كشف المفوض الأوروبي لشؤون توسيع الاتحاد الأوروبي غونتر فرهويغن ان تقرير المفوضية الأوروبية حول تقدم تركيا نحو الوفاء بالمعايير السياسية للاتحاد، والذي سيعلن رسمياً الأربعاء المقبل في بروكسيل، "يتضمن انتقادات غير عادية"، وسيتقدم من أنقرة بمطالب "غير سهلة" لتحقيق شروط الانضمام. ولم يجب فرهويغن في حديث مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية عما اذا كانت المفوضية الأوروبية ستقترح على دول الاتحاد تحديد موعد مع أنقرة لبدء مفاوضات الانضمام. ومعروف ان فرهويغن الذي يمثل الحكومة الألمانية من مؤيدي انضمام تركيا الى الاتحاد، ولمح اكثر من مرة اخيراً الى ان تقرير المفوضية سيكون ايجابياً، بخاصة بعد الاشكال الذي حدث حول قانون معاقبة الزنى في تركيا وتراجع البرلمان التركي عن إقراره تحت ضغط المفوضية التي رأت فيه تمييزاً ضد المرأة. لكنه أبلغ الصحيفة ان التقرير "سيوجه انتقادات اعنف مما كان يتوقع كثير من المراقبين، وسيكون نقدياً تجاه أنقرة في صورة غير عادية". وأضاف ان تركيا "ستجد صعوبة في قبول كل ما كتبناه"، وان الاتراك لن يكونوا سعداء بالتقرير الذي أظهر أن تركيا "غير مستعدة" بعد للانضمام الى عضوية الاتحاد. وقال انه حتى في حال تحديد موعد لبدء مفاوضات الانضمام فانه لا يعتقد "شخصياً بأن تركيا ستصبح قادرة على دخول الاتحاد قبل 2015". وحذر من سد الباب امام الجهود التركية قائلاً ان كل قرار ترى فيه أنقرة رفضاً لها "يمكن ان يشكل نهاية النهج الاصلاحي الذي تسير عليه البلاد". ورأى ان المنطقة "ستفقد الاستقرار في هذه الحال، كما ان الامن في أوروبا سيصبح في خطر". أردوغان: لا عضوية منقوصة في غضون ذلك، استبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قبول بلاده أي شكل من أشكال العضوية المنقوصة في الاتحاد الاوروبي. وتوقع في حديث لمجلة "دير شبيغل" الالمانية في عددها الصادر غداً أن يكون تقرير بروكسيل إيجابياً. وقال في الحديث الذي نشر قبل يوم واحد من محادثاته في برلين "الهدف الوحيد المقبول للمفاوضات هو العضوية الكاملة ... لا يوجد حل ثالث وحتى طرح مثل هذا الامر يعد غير عادل". وأعرب أيضاً عن رفض بلاده تأجيل موعد المفاوضات، قائلاً إنه يتوجب تحديد الوقت الذي ستستغرقه هذه المحادثات. منتدى اسطنبول من جهة أخرى، اعربت منظمة المؤتمر الاسلامي عن "بالغ اسفها" لالغاء المنتدى الثاني المشترك لمنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي الذي كان من المقرر عقده في اسطنبول في الرابع والخامس من الشهر الجاري. وكانت تركيا اعلنت الجمعة الغاء الاجتماع بسبب اعتراض الاتحاد الاوروبي احتجاجاً على اصرار تركيا على اعتبار "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد وغير المعترف بها دولياً، "دولة" اثناء عقد هذا المنتدى. وقال مسؤول في الخارجية التركية ل"الحياة" ان وزير الخارجية عبدالله غُل اجتمع مع سفراء الاتحاد الاوروبي وشرح لهم ان تقرير الامين العام للأمم المتحدة الاخير تضمن وصف "دولة قبرص التركية" الى جانب دولة قبرص اليونانية، وان اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي الاخير الذي عقد في اسطنبول في ايار مايو الماضي اشار الى تقرير انان ووافق على الصيغة التي جاءت فيه. وعلى رغم ذلك عرض غُل اعلان بيان في بداية الاجتماع يشير الى ان الاجتماع غير ذي صفة رسمية، او اي صيغة اخرى يمكن ان ترفع الحرج عن المشاركين الاوروبيين. الا ان السفير الهولندي فاجأ الجميع برفضه كل الصيغ وأعلن مقاطعة هولندا للاجتماع وطالب الدول الاوروبية بذلك. وعلى رغم الحرج الذي سببه هذا الالغاء لأنقرة الا ان ما حدث أشار بوضوح الى ان القضية القبرصية لا تزال تمثل عائقاً امام انضمام تركيا الى الجماعة الاوروبية. وشنت الاوساط الاعلامية والسياسية التركية حملة على الاتحاد الاوروبي وموقفه من اجتماع اسطنبول، خصوصاً بعد اعلان وزير الخارجية القبرصي اليوناني ان مقاطعة الدول الاوروبية الاجتماع يمثل نجاحاً لسياسة بلاده.