"أنا فنانة وممثلة طُلبت لتقديم برنامج تلفزيوني... لست مذيعة، حتى انني قدمت البرنامج بشخصيتي العفوية". هذا ما كانت تصرّح به الفنانة الأردنية رانيا الكردي قبل أن تغادر اليوم برنامج "سوبر ستار" إلى غير رجعة، بعد أن انتشرت شائعات عدة تحدثت عن هذا الأمر. ما هي الأسباب الحقيقية لهذا القرار، وما هي المشاريع الفنية التي تنتظرها في الأشهرش المقبلة؟ لماذا تركت "سوبر ستار" ؟ - لأنني أجهز ألبومي الغنائي الجديد أولاً، ولأنه عرض علي بطولة فيلم مصري "لذيذ جداً"... وأنا في الأصل ممثلة ودرست التمثيل. وقد فضلت العودة إلى مهنتي الأصلية. شعرت بأن السنتين اللتين أمضيتهما في تقديم "سوبر ستار" حوّلتا مساري، ولو قدمت الموسم الثالث، سيعتاد الناس على النظر إليّ من هذه الزاوية الحصريّة... هل أنت نادمة لأنك ابتعدت عن مجال الغناء طوال هذه الفترة؟ - كلا... لكنني لا أريد أن أكرّر نفسي، والجزء الثالث من "سوبر ستار" سيكون تكراراً بالتأكيد. هل تشعرين بأن البرنامج في عامه الثاني لم يستقطب شعبية بعد نجاح الموسم الأول؟ - أشعر دائماً أن كل شيء في بدايته يحمل إبهاراً، ويقل الابهار مع مرور الوقت. ومن الضروري أن يبتعد المقدّم في هذه الحال، أو أن يتوقف البرنامج ليشتاق الناس إليه مرة أخرى . إجابتك هذه تنفي الكلام الذي نشرته الصحف والمجلات بأنك تركت البرنامج بسبب الخلافات التي اشتعلت بينك وبين نيكول بردويل بسبب الأزياء التي صممتها لك. وقد أجبرتِ على ارتدائها مع انّك لم تجديها بالمستوى المطلوب! - أنا انسانة محترفة في عملي و"عقلي كبير"... صحيح أن هذا الأمر أزعجني، لكنه ليس السبب الرئيس في مسألة انسحابي. صرّحت نيكول بردويل في إحدى المجلات، بأنها استقطبت زبائن جدداً، أعجبوا بتصاميمها بعد أن شاهدوا الأزياء التي صممتها لك هذا العام... - الله يوفقها. لكنني شخصياً لمست الفارق والاختلاف الكبير بين ما ارتديته هذا العام وما كنت أرتديه في العام الماضي للمصمم العالمي جورج حبيقة. لا مجال للمقارنة أبداً بين فساتين مصمم مشهور يزاول عمله منذ سنوات، وأقام العديد من العروض العالمية واسمه منتشر في كل العالم ، وبين فساتين نيكول التي تدخل هذا المجال للمرة الأولى لتعرض تصاميمها من خلال البرنامج. الأمر اختلف أيضاً من حيث مقاييس هذه التصاميم، والأمور الأخرى التي اهتم بها حبيقة، وأتت متكاملة مع الفستان كالحذاء والأكسسوار. لكن الأهم هو التفاهم بيني وبينه، فهو ألبسني ما يليق بي ولم يكن هدفه أبداً أن يبرز اسمه فقط، بعكس هذا العام عندما فرضت عليّ تصاميم نيكول بردويل ولم يكن عندي حرية اختيار أسماء أخرى. هل أبلغت إدارة فضائية "المستقبل" بقرار الاستقالة المفاجئ؟ - أعتقد بأنهم شعروا بذلك في الشهرين الأخيرين من البرنامج، وكانوا يعلمون أنني لم أكن مرتاحة، ثم عرفوا من الصحف. هناك من اعتبر أنك سبقت إدارة "المستقبل" بقرار ترك البرنامج قبل أن يبادروا هم إلى الاستغناء عن خدماتك. - لا أعرف ماذا كانوا يخططون. طوال مدة السنتين التي قضيتها معهم، لم يتناقشوا معي في أي أمر، هم لا يفضلون سماع الشكوى، ويتشبثون برأيهم بدل إصلاح الخلل. وبقيت الأمور على ما هي عليه حتى الحلقة الأخيرة. ومع هذا، كنت متعاونة الى أبعد الحدود على رغم انزعاجي، واستمريت في ارتداء فساتين نيكول وكنت أشكرها على الهواء . بماذا أفادتك تجربة التقديم على مدار عامين؟ - أعطتني خبرة في مجال التقديم المباشر، وأقمت علاقة وثيقة مع تلفزيون "المستقبل"، كما أكسبتني محبة الشعب اللبناني والعربي، وهذا الأمر يساعد أي فنان أو إعلامي إيجاباً في عمله المستقبلي. غداً ستبدأ المقارنة بينك وبين المقدمة الجديدة للبرنامج. - أعتقد بأن ذلك سيكون في الحلقات الأولى فقط، كما حصل عندما تركت تونيا مرعب وحلت مكانها فاديا طنب الحاج. لاحقاً يعتاد المشاهد على الوجه الجديد، كما سيعتاد أيضاً على رؤيتي أنا في صورة مختلفة. لنتحدث عن مشاريعك الجديدة، ما هو الفيلم السينمائي الذي ذكرته في بداية الحوار؟ - الفيلم بعنوان "الحاسة السابعة"، وهو من النوع الكوميدي العاطفي، ويشاركني بطولته الممثل الشاب أحمد الفيشاوي وعدد من الممثلين المصريين، وهو من تأليف محمد جمعة وأحمد مكي الذي يخرج الفيلم أيضاً، وهذا الفيلم كان مشروع التخرج الجامعي لمكي، ونال عليه العديد من الجوائز، قبل أن يحوّل فيلماً روائياً طويلاً. وسيعرض الفيلم بحلول عيد الأضحى المبارك. هل تخيفك هذه التجربة ؟ - أنا قلقة لكن حماستي أكبر. أنا ممثلة في الأصل، لكنني لم أمثل في أي فيلم عربي أو مصري تحديداً وهي تجربتي الأولى، خصوصاً أنني سأتكلم باللهجة المصرية أيضاً. سعيدة بالتجربة لأن الفيلم جديد من نوعه، وطوال عمري كنت أبحث عن كل جديد. ماذا عن الألبوم الغنائي؟ - الألبوم من عشر أغان، وأتعاون فيه مع الياس الرحباني، مروان خوري، عمرو مصطفى، خالد تاج الدين، يوري مرقدي، طلال قنطار، جان ماري رياشي ونادر حمدي، وتنتجه شركة فنية جديدة هي New Century. أعتقد بأن هذا الألبوم سيكون أقرب إلى أذن المستمع العربي من ألبومي الأول، لأنني تقصدت التنوع في الألوان الغنائية من اللبناني إلى المصري، وأتعامل مع أسماء معروفة على الساحة الفنية بعكس ألبومي الأول الذي جربت خلاله أن أقدم أغنية أردنية عصرية مع أسماء شابة. ومن المتوقع أن يطرح مع بداية العام الجديد. هل يمكن أن نراك مستقبلاً مقدمة لبرنامج تلفزيوني مرة أخرى؟ - لا أدري. طوال عمري لم يكن طموحي أن أكون مقدمة برامج، وكنت أبحث عن الفن الذي يستطيع التعبير عني ويحرضني على البحث عن الجديد. ولكن هناك أمور تفاجئني في حياتي كتجربتي في "سوبر ستار" التي أحببتها وسعدت بها وأعتقد بأنني نجحت فيها.
