منذ بداية الحملة الانتخابية يحاول جورج بوش استحضار هجمات 11 أيلول سبتمبر آملاً بأن تساهم عودة أشباحها في زيادة فرص تمديد اقامته في البيت الأبيض. رسالته كانت واضحة. الانتخابات ليست عادية هذه المرة لتدور حول أرقام الاقتصاد وأداء الأفراد. إنها انتخابات في خضم حرب مفتوحة كانت هجمات 11 أيلول الرصاصة الأولى فيها. وهذا يعني أن الصدارة يجب أن تكون للتفكير في أمن أميركا وأمن الأميركيين. وفي الحرب على الناخبين الاقتراع لمن يمتلك صفات قيادية ويستطيع اتخاذ قرارات صعبة وإن مكلفة. أي أن الانتخابات تدور أيضاً حول مواصفات من يمكن الوثوق به قائداً أعلى للقوات المسلحة. في المقابل كان المرشح الديموقراطي جون كيري يحاول اقناع الناخبين بأن بوش أضعف"الحرب على الإرهاب"وشتت قدرات الأمة حين ذهب إلى الهدف الخطأ في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ. كان يحاول اقناع الناخبين بمعاقبة بوش على اختيار المحطة العراقية واسلوب إدارة الحرب هناك. وأراد ابلاغ الأميركيين أنه أقدر من منافسه على قيادة"الحرب على الإرهاب"، خصوصاً لجهة ترميم تحالفات دولية تسببت الحرب في العراق في هزها وتفكيك بعض حلقاتها. قبل أيام من موعد توجه الناخبين إلى صناديق الاقتراع اختار أسامة بن لادن اقتحام الانتخابات الأميركية. مجرد اطلالته في شريط مصور وبلهجة هادئة وواثقة يذكر الأميركيين بأن الرجل الذي أعلنه بوش مطلوباً حياً أو ميتاً لا يزال حياً وقادراً على الإقلاق أو الإيذاء. وفي حديثه سخر زعيم"القاعدة"من الرئيس الاميركي الذي انشغل بحديث طفلة في مدرسة ما مكن فريق محمد عطا من مهاجمة البرج الثاني. واذا كانت الإطلالة والرواية تلحقان ضرراً ببوش فإن قول بن لادن ان أمن الأميركيين ليس في يده ولا في يد منافسه بل في يد الأميركيين انفسهم ان اختاروا السويد نموذجاً يبدد قسطاً من هذه الأضرار. الحرب التي فجرتها هجمات 11 ايلول مفتوحة على مصراعيها. لا علاقة للمسألة باسم الرئيس الاميركي. كيري نفسه حرص على طمأنة الأميركيين الى انه سيخوضها بلا هوادة وسيطارد الارهابيين في كل مكان لاعتقالهم أو قتلهم. اسامة بن لادن من جانبه اعتبر ان الأسباب التي أدت الى هجمات 11 ايلول لا تزال قائمة أي ان الهجمات قابلة للتكرار. مشروعه شديد الوضوح. انه الحرب الطويلة لإرغام اميركا على الانسحاب من المنطقة لتتفرغ"القاعدة"ومثيلاتها لحرب اسقاط الأنظمة في العالم العربي والاسلامي. يمكن للانتخابات ان تنهي الحرب في العراق اذا اسفرت عن قيام سلطة لا يمكن الطعن بشرعية تمثيلها. لكن"الحرب على الارهاب"لا يمكن انهاؤها عبر صناديق الاقتراع. انها حرب مرشحة للاستمرار حتى ولو تغير اسم سيد البيت الأبيض وغاب زعيم"القاعدة". ولأن الولاياتالمتحدة لا تستطيع ان تكون السويد يمكن القول ان اسامة بن لادن اقترع في الانتخابات الاميركية لمصلحة استمرار الحرب العالمية.