قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنه يجري اتصالات مع نظيره الإسرائيلي سلفان شالوم لوقف العمليات العسكرية وضبط النفس، مؤكداً أن التصعيد في الموقف لن يؤدي إلا لمزيد من أعمال العنف الأعمى الذي يؤدي إلى العنف المقابل. وشدد على ضرورة أن تتوقف هذه العمليات حتى تتاح الفرصة للجهد المصري لإعداد الموقف في ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من غزة. يأتي هذا الاعلان في وقت تجري فيه ترتيبات لزيارة يقوم بها أبو الغيط ورئيس الاستخبارات الوزير عمر سليمان إلى إسرائيل في غضون الأيام المقبلة. وكان أبو الغيط عرض على الرئيس حسني مبارك أمس تقريراً عن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ونشاط الوفد المصري أثناء أعمال الجمعية كذلك البيان المصري أمامها. وأوضح وزير الخارجية أن التقرير الذي عرض أمام الرئيس شمل الرؤية المصرية أمام مجلس الأمن في شأن توسيع المجلس وما يحيط بذلك من آمال مصرية للحصول على مقعد دائم في إطار العضوية الموسعة للمجلس، مشيراً إلى أن التقرير تطرق إلى الوضع في دارفور ورؤية مجلس الأمن لهذا الوضع، وكذلك المسألة اللبنانية - السورية في شأن قرار مجلس الأمن الرقم 1559، والموقف في الأراضي الفلسطينية والهجمات الإسرائيلية الجارية حالياً على قطاع غزة. وعما إذا كانت الولاياتالمتحدة مستعدة حالياً في ظل الانتخابات لمعالجة الموقف في العراق، قال أبو الغيط إن "الولاياتالمتحدة منشغلة تماماً بالانتخابات الرئاسية، وعلينا الانتظار للأسابيع الأربعة المقبلة وبالتالي نستطيع التحرك بإيجابية وتستطيع الإدارة الاميركية التعامل مع الوضع بعد انتهاء الانتخابات". وعن الموقف المصري من قبول الحكومة السودانية لزيادة أعداد المراقبين والقوات الأفارقة في دارفور، قال وزير الخارجية إن مصر تقبل ما يقبله الجانب السوداني وستسهم بأعداد أكبر من المراقبين العسكريين باعتبار أن الجانب السوداني والأمم المتحدة يشجعان الكثير من الدول العربية في شمال افريقيا على المساهمة بمراقبين عسكريين. وعن مدى استعداد مصر لتوسيع عضوية مجلس الأمن، قال وزير الخارجية إن الاستعداد لموضوع مجلس الأمن يستغرق جهداً مضنياً للغاية وتحركًا شاملاً على المستوى الدولي في ما يتعلق بتعزيز الاتصالات المصرية مع كل المجموعات الجغرافية من أجل بناء موقف مصري متكامل وإجراء اتصالات مع كل من جنوب افريقيا ونيجيريا في ما يتعلق بكيفية العمل على شغل المقاعد الافريقية التي ستقرر للقارة في مجلس الأمن، موضحاً أنه لم يعرف بعد عدد المقاعد التي ستقرر لقارة افريقيا. في غضون ذلك، يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً طارئاً غداً على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة برئاسة موريتانيا رئيسة المجلس. ويأتي عقد الاجتماع بناء على طلب رسمي من دولة فلسطين لمناقشة العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وعلى كل المدن والقرى والمخيمات وبخاصة قطاع غزة. وأوضح بيان صدر عن مندوبية فلسطين الدائمة لدى الجامعة أن طلب عقد الاجتماع يأتي "نتيجة الصمت المطبق وعدم المبالاة من العالم أجمع أمام المجازر التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي". وقال المندوب الفلسطيني السفير محمد صبيح ان الهدف من الاجتماع هو بلورة خطة تحرك سياسي وديبلوماسي عربي عاجل على المستوى الدولي من أجل وقف العدوان الاسرائيلي والعمل على ارسال قوات حماية دولية وقوات حفظ السلام الى الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. واستنكر حرص الدول الكبرى على ارسال قوات الى مناطق من العالم مثل الكونغو ودارفور والصمت على العدوان وجرائم الحرب وعمليات ابادة الجنس البشري التي تقوم بها اسرائيل بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم الأمين العام للجامعة حسام زكي إن الاجتماع يهدف الى "النظر في ما يمكن القيام به على مستوى الجامعة لدعم الفلسطينيين وتحريك الموقف الدولي". من جهة أخرى، دان الأمين العام للجامعة عمرو موسى العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واستمرار عمليات الهدم بشكل منظم. وقال إن الجرائم الاسرائيلية المستمرة لا يمكن أن تقود المنطقة إلا الى مزيد من إراقة الدماء وانعدام الاستقرار.