جرت امس مراسم تنصيب الرئيس الشيشاني الجديد اليو الخانوف وسط تدابير امنية مشددة. وأدى القسم الدستوري باللغتين الروسية والشيشانية، متعهداً الاخلاص للشعب الشيشاني "بمختلف قومياته". واعتبر الكرملين مراسم التنصيب بداية مرحلة تكريس السلام في الجمهورية. وتزامن ذلك مع ورود تقارير متضاربة عن مصير الزعيم الانفصالي اصلان مسخادوف. وتجنب منظمو المراسم اضفاء اجواء احتفالية واسعة عليها. ولم يدع الصحافيون لتغطيتها كما جرى العام الماضي عندما تسلم الرئيس السابق احمد قادروف مهماته. واقتصر الحضور على ممثلي المركز الفيدرالي واعضاء الحكومة الشيشانية. وتسلم الخانوف هويته الجديدة التي حملت الرقم اثنين، وهي اشارة متعمدة، القصد منها الاشارة الى ان الرئيس الاول للشيشان هو احمد قادروف الذي اغتيل العام الماضي، في تجاهل للانتخابات التي اوصلت اصلان مسخادوف الى الرئاسة قبل اندلاع الحرب الثانية في الجمهورية. مصير مسخادوف في غضون ذلك، تضاربت التقارير عن مصير الزعيم الانفصالي اصلان مسخادوف، اذ نقلت وسائل اعلام روسية عن مصادر امنية انه اعتقل خلال العمليات المستمرة منذ زهاء اسبوعين في منطقة احيطت بطوق محكم جنوب شرقي الشيشان. ونسبت الى المصادر قولها ان موسكو قررت تأجيل الاعلان عن اعتقال الزعيم الانفصالي تحسباً لوقوع اضطرابات في الجمهورية اثناء مراسم التنصيب. ونفى نائب رئيس الوزراء الشيشاني رمضان قادروف صحة هذه التقارير، لكنه قال ان مسخادوف "سيقع قريباً جداً"، مشيراً الى انه مسخادوف موجود داخل المنطقة المحاصرة. وزاد ان الطوق المشدد المفروض عليها لن يسمح له او لأحد من اعوانه بالتسلل منها. وكان قادروف تعهد في وقت سابق "تقديم رأس مسخادوف هدية" على شرف مراسم تنصيب الرئيس الشيشاني الجديد. انتقادات لروسيا وتزامنت مراسم التنصيب مع انتقادات جديدة وجهها البرلمان الاوروبي لسياسة روسيا في الشيشان. وركزت تقارير اوروبية قوبلت باستياء في روسيا على اوضاع اللاجئين الشيشانيين في منطقة القوقاز وخصوصاً في انغوشيتيا المجاورة. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسلم الخانوف مهماته، نقطة انطلاق مرحلة جديدة في الشيشان. وقال خلال قبوله اوراق اعتماد عدد من السفراء الاجانب في موسكو، ان مسيرة تكريس السلام في الجمهورية تلقت دفعة مهمة، لافتاً الى ان القيادة الشيشانية ستواصل جهودها من اجل اعادة الإعمار وتعزيز عمليات احياء الاقتصاد الشيشاني وتحسين الاوضاع المعيشية للشيشانيين. واستغل بوتين المناسبة لدعوة المجتمع الدولي الى فرض عزلة شاملة على كل الاطراف والقوى السياسية التي تقف وراء الارهاب. وقال ان العمل للقضاء على الارهابيين انفسهم لم يعد كافياً، داعياً الى تضامن المجتمع الدولي كله لعزل الجهات والقوى التي تحتضن الارهاب او تضع اسساً ايديولوجية وفكرية له. وتزامن ذلك مع مشروع قرار قدمته روسيا الى مجلس الامن، لتعزيز الحملة العالمية لمكافحة الارهاب يطلب من كل الدول "التعاون في شكل كامل في مكافحة الارهاب ولا سيما مع الدول التي وقعت فيها اعمال ارهابية او كان مواطنوها ضحايا الارهاب". وأوضحت مصادر ديبلوماسية ان روسيا تهدف من مشروع القرار تسهيل عملية استرداد متهمين بالارهاب ومنعهم من الاحتماء وراء وضع لاجئ.