قبل خمسة أيام من موعد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يبدو التعادل سيد الموقف بين المرشحين الرئيس الجمهوري جورج بوش ومنافسه الديموقراطي جون كيري. وانطلقت مخاوف من تكرار "كوابيس" انتخابات العام 2000 وتحويل الكرة الى المحكمة العليا أو مجلس النواب صباح الأربعاء المقبل في حال لم يحسم الاقتراع النتائج. واتخذ كيري من تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" أول الأسبوع عن المواد المتفجرة المفقودة في العراق بعد موعد الهجوم في آذار مارس 2003، زاوية جديدة لانتقاد سياسة الادارة في الحرب وسوء التخطيط من قبل وزارة الدفاع وصولاً الى "الفوضى" الحالية. وساعد هجوم كيري واعلانات حملته المنظمة في شأن موضوع الأمن القومي في كسبه نقاطاً ذهبية في استطلاعات الرأي. وأظهر استطلاع ل"واشنطن بوست" وقناة "اي بي سي" تقدم كيري نقطتين، فيما سجلت استطلاعات "هاريس" و"مركز زغبي الدولي" تعادل المرشحين، بعدما كان بوش متقدماً بفارق 3 نقاط. وعكس استطلاع لمركز "غالوب" تفوقاً لكيري في صفوف الناخبين الذين يراوحون بين 18 و29 عاما من العمر، وبفارق 15 في المئة على بوش. وأجمع المراقبون على سخونة المعركة بين الفريقين، واتساع رقعة السباق لتشمل ولايات صغيرة انما حاسمة مثل كولورادو وويست فيرجينيا حيث برز تحول في ميولها السياسية عن العام 2000 من اللون الأحمر الجمهوري الى الأزرق الديموقراطي، يقابلها تحول معاكس في ولايتي نيو جيرسي وأيوا. وتتخوف الحملة الديموقراطية من سيناريو تتعادل فيه النتائج صباح الأربعاء على 269 هيئة انتخابية، ما يحتم تحول كرة التصويت على مجلس النواب الذي تسيطر عليه غالبية جمهورية. وجيشت الحملتان طاقاتهما الاعلامية والقانونية في الولاية الحاسمة، لمراقبة عملية الاقتراع، وضمان تصويت جميع الناخبين المسجلين. وقدمت الحملة الديموقراطية أمس 9 شكاوى في ولاية فلوريدا لعرقلة بعض الناخبين السود من الادلاء بأصواتهم، كما قدمت الحملة الجمهورية طعناً في 35 ألف تسجيل في ولاية أوهايو وطالبت باعادة التأكد من شرعيتها. وبرزت مفاجآت اعلامية في السباق، بعد تقرير محطة "سي بي أس" التلفزيونية تخصيص برنامج "60 دقيقة"، عشية الانتخابات، للبحث في قضية المتفجرات المفقودة. كما أعلنت شركة "سين كلير" عن بث لقطات في نشرات الأخبار تنتقد رصيد كيري في حرب فييتنام ومعارضته لها لاحقاً. وأشار تقرير مركز "بروجكت أوف اكسلنس" الى تفضيل القنوات الاعلامية الاميركية وتعاطفها مع كيري. وصنف التقرير 59 في المئة من الأخبار بالسلبية بالنسبة الى بوش فيما لا تتعدى هذه النسبة 25 في المئة بالنسبة الى كيري.