ينوي مجلس الأمن اصدار بيان رئاسي اليوم يكلف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان التأثير على الحكومتين السورية واللبنانية لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1559، ويطلب منه تقديم تقرير فصلي الى المجلس كجهاز متابعة. واكد مسؤول اميركي اشترط عدم ذكر اسمه ان الولاياتالمتحدة عارضت فكرة فرنسا استصدار قرار آخر عن المجلس. وقال: "لا نريد ان نبدو وكأننا ننزل ضرباً بدولة عربية اخرى. لذلك فضلنا بياناً رئاسياً". وأضاف ان آلية المتابعة المتمثلة في "تقرير شهري أو فصلي" حل مكان "فكرة انشاء هيكل للجنة المراقبة التي لم تلق الدعم". واضاف المسؤول ان اصدار بيان رئاسي لا يعني عدم العودة الى المجلس لاحقاً لإصدار قرار، اذ "في إمكاننا ان نعود لاحقاً الى المجلس لإصدار قرار". واكد ان الهدف هو "اخراج القوات الاجنبية" من لبنان والإصرار على ذلك. وجاءت ملاحظة المسؤول الاميركي لتبرز التردد في ممارسة الضغوط على سورية ولبنان في اعقاب استخدام الولاياتالمتحدة الفيتو ضد مشروع قرار مطالبة اسرائيل بالانسحاب من شمال غزة أول من أمس. وتوقعت أوساط المجلس ان ينطلق البيان الرئاسي من قول الأمين العام في تقريره انه طلب من الحكومتين السورية واللبنانية ان "تتقدما بجدول زمني لتنفيذ" ما سماه "تطمينات معينة" و"معلومات" تلقاها منهما، واعلانه الاستعداد لأن يبلغ مجلس الأمن "بصورة منظمة أي معلومات" في هذا الصدد تنفيذاً للقرار 1559. وكان اعضاء المجلس انقسموا عند التصويت على القرار 1559، اذ انه حصل على 9 أصوات فقط، وهو الحد الأدنى لتبني أي قرار، ويعني ان عدداً من الدول غير مؤيد أساساً لما جاء فيه. يذكر ان القرار طالب بانسحاب جميع القوات الاجنبية المتبقية في لبنان وبحل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها. وفي دمشق، أشارت مصادر ديبلوماسية الى ان واشنطن "تريد استمرار الضغط على دمشق قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية من دون ان يصل الأمر الى كسر العظم". وفي بيروت، أذيع نص الردّ اللبناني على تقرير أنان عن تنفيذ القرار الرقم 1559، والذي بعث به وزير الخارجية جان عبيد. وانتقد عبيد "خلوّ التقرير من ذكر المسؤولية التاريخية المستمرّة التي تتحمّلها اسرائيل في سياسة الاحتلال المدمّرة في فلسطين وسورية ولبنان ورفضها الحلول السلمية". وشدّد عبيد على "أهمية التحالف اللبناني - السوري في مواجهة التيارات المتطرّفة التي يغذيها ويدفع بها سلوك اسرائيل في اتجاه تفجير المنطقة ومعالجتها، فضلاً عن مقتضيات الاستقرار والأمن الداخلي ومحاربة الارهاب التي تقرّرها اعتبارات البلدين وظروفهما". على صعيد آخر، يتوقع ان يلتقي الرئيس اللبناني اميل لحود مساء اليوم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هامش زيارة خاصة يقوم بها لبيروت. ورجّحت مصادر مطلعة ان يرافقه وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم.