وليام سافاير، كاتب العمود الشهير في صحيفة "نيويورك تايمز" وكاتب خطابات الرئيس الجمهوري السابق ريتشارد نيكسون والذي ينحدر من أصول مغربية، رجل يعتز بمواقفه اليمينية المتطرفة، يذكّر قراءه كلما سنحت الفرصة أنه "يتحادث هاتفياً مع شارون مرة كل أسبوع". كتب سافاير أمس، في عموده تحت عنوان "الأصوات العربية واليهودية" في الانتخابات الأميركية: "يستحق العرب الأميركيون الإشادة لمعرفتهم أي جانب يؤيدون في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"! وذكّر بأن "الأميركيين من أصول عربية" صوتوا لمصلحة بوش بغالبية ساحقة في انتخابات عام 2000، ولكنهم اليوم "يؤيدون كيري" بنسبة 10 إلى 1. وأبدى سافاير تفهمه لأن "الأميركيين العرب" يكرهون "قانون باتريوت" لمكافحة الإرهاب الذي يستهدفهم، كما يكرهون ولاء بوش لشارون. ولكن سافاير تعجب من اليهود الذين تشير كل الاستطلاعات إلى انحيازهم لكيري بنسبة 5 إلى 1، على رغم "تأييد بوش الكامل لإسرائيل وشارون". وحذر سافاير الناخبين اليهود من أن كيري سيطعن إسرائيل من الخلف إذا انتخب رئيساً "ليس بسبب عدم صدق تأييده الكامل لإسرائيل"، ولكن لأن خطابه السياسي الذي يركز على مشاركة الأوروبيين في معالجة الصراعات العالمية "ينذر إسرائيل بالشر". وأمل سافاير بأن "ينظر اليهود إلى سجل بوش بالنسبة إلى إسرائيل أثناء الإدلاء بأصواتهم". وفي صفحة التعليقات ذاتها لنيويورك تايمز، أشار زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الرئيس السابق جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي إلى أنه "من المدهش حقاً في هذه الانتخابات أن على رغم حدة الكلام عن العراق وتصدر الحرب هناك موقعاً مركزياً في القضايا الأساسية لانتخابات هذا العام، فإن المرشحين يقدمان رؤية تخلو من الفوارق تجاه ما يجرى هناك"، ويطرحان حلولاً لا تختلف عن بعضها البعض. وحذر بريجنسكي من أن ذلك "ليس بالأمر الجيد كونه يقدم المزيد من الشيء ذاته"، خصوصاً أن سياسة بوش وسياسة شارون "تذوبان في بعضهما البعض في الذهن الأوروبي كما في الذهن الإسلامي والعربي"، مما ينذر هؤلاء بالاستمرار، خصوصاً في حال إعادة انتخاب بوش، بسياسة أميركية انفرادية تؤدي بمزيد من العزلة الأميركية والتلويح بسياسة الحرب الاستباقية. ونصح بريجنسكي الإدارة القادمة أياً كانت، بتطوير استراتيجية سياسة خارجية تقوم على بناء تحالفات عالمية من أجل "تفادي حرب أهلية مع الإسلام، تحتضن قضايا الشرق الأوسط المتفجرة الثلاث: حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومعالجة التفاقم في الأزمة العراقية والتحديات النووية الإيرانية". وفي "واشنطن بوست"، واصل سباستشيات مالابي العزف على الوتيرة ذاتها، سائلاً "عما إذا كان كيري يحتفظ بخطة لحل أزمة العراق؟". وأجاب: "كثيراً ما يحمل تأييد مرشح ضد آخر المجازفة، خصوصاً إذا تعرفنا إلى حقيقة أن كيري أقل تصميماً على ربح الحرب في العراق". ولكن الكاتب يشرح أن تأييد بوش "يأتي مثقلاً بالمجازفات"، الأمر الذي سيضعه في حال من الشلل في ترجمة ما يقوله حول "تصميمه على النجاح في العراق". وتتصدر صورة الرئيس السابق كلينتون الصفحة الاولى في "يو إس آيه توداي"، بابتسامته العريضة وحضوره الكاريزمي وقد تعافى من الجلطة القلبية التي ألزمته الفراش لأسابيع ثمينة، ملوحاً بيديه، متأهباً للانقضاض على سجل بوش ودعم كيري في الأسبوع الانتخابي الأخير، خصوصاً في ساحة ولايات المعارك الحاسمة، وبين الأميركيين الأفارقة الذي أطلقوا عليه اسم "أول رئيس أسود في انتمائه لأميركا". الأكيد أن كلينتون "سيكهرب" قاعدة انتخابية لا بأس بها لكيري، ولكن السؤال: هل أصبح الوقت متأخراً لتطعيم حملة كيري بالحيوية التي يستطيع كلينتون فقط حقن الحملة بها؟ وتذكر "وول ستريت جورنال" قراءها في تقريرها الرئيسي عن الانتخابات بأن كيري لن يتورع عن قول أي شيء، واتخاذ أي موقف لكسب الأصوات غير المحسومة بعد، في الوقت الذي سيستمر بوش فيه "كعادته مبدئياً"، يلتزم من دون تذبذب بمواقفه التقليدية التي طالما تعودت قاعدته عليها.