قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 51 فلسطينياً وجرحت أكثر من 90، في أحدث عدوان طاول مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة. وتأتي هذه العملية عشية تصويت الكنيست الاسرائيلية على "خطة الفصل" الأحادية عن القطاع، وبعد عشرة أيام على انتهاء عملية "أيام الندم" العسكرية التي قتل خلالها 138 فلسطينياً في منطقة شمال القطاع. ويرى مراقبون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون "يهدف من وراء هذه العملية إلى كسب نقاط بالدم الفلسطيني" لمصلحة خطته التي ستخضع للتصويت مساء اليوم. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية أن سبب التوغل في خان يونس إطلاق قذائف الهاون منها على مستوطنة "نفيه ديكاليم"، وقد تستمر العملية لأيام. وتندرج هذه العملية في إطار تعليمات شارون للجيش باتخاذ كل الإجراءات العسكرية لمنع انسحابٍ إسرائيلي من القطاع في إطار خطة الانفصال تحت طائلة النيران، وبناءً عليه يصعد الجيش في هذه الأثناء من عملياته العسكرية في القطاع. وبدأ العدوان الإسرائيلي على المخيم في ساعة متقدمة من ليل الأحد -الاثنين عندما اجتاحت عشرات الدبابات والآليات والجرافات العسكرية المناطق السكنية الواقعة غرب المخيم. وأطلقت طائرة مروحية إسرائيلية صاروخاً في اتجاه تجمع للمواطنين في الحي النمساوي، ما أدى إلى استشهاد اثنين من أفراد الأمن الوطني الفلسطيني هما أمين الجبور 25 عاماً الذي تحول جسده أشلاءً، وحسام البريم 23 عاماً، فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح مختلفة. وقصفت طائرة مروحية بصاروخين تجمعاً للمواطنين في منطقة بطن السمين، ما أدى إلى استشهاد مواطنين هما محمد زعرب 25 عاماً وسليمان زعرب 23 عاماً اللذين تحولا أشلاءً، فيما أصيب عدد آخر بعضهم في حال الخطر الشديد. كما أطلقت طائرات مروحية فجر امس صواريخ على المنازل وتجمعات المواطنين في المنطقة، ما أدى إلى إصابة عدد كبير، وصفت حال عدد منهم بالخطرة. وتصدى رجال المقاومة الفلسطينية للعدوان وأعلنت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس، مسؤوليتها عن قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين إثر إطلاقها قذيفة مضادة للدروع على ناقلة جند إسرائيلية. لكن قوات الاحتلال لم تذكر سوى اصابة ضابط وجندي اسرائيليين بجروح وانهما نقلا إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع داخل الأراضي المحتلة عام 1948. ودمرت قوات الاحتلال 15 منزلاً منها منزل محمد السنوار القيادي في "كتائب القسام". وقال جيش الاحتلال إنه هدم منزل السنوار المسؤول عن المئات من عمليات إطلاق النار الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون وتمويل إنتاج وسائل قتالية. والشهداء هم: أمين الجبور وحسام البريم وإياد أبو لحية ومحمد زعرب وسليمان زعرب وسامي زعرب وعبد الرحمن أبو النمر ومحمود البشيتي وأحمد البيوك وإبراهيم القدرة والطفل هشام عاشور وحسين ابو ناموس وسامي بربخ ومحمد أبو سلطان. ولم تعرف هوية الذي سقط مساء امس.