استعدت المحطات التلفزيونية اللبنانية لشهر رمضان بمجموعة من المسلسلات والبرامج تعرضها الى جانب الانتاج المصري والسوري الذي اعتادت أن تقدمه في المناسبة. ويبدو أن المحطات اللبنانية، أرضياً وفضائياً، تعتزم دخول المنافسة الانتاجية بعدما غابت عنها سنوات طويلة، على رغم ان معظم برامجها يمكن ادراجه في خانة المنوعات والتسلية والجوائز. المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC أعدت مجموعة من الأعمال الخاصة بشهر رمضان، أهمها مسلسلان أولهما "حصاد المواسم" وهو دراما تلفزيونية من تأليف مروان نجار واخراج فؤاد سليمان، وتدور قصته على الإحساس بالحب والذنب معاً. وهي بحسب أصحابها، "قصة غنية بالبعد الأخلاقي المستمد من جذوة الإيمان والقيم الدينية، كما حملها الشرع لمناهضة أنانيتنا والتغلب على أطماع دنيانا". يشارك في التمثيل مجموعة كبيرة من وجوه الشاشة الصغيرة أمثال: عبدالمجيد مجذوب، باسم مغنية، هند باز وغيرهم. وثانيهما، تنفرد الLBC الفضائية بعرضه، وهو "صائمون... ولكن" الذي يتألف من مجموعة تمثيليات اجتماعية، توجيهية، تتناول أحكام الصيام في شهر رمضان، فتظهر كيف ان عدداً كبيراً من المسلمين يقع في أخطاء الصيام سهواً ثم يتساءل ان كان صيامه مقبولاً. وفي نهاية كل حلقة، يوضح الشيخ مروان قباني أصول الصيام ويشرح الممنوعات والمحرمات. تشترك في المسلسل مجموعة كبيرة من الممثلين منهم: وحيد جلال، عمر ميقاتي، أحمد الزين، هلا عون، وفاء طربيه، جورج دياب، وريتا برصونا... وفي الوقت نفسه تستمر الLBC بعرض المسلسل المحلي "من أحلى بيوت رأس بيروت" لمروان نجار. بكل حلقة علقة والى جانب المسلسلات المحلية، خصصت الLBC لشهر رمضان برنامجاً جديداً من تقديم طوني خليفة بعنوان "بكل حلقة علقة". وهو برنامج ألعاب مكون من جزءين: واحد مخصص للمسابقات المباشرة على الهواء والثاني عبارة عن مقلب فني يعده خليفة لفنان يستضيفه. وتتابع الLBC عرض برنامجي Greed و"مين بزيد". ألعاب... ألعاب من جهته، خصص تلفزيون "المستقبل" لشهر رمضان مجموعة كبيرة من البرامج، طغت عليها برامج الألعاب. أما في ما خصّ المسلسلات المحلية، فيستمر بعرض "حكاية أمل"، قصة وسيناريو وحوار أنطون ريمي وهو عبارة عن "ملحمة تلفزيونية"، كما يقول أصحابه، تعالج معاناة الأم اللبنانية وتمسكها بأرضها ووطنها وعائلتها واصرارها على الجهاد والعمل على رغم كل المعوقات. والتمثيل لرندلى قديح وطوني معلوف وسليمان الباشا ونقولا دانيال... أما الحصة الأكبر على شاشة "المستقبل" فهي مخصصة لبرامج المسابقات والتسلية، كما أشرنا. ومن أبرز هذه البرامج: Chef micho وهو برنامج ألعاب يطل فيه المذيع ميشال قزي بزي طباخ ويستضيف في كل حلقة فناناً في الزي نفسه، على ايقاع الفرقة الموسيقية التي ترافق قزي بالزي نفسه. والمسابقة عبارة عن عرض مكونات طبق، وعلى المشاهدين أن يكتشفوا ما هو. بعد ذلك هناك "ليلة أنس"، وهو برنامج ترفيهي يتضمن الأسئلة والتسلية فيتبارى فنانون عرب مع أصدقائهم في كل حلقة. التقديم لريما مكتبي وباسم ياخور و"شو بدّو يصير"، يعود كذلك من جديد خلال شهر رمضان وهو كما جرت العادة مؤلف من جزءين، أولهما محوره التمثيل وثانيهما مع كارين سلامة والاتصالات مباشرة، وفي الجزء التمثيلي يرافق المخرج ناصر فقيه المجموعة عينها: عادل كرم، طارق تميم، وسنتيا كرم... و"الفخ" برنامج ألعاب جديد يعرض أيضاً في شهر رمضان من تقديم ابراهيم أبو جودة وفيه يتنافس كل أسبوع سبعة متبارين جدد يبقى واحد منهم الى النهاية ويحصد الجوائز. ... يا قمر من جهتها خصصت الMTV لشهر رمضان المبارك برنامج "يا قمر"، وهي تستمر بعرض المسلسلين المحليين "بنات عماتي وبنتي وأنا"، و"غداً يوم آخر" طوال هذا الشهر. و"يا قمر" برنامج منوعات يبث مباشرة على الهواء ويستضيف نخبة من أهل الفن والإعلام تتخلله اتصالات مباشرة من المشاهدين، وجوائز قيّمة، يتعاون في تقديمه سامر الغريب ودانيا الخطيب، من اخراج كميل طانيوس. ويستمر "بنات عماتي وبنتي وأنا" طوال شهر رمضان وهو مسلسل كوميدي من تأليف منى طايع واخراج ليليان البستاني وتمثيل ورد الخال ويورغو شلهوب وانطوانيت عقيقي وسمارا نهرا... وكذلك تتابع الMTV عرض مسلسل "غداً يوم آخر" لشكري أنيس فاخوري وهو يروي قصة مقدمة برامج تلفزيونية محاولاً إلقاء الضوء على الواقع الذي تعيش فيه والبطولة لدارينا الجندي وفادي ابراهيم. عودة أما "التلفزيون الجديد"، فيعود بقوة في شهر رمضان معتمداً على الانتاجات المحلية ومنها: "حكواتي بالصدفة"، وهو مسلسل لبناني من نوع الفنتازيا، تدور أحداثه في حقبة تاريخية تصل الى العام 1916، وتعرضه الNTV طوال شهر رمضان، والعمل من تأليف عايدة صعب واخراج شربل كامل. وتدور القصة حول سعيد وهو فتى في الثانية عشرة من عمره، يصبح حكواتياً بالمصادفة فيأخذنا معه الى أحداث تاريخية تعود بنا الى عصر السلطان أصلان ومغارة هشقان مغارة آكلي لحوم البشر، وغيرها من الحكايات الخيالية. البطولة لهناء صلاح مخللاتي، وخالد بوتاري وأمالي أبي صالح. أما "حق الوصاية" فتليفيلم محلي يظهر الصراع بين المحافظين على جمال القرية اللبنانية وطبيعتها المميزة ومؤيدي استغلال الأرض للمشاريع التجارية. والتمثيل ل: عمار شلق، رندة كعدي، عبدو حكيم، جوزيف سعيد... قصة وسيناريو وحوار زياد سيف والاخراج لغسان اسطفان. و"راديو أو تلفزيون"، تليفيلم محلي آخر من انتاج شركة الجديد، يعرض قصة مقدم برامج اذاعية يسعى الى الشهرة والرواج الشعبي لبرنامجه الإذاعي من خلال مهاجمته مذيعات التلفزيون. يشارك في التمثيل: طلال الجردي، جوزيان زغبي، وباتريسيا سلوم، عن قصة لغريتا غصيبة والإخراج لإيلي فغالي. ومن البرامج الخاصة في هذا الشهر على شاشة الNTV برنامجا "السائل والمسؤول" و"بعد الإفطار... غني وحزار". و"السائل والمسؤول"، من اعداد وتقديم مريم نور وهو يذكر الإنسان بأهمية الصحة الجسدية والصحوة الروحية، وبأن الخطوة الأولى في هذه المرحلة "هي الأكل الصحي الذبيعي المتوازن". وهدف البرنامج ارشادنا الى ان الإنسان قوي من داخله وليس من دخله. فيعلمنا كيفية اعادة النظر في صحتنا من حيث الأكل وعلم النفس وعلم الألوان وتأثيرها في الإنسان. أما "بعد الإفطار... غني وحزار" فبرنامج رمضاني آخر منوع تبرز فيه الأحجية الغنائية. ويتناول في كل ليلة من ليالي رمضان موضوعاً تدور حوله الأغنية وعلى المشاهدين معرفة هذا الموضوع عبر الاتصالات المباشرة مع المغني الذي يقدم الحلقة وفرقته، بطريقة كوميدية. يقدم البرنامج ايلي مسعد وفرقته، أما الإعداد فلحسن سعد ووجدي شيا نصاً وموسيقى. إذاً يأتي شهر رمضان هذا العام ليشجع على المنافسة بين الشاشات اللبنانية لتقديم الأفضل وليشجع الانتاج المحلي كماً ونوعاً بغية استقطاب أكبر شريحة ممكنة من الجمهور... فهل ستكون هذه بداية نهضة ما للبرامج المحلية؟