سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحذير للمقاتلين في المدينة من "الوقوع في الفخ" كما حصل في سامراء . تقدم في المفاوضات بين سكان الفلوجة والحكومة والافراج عن أحد مساعدي الصدر يساهم في نجاحها
أعلن كبير المفاوضين في الفلوجة الشيخ خالد حمود الجميلي أمس ان المحادثات بين ممثلي الفلوجة والحكومة العراقية الموقتة حول اعادة بسط السلطة العراقية في المدينة قد تفضي الى اتفاق على "حل جذري" لا يتضمن دخول الجيش الأميركي الى المدينة. وفيما أطلقت القوات الأميركية أحد مساعدي السيد مقتدى الصدر اكد الشيخ عبدالهادي الدراجي ان المفاوضات الجارية بين ممثلين عن التيار الصدري والحكومة العراقية "ايجابية وستعلن نتائجها قريباً". وأوضح الشيخ الجميلي، وهو امام مسجد وعضو في مجلس شورى المجاهدين الذي يتمتع ببعض النفوذ في الفلوجة، ان غداً السبت قد يشهد وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بعدما وصلت "المفاوضات مع الحكومة العراقية والجيش الاميركي الى مرحلة ايجابية". ورداً على سؤال عن مصير "المجاهدين" من خارج الفلوجة، أجاب حمود: "كل ينجو بنفسه. وان يغادر المقاتلون العرب ام لا هذا شأنهم. فالحل سيكون جذرياً". وعن مدى تقبل الحكومة لذلك، قال: "التأكيد جاء على لسان رئيس الجمهورية الشيخ غازي عجيل الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير الدفاع حازم الشعلان ووزير الدولة لشؤون الامن القومي قاسم داود". وتساءل: "الى متى سنبقى كذلك؟ فنحن أولاد بلد واحد. ونتفاوض مع اولادنا واحبائنا من العراقيين وليس مع الاميركيين". واخيراً، اكد الصفة "المنتخبة" للوفد المفاوض من قبل "ابناء الفلوجة ولم يرشح احد نفسه تلقائياً. فالجميع يتمنى لو تم اعفاؤه من هذه المهمة لانها خطيرة وطريقها شائك فربما نفشل". ويضم الوفد ثمانية اشخاص "بينهم ضباط وتجار وعلماء ووجهاء عشائر". وتعهد الجيش الاميركي والحكومة العراقية باستعادة السيطرة على كل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون هذا العام لضمان اجراء الانتخابات المقررة في كانون الثاني في موعدها. وكان برهم صالح حذر أول من أمس من أن المتشددين قد يمنعون التوصل الى أي اتفاق. وأضاف انه "سيجري بحث كل السبل الممكنة، ولكن الخيار العسكري ما زال مطروحاً". كما تجري في الوقت نفسه مفاوضات بين الحكومة وممثلين عن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في محاولة لانهاء الاشتباكات في مدينة الصدر. الى ذلك، اعلن المتحدث الرسمي باسم "هيئة علماء المسلمين" محمد بشار الفيضي إلغاء زيارة كان ينوي القيام بها أمس وفد من الهيئة الى الفلوجة بعد معلومات عن ان المفاوضات لحل الازمة في المدينة "بلغت شوطاً كبيراً". وقال: "طرأ طارئ جعلنا نتريث في القيام بالزيارة حيث بلغنا من بعض اعضاء الوفد الذي يتفاوض مع قوات الاحتلال والقوات الحكومية ان هناك املاً في التوصل الى حل سلمي وان المفاوضات قطعت شوطا كبيرا في هذا الصدد". واضاف: "لذلك رأينا ان نتريث في الزيارة املا في التوصل الى حل سلمي شامل لأهالي المدينة وان يتوقف نزيف الدم الذي يجري يومياً ظلماً وعدواناً. كما نأمل الا يتكرر ما حدث في سامراء سواء على صعيد المجازر أو على صعيد المناورات السياسية التي تسلك احيانا سبيل الخداع للوصول الى اهدافها". وتابع: "كما نكرر قولنا للحكومة العراقية الموقتة ان السعي للانتخابات الحرة لا يمكن ان يتم عن طريق معبد بدماء العراقيين" وتمنى "السلام للفلوجة وغيرها ونتمنى ان يأخذ الحوار طريقه بدلا من اللجوء للعنف والسلاح". ورداً على سؤال عن المفاوضات، قال الفيضي: "لسنا طرفا في المفاوضات وهي تجري حول عدة نقاط اهمها دخول الحرس الوطني في اماكن معينة في الفلوجة، وثانياً ان لا يعود الاميركيون الى المدينة وان لا يدخلوها". واضاف: "الظاهر ان هناك اتفاقاً حول تلك النقاط مع الاختلاف على آليات تنفيذها. هناك تطمينات بأن شوطاً كبيراً قد قطع لحل الازمة". الى ذلك، حذر "الجيش الاسلامي السري كتائب الاهوال - الجناح العسكري" المقاتلين في الفلوجة من "الوقوع في الفخ الذي وقع فيه أخوة الجهاد" في سامراء وطلب منهم ألا "ينخدعوا بما يسمى عملية السلام". وافاد بيان هذه الجماعة ان "الجيش الاسلامي يعتبر ما حدث في سامراء تأكيد على شارونية الحكومة العراقية وان المجاهدين هناك قد خدعوا بما يسمى عملية السلام". واضاف: "ننصح المجاهدين في الفلوجة بأن لا يقعوا في الفخ الذي وقع فيه اخوة الجهاد في سامراء"، مؤكداً ان "الايام القادمة ستشهد القصاص من المسؤولين حكام محافظة صلاح الدين" في اشارة الى المحافظ حامد الحمود القيسي. وهدد "المسؤولين الذين شرعوا لهم فعلتهم القذرة فهم وعائلاتهم باتوا اليوم تحت ضرباتنا القاتلة". وختم البيان مشيراً الى ان الجيش الاسلامي "قتل ثلاثة عراقيين نقلوا معلومات عن المجاهدين في المناطق الشمالية وقد استحقوا عقوبة الاعدام على ما فعلوه ... وكذلك قتل سائق شاحنة تركي في منطقة الطوز 70 كم جنوب تكريت الشهر الماضي". في غضون ذلك، أفرجت القوات الاميركية عن الشيخ مؤيد الخزرجي أحد كبار مساعدي الصدر. وأوضح الشيخ محمود السوداني ان "الشيخ مؤيد نقل من ام قصر قبل يومين واطلق سراحه اليوم أمس" موضحاً انه بقي موقوفا في معسكر بوكا زهاء عام. وكان الخزرجي اعتقل منذ نحو عام مع عدد من مساعدي الصدر بتهمة المشاركة في أنشطة مناهضة لقوات الاحتلال المتحدة، ما أثار موجة احتجاجات واسعة النطاق أطلق على اثرها سراح بقية رجال الدين المعتقلين. واعتقلت القوات الاميركية العشرات من اتباع الصدر، بينهم المتحدث باسمه الشيخ احمد الشيباني، الذي اوقف مع حوالى 40 آخرين خلال عملية دهم لمكتب الصدر في النجف الشهر الماضي. ويعتقد ان الافراج عن الخزرجي سيساعد في المفاوضات الرامية للتوصل الى اتفاق بين القوات الاميركية و"جيش المهدي" التابع للصدر في مدينة الصدر، اذ يطالب الزعيم الشيعي باطلاق كبار مساعديه ووقف قصف مدينة الصدر والمساعدة في إعادة بناء المنطقة الفقيرة قبل ابرام أي اتفاق لوقف اطلاق النار، فيما تطالب الحكومة العراقية "جيش المهدي" بتسليم أسلحته أولاً. وكان الشيخ الدراجي أكد ان المفاوضات "ايجابية وان نتائجها ستعلن قريباً"، رافضاً الاشارة الى الشروط التي يتفاوض بموجبها التيار الصدري.