وجهت اسرائيل صفعة قوية لاكثر رؤساء الولاياتالمتحدة تماثلا مع سياساتها بهز صدقيته في شأن "رؤيته" لحل قضية الشرق الاوسط قبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية الاميركية وذلك من خلال اعلان كبير مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي دوف فايسغلاس الضيف شبه المقيم في واشنطن، عن "اتفاق" اسرائيلي - اميركي على شطب اقامة الدولة الفلسطينية عن جدول الاعمال نهائيا وابقاء غالبية المستوطنات اليهودية المقامة على اراضي الضفة الغربيةالمحتلة "بمباركة رئاسية اميركية". راجع ص 4 و5 وجاءت تصريحات فايسغلاس فيما واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي لليوم الثامن على التوالي عدوانه على قطاع غزة حيث سقط امس ستة شهداء وجرح عشرة اطفال تتراوح اعمارهم بين بضعة اشهر وبضعة اعوام فيما استشهد فتى في بلدة صيدا قرب طولكرم برصاص جنود اسرائيليين. واثار ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو خلال لقائه به امس في الرياض موضوع العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني مبدياً انتقاداً شديداً لموقف المجتمع الدولي الصامت على المذابح الاجرامية التي تنفذها الحكومة الاسرائيلية ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وشدد الامير عبدالله على ضرورة ان تتحمل الحكومة البريطانية مسؤوليتها وتقوم بدورها مع اسرائيل ومع الولاياتالمتحدة للعمل على وقف العملية الاسرائيلية العدوانية في غزة فوراً. وكان ولي العهد السعودي استقبل سترو امس في مزرعة الجنادرية قرب الرياض وتناول اللقاء الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والاوضاع في العراق وقضايا متعلقة بالتعاون الثنائي. وعرض سترو على الامير عبدالله آخر تطورات الاوضاع في العراق على ضوء زيارته لذلك البلد يومي امس واول من امس. وقالت المصادر المطلعة ان ولي العهد السعودي بدا متأثراً مما يجري في قطاع غزة والاراضي الفلسطينية من عدوان اسرائيلي وحشي وبدا غاضباً من الموقف الدولي "الصامت" على ما يجري والذي يشجع رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون على الاستمرار في سياسته المدمرة لاي مبادرة او خطوة لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز التقى قبل ذلك وزير الخارجية البريطاني الذي وصل الى الرياض بعد ظهر امس من العراق. ولم تكتف اسرائيل ب"الفيتو" الاميركي في مجلس الأمن ضد مشروع القرار العربي الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب من شمال قطاع غزة ووقف عمليات القتل التي اسفرت حتى الان عن سقوط 85 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين ومئات الجرحى، الامر الذي اعتبره الفلسطينيون بمثابة "ضوء اخضر" لمواصلة العدوان الاسرائيلي. فقد صرح فايسغلاس بأن الهدف من خطة "فك الارتباط" الاحادية الجانب هو "تجميد العملية السياسية ما يعني منع اقامة دولة فلسطينية ومنع بحث قضايا القدس واللاجئين والحدود". واكد فايسغلاس في تصريحاته لصحيفة "هآرتس" العبرية ان "الانجاز المركزي للخطة هو تجميد المسيرة السياسية بصورة شرعية". وقدم مقال للمحلل العسكري الاسرائيلي زئيف شيف مزيدا من التوضيح لاهداف الهجوم الاسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة بقوله انه يهدف الى تأمين بقاء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والتي اكد فايسغلاس انها ستبقى "الى الابد". وكتب شيف ان "المعركة في غزة لا تتعلق باطلاق الصواريخ على سديروت بل كي يرى الفلسطينيون ماذا سيحدث لهم في الضفة اذا نقلوا اسلوب "القسام" اليها". وقال مصدر عسكري اسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية مساء امس ان "العملية الاسرائيلية في غزة ستنتهي في غضون أيام قليلة"، مضيفا ان "العملية اضعفت اطلاق صواريخ القسام". ولم يستبعد المصدر ان يعلن شارون عن سحب الجيش بعد جلسة الحكومة الاسبوعية الاحد المقبل.