عاماً بعد عام وحتى من قبل ان يبدأ موسم رمضان التلفزيوني في الغياب مع انتهاء الشهر الفضيل تكون شركات الإنتاج اعتبرت ذلك الموسم جزءاً من الماضي منطلقة للتحضير للموسم المقبل. في مثل تلك اللحظات سيكون من العبث سؤال تلك الشركات عما تعده لرمضان المقبل، فهي وكما يحدث مع الخطط العسكرية عادة تفضل ان تحضر كل شيء وسط تكتم يستمر شهوراً وهكذا ما ان يصبح رمضان التالي على بعد اسابيع قليلة حتى تقطر الأخبار تقطيراً ويصبح من الشغل الشاغل للصحافيين وغيرهم تركيب شبكات تشبه الكلمات المتقاطعة او الحكومات اللبنانية قيد التأليف، لمعرفة من الذي سيعرض ماذا... الموسم هذا العام لم يشذ عن هذه القاعدة، كما انه لم يبال ابداً بالتساؤلات التي تكثر كذلك عاماً بعد عام وفحواها لماذا يستحوذ رمضان الكريم كل هذا الاهتمام التلفزيوني والفضائي الذي تحرم منه بقية شهور السنة؟ مؤكداً ان الجواب واضح مهما كان صواب رأي المحتجين. ففي شهر الصيام يطيب السهر في المنازل وتحلو الجلسة امام الشاشة الصغيرة. وهنا نعود الى الموسم لهذا العام لنرى ما الذي تخبئه المحطات لمتفرجيها وهي تأمل من كل برنامج ان يكون قادراً على اجتذاب اكبر عدد من المتفرجين ليتمكن بالتالي من اصطياد اكبر قدر من الإعلانات متوقفين عند أربع محطات لبنانية فضائية يمكن اعتبارها نموذجاً صالحاً لكونها منتشرة في كل المناطق العربية ولكونها الأقدر على إعطاء صورة عن كيفية التعاطي مع البرامج من دون خلفيات قطرية محدودة واعتبارات ضيقة لاعتبار لبنان للأسف بلداً غير منتج للبرامج الرمضانية الحقيقية. بس ع LBC الفضائية اللبنانية LBC كعادتها تعد متفرجيها بباقة منوعة من البرامج التلفزيونية فيها الدراما والمسابقات والكوميديا وبرامج الألعاب. من مصر، تطل نادية الجندي بعد طول غياب عن الشاشة الصغيرة دام اكثر من 25 عاماً، في عمل درامي جديد هو "مشوار امرأة" الى جانب مصطفى فهمي ومحمد رياض وخالد زكي ونخبة من الممثلين المصريين، من تأليف مصطفى محرم وإخراج احمد صقر وإنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي - شركة افلام محمد فوزي، فيما تطل نيللي في الدراما الكوميدية "قصاقيص ورق" الى جانب احمد راتب وسحر رامي وشعبان حسين، قصة وسيناريو وحوار مجدي الجلاد من اخراج ابراهيم عفيفي، لتصور السلبيات التي تحول دون تطور المجتمع وتقدمه من خلال تساؤلات عدة يطرحها هذا العمل للوصول الى الحلول المنطقية لتلك الصور السلبية حتى يستعيد المجتمع اصالته وينهض بأعبائه المختلفة. ومن الخليج تقدم LBC "دنيا القوي" وهو مسلسل درامي من تأليف الكاتبة فجر العيد وإخراج البيلي احمد وبطولة غانم الصالح وابراهيم الحربي وزينب العسكري والأم الفضالة ونخبة من الممثلين. ويأتينا نجدة انزور في "فارس بني مروان" ليقدم سيرة البطل الأموي الفارس والأديب مسلمة بن عبدالملك بن مروان، بعد غياب طويل، عن الدراما التاريخية، هذه الدراما التي كانت وصلت الى أوجها مع أنزور وسرعان ما قل عدد صانعيها مع توقفه عنها، فهل سيعود إليها مجدها القديم مع "فارس بني مروان" الذي يجمع نخبة من الممثلين اللبنانيين والتونسيين والمصريين والأردنيين والسعوديين والسوريين... الإجابة ستكون رهن الأيام القليلة المقبلة، ورهن إقبال الجمهور على عمل كل ما قيل عنه حتى اليوم هو انه ضخم! اما حصة لبنان في مسلسلات رمضان على شاشة LBC فتقتصر على المسلسل البوليسي الكوميدي "عمول كونترول" الذي تدور احداثه حول ثلاث شخصيات: الكابتن نور ريتا برصونا التي تعمل في قسم التحري، رئيسها الكولونيل فضول فضيلة ميلاد رزق والملازم كريم فادي الرفاعي. ومن تركيبة هذا الثلاثي الطريف، تتوالى المفارقات المضحكة في قالب بوليسي. إذ في كل حلقة تقع جريمة ينهمك قسم التحري في حلها، كل واحد على طريقته. وتتخلل المسلسل مسابقة من سؤال - حزورة تتبعه احتمالات، يختار منها المشاهدون الإجابة الصحيحة عبر متابعتهم الدقيقة للقصة، فيكافأ الرابح بجائزة. الجوائز والمسابقات تتواصل مع طوني خليفة يومياً مع "شيك على بياض" طيلة الشهر الفضيل كما في كل سنة. وعلى طريقة ال"فودفيل" تقدم الفضائية اللبنانية برنامج "يا هلا" وهو اجتماعي اخلاقي من 30 حلقة للكاتب مروان العبد والمخرج كابي سعد، ومن إنتاج الشركة اللبنانية للفنون والإنتاج، اما اللهجة لبنانية - سعودية - تونسية. وحظوظ برامج الطبخ تزيد في مثل هذه الأيام بالذات من السنة، إذ لا تكتمل برامج رمضان من دون برنامج عن الطبخ، لذلك تخصص LBC برنامج "سفرة دايمة" لتحضير اطباق رمضانية خاصة بالشهر الفضيل. كما يستمر برنامج جورج قرداحي "افتح قلبك" الذي بدأ مع دورة برامج الخريف للموسم الجديد ويتابع مشتركو survivor مغامراتهم طوال الشهر الفضيل. نيشان... وبس جديد برامج التلفزيون الجديد new tv في شهر رمضان المبارك تختصر بالسهرة مع نيشان الذي يطل يومياً خلال الشهر الفضيل في برنامج ترفيهي جديد عنوانه "مايسترو"، يستضيف خلاله شخصيات مشهورة في الوسط الفني، السياسي والإعلامي، فيكشف النقاب عن جوانب مختلفة من حياة الضيف متناولاً شخصيته في اربع فقرات: على وتر الود من زاوية سوسيولوجية، على الوتر الحساس من زاوية بسيكولوجية، انت وضميرك من ناحية اخلاقية وفرصة سعيدة مع الأصدقاء. ويعيد التلفزيون الجديد تقديم المسلسل السوري "ردم الأساطير" من تأليف وسيناريو وحوار عبدالرحمن الضحاك وإخراج هيثم حقي طوال الشهر الفضيل. و"ردم الأساطير" مسلسل بوليسي يتحدث عن الصراع العربي - الإسرائيلي في قالب روائي، بمشاركة مجموعة من الممثلين السوريين واللبنانيين. ويعود على المحطة نفسها برنامج "الحل بإيدك" من جديد في شهر رمضان، ويقدم برنامج "شو الموضة" حلقات خاصة بالشهر الفضيل من المملكة العربية السعودية. اما الملاحظ فغياب المسلسلات المحلية عن هذه الشاشة التي غالباً ما عودتنا على تقديم الأعمال المحلية. منافسة... ايضاً وأيضاً تلفزيون "المستقبل" الذي اتخذ لنفسه منذ سنوات شعار "للشهر الفضيل الشاشة الأفضل" ينافس وبقوة المحطات الأخرى من خلال مجموعة متميزة من البرامج. وإذا كانت نادية الجندي نجمة شاشة رمضان على lbc فإن يسرا هي نجمة المستقبل كما في كل عام. وتجسد هذه المرة شخصية مذيعة تلفزيونية شهيرة في دراما اجتماعية هي "لقاء عالهوا" من بطولة هشام سليم، خيرية احمد وسمية الخشاب وإخراج محمد النجار. وتبدأ الأحداث حينما تنقلب حياة لقاء فؤاد يسرا رأساً على عقب بعد تورطها بهدف نبيل، لتتصاعد الأمور من حيث لا تدري فتجرد من عملها الإذاعي ويتخلى عنها الأهل والأصدقاء فتصبح فريسة الحبوب المهدئة. هشام سليم وسمية الخشاب اللذان يشاركان يسرا بطولة "لقاء عالهوا" يطلان ايضاً في "محمود المصري" الى جانب محمود عبدالعزيز الذي يعود ايضاً الى الشاشة الصغيرة بعد غياب في عمل من إخراج مجدي ابو عميرة، تدور احداثه حول محمد ثابت رجل طموح ومناضل في سبيل تحقيق احلامه. ولا تغيب الدراما السورية عن شاشة المستقبل في رمضان ولو في عمل واحد هو "الخيط الأبيض" من بطولة جمال سليمان وجومانا مراد ومن اخراج هيثم حقي. "الخيط الأبيض" مسلسل معاصر يصور قصة مقدمي البرامج التلفزيونية بين الصراعات والتنافس والتجاذبات راجع مكاناً آخر في هذه الصفحة. ويخصص تلفزيون "المستقبل" يومياً ساعة من الوقت مباشرة على الهواء ل"المطبخ" حيث يحضر الشيف رمزي اشهى المأكولات الرمضانية والحلويات الخاصة بالعيد، كما يجيب على اسئلة المشاهدين واستفساراتهم عن فن الطبخ. ومن البرامج الخفيفة والمسلية على المستقبل، يطل ميشال قزي في "بيني وبينك"، وهو برنامج رمضاني فني ترفيهي يومي يقدم جوائز نقدية وعينية. فيما يجول فريق "لا يمل" في شوارع بيروت يسأل المارة اذا ما كان يهمهم التمثيل لنراهم في "الكل عم بيمثل" وهو برنامج تمثيلي من عشر دقائق يعتمد على تلفزيون الواقع وترتكز كل حلقة فيه الى موقف مختلف وأشخاص مختلفين، على ان يشارك الهواة الثلاثة الأفضل في برنامج "لا يمل" بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. ومن برامج الألعاب جديد المستقبل "حلقة ربح" من اعداد وتقديم ميشال عشي. يعتمد هذا البرنامج على مشاركة 6 اشخاص يؤلفون حلقة مترابطة لتشكل حلقة ربح على ان توزع جوائز قيمة على الرابحين. اما مفاجأة شاشة المستقبل في رمضان المقبل فعودة النجم المتألق ومقدم برامج الألعاب ابراهيم ابو جودة مع "الفخ" من جديد بعدما كان حقق نجاحاً جماهيرياً في لبنان والعالم العربي. ومن جديد يتنافس لدى ابو جودة 7 متبارين جدد كل اسبوع والرابح واحد هو الذي يبقى للنهاية. ولا تكتمل الجولة على ما تقدمه التلفزيونات اللبنانية في رمضان من دون الوصول الى شاشة المنار التي تدخل بقوة المنافسة الرمضانية، مراهنة هذه المرة على الإنتاج السوري من خلال ثلاثة مسلسلات: "عائد الى حيفا" عن رواية لغسان كنفاني من إخراج باسل الخطيب وبطولة سلوم حداد ونورمان اسعد، و"هذا قراري" وهو مسلسل اجتماعي يطرح قضايا عدة يصادفها المجتمع السوري، وأخيراً "بهلول" وهو كوميديا سورية تاريخية يطرح سيرة حياة ابن هارون الرشيد الذي ادعى الجنون هرباً من منصب قاضي القضاة. ولن تغيب الدراما المصرية عن شاشة المنار في رمضان إذ تعرض مسلسل "لقاء السحاب" الذي يجمع كمال الشناوي وعزت العلايلي وعبدالمنعم مدبولي. وكالعادة يتابع مشاهدو "المنار" المسلسلات الإيرانية المدبلجة مع "يوميات داليا". اما على صعيد الإنتاج المحلي فتكتفي "المنار" بالبرنامج الترفيهي "علمي علمك" مع مجدي مشموشي وحسن حمدان وبطرس فرح. ايام قليلة وتبدأ هذه البرامج ويبدأ ما يمكن اعتباره امتحاناً حقيقياً للنجومية وللتباري بين نجومية المصري والسوري والدخول القوي للخليجيين وتحسر بقية البلدان لأنها غير قادرة على دخول مثل هذه المباريات والأكثر من هذا، يمكن ايضاً لغلاة الهواة ان يتفرسوا جيداً في ردود الفعل التي ستجابه ما يعرض هذا العام لأنها ستكون هي طبعاً الحكم الرئيس الممهد لما سيعرض في رمضان المقبل وكل شهر فضيل والجميع بخير.