبدأ الاستثمار في"طابا هايتس"عام 1996 ويبلغ عدد الغرف السياحية التي تعمل حالياً نحو 4 آلاف غرفة ومع استكمال باقي المشاريع السياحية التي يتم تمويلها بمعرفة"بنك الاستثمار الدولي"سيصل عدد الغرف الى نحو 6 آلاف غرفة نهاية السنة المقبلة. وشدد على أن الاسابيع القليلة المقبلة"ستكون الفيصل في الاستمرار في هذه الاستثمارات او وقفها". وشهد منتجع طابا السياحي في الآونة الاخيرة زيادة كبيرة في حجم الحركة السياحية الوافدة اليها سواء من السياح الاسرائيليين او من جنسيات مختلفة وراوحت نسبة اشغال السياح في تلك الفنادق بين 90 الى 100 في المئة. ومع التفجيرات سيتوقف النشاط السياسي في طابا التي كانت عانت من قلة السياح اثر بدء الانتفاضة الفلسطينية في تشرين الاول اكتوبر عام 2000 وتصاعد اعمال العنف في الاراضي الفلسطينية والممارسات التي تنتهجها اسرائيل، مروراً بأحداث 11 أيلول سبتمبر ومن بعدها حرب العراق. وبعد الاحداث المتوالية في منطقة الشرق الاوسط بدأت الحكومة المصرية مساندة المستثمرين السياحيين في تلك المنطقة بتنفيذ برنامج حفز رحلات الطيران العارض المصري والاجنبي الى كل المطارات المصرية بدءاً من تشرين الثاني نوفمبر عام 2001 بموازنة قدرها 33 مليون يورو، ونجحت الضوابط والآليات التي وضعتها الحكومة في تحقيق الهدف من دون استننفاد الموازنة المحددة ما سمح بمد هذا البرنامج حتى 15 نيسان ابريل عام 2003. كما وضعت برنامجاً خاصاً لحفز الطيران العارض الى مطار طابا يرتكز على اساس خفض الحد الادنى من الإشغال المطلوب لاستحقاق الدعم من 50 الى 35 في المئة، واستحداث دعم عن الوقفة الاضافية للرحلات الدولية فيه بواقع خمسة آلاف يورو للرحلة، فضلاً عن دعم 5 رحلات منتظمة من دون توقف اسبوعياً الى المطار على خطوط"مصر للطيران"ولمدة عام كامل وتم الغاء ذلك الدعم منذ ثمانية شهور. وقال رئيس شركة"توماس كوك"ايمن الترانيسي ل"الحياة"إن شركته بدأت في تلقي أعداد كبيرة من الالغاءات ابرزها مجموعة السياح التي زاد عددها على 45 سائحاً من جنسيات مختلفة لحضور مؤتمر في شرم الشيخ. وتوقع الترانيسي مساندة الحكومة المصرية للمستثمرين واعادة تنفيذ برنامج دعم الطيران العارض مثلما حدث قبل ثلاثة اعوام، لأن ذلك البرنامج يتحمل المخاطرة بدلاً من أن تتحملها شركات السياحة، لافتاً الى أن عملية دعم الطيران العارض يساعد بعودة الاستقرار الى تلك المقاصد المتضررة من حوادث الارهاب. وأكد نائب رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية رئيس جمعية مستثمري"الديفيرا"في طابا نبيل عبد اللطيف ل"الحياة"ان تلك العملية استهدفت السياح الاسرائيليين الذين يتمركزون في المناطق الثلاث التي نفذت فيها التفجيرات، لافتاً الى أن عدد السياح الاسرائيليين الوافدين الى طابا في الاسبوعين الماضيين بلغ حوالى 15 الف شخص وصلوا لقضاء اجازة عطلة عيد الغفران التي تنتهي الاثنين المقبل. واضاف:"ان السوق المصدرة للسياح المستهدفة ستتأثر بالطبع لكن من الصعب الحكم اليوم على الاسواق الباقية". واعتبر وزير السياحة المصري احمد المغربي"ان تلك التفجيرات استهدفت فئة معينة من السياح الاسرائيليين"مشيراً الى"مغادرة بضعة آلاف من السياح الاسرائيليين البلاد عقب الانفجارات".