سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيري "نعامة" تدفن رأسها في الرمل وبوش "ذئب" يبحث عن "فريسة" في صفوف الناخبين عبر اعلانات "اللحظة الأخيرة": 1.3 مليون أميركي أدلوا بأصواتهم ... ونذر معركة حامية تكرر "فلوريدا 2000"
يستمر السباق بين المرشحين الجمهوري والديموقراطي للرئاسة الأميركية لاستقطاب آخر المصوّتين، مع بدء العد العكسي للانتخابات، وإن كانت جهودهما تعتبر اليوم غير ذي نفع، لا سيما في الولايات التي فتحت صناديق اقتراعها أمام الناخبين المتغيّبين. ورصد إنفاق ملايين الدولارات على "إعلانات اللحظة الأخير" التلفزيونية للمرشحين. وشن الرئيس جورج بوش هجوماً شاملاً على منافسه جون كيري، برز فيه إعلان تلفزيوني يحذر من "ذئاب" إرهابية تخرج من الغابة في حال فوز المرشح الديموقراطي، الذي رد فريقه بإعلان يشبه بوش ب"النعامة" التي تدفن رأسها في الرمال. ويبدو كل من "الذئب" و"النعامة" مصراً على البحث عن فريسته في 30 ولاية شهدت إقبالاً كثيفاً للناخبين المبكرين أو المتغيبين، ومن ضمنها تلك التي لا تزال متأرجحة، حيث سجل في ثمان منها وحتى مساء الجمعة إقبال 1.3 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم لتفادي الزحمة في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويدلي عشرات آلاف الناخبين يومياً بأصواتهم في الولايات ال30 التي سمح لها بالاقتراع المبكر او عبر المراسلة او البريد قبل التاريخ الرسمي المحدد. وتوقع مسؤولون في الجهاز الانتخابي ان تكون المشاركة في هذه الانتخابات المسبقة قياسية. وكشفت السلطات انه في ثماني مقاطعات في ولاية فلوريداجنوب شرق كان الديمقراطيون الذين شاركوا في الاقتراع اكثر من الجمهوريين. ويبدو ان الانتخابات في هذه الولاية التي بقيت نتيجة العام 2000 فيها موضع شك في الاذهان ستكون حامية هذه المرة ايضاً. وفي نيومكسيكو بولاية نيفادا، قام ثلث الناخبين بالتصويت غيابياً. وينشط الجمهوريون في لاس فيغاس حيث يقطن 70 في المئة من سكان نيفادا، فيما ينشط الديموقراطيون في رينو التي تعتبر تاريخياً معقلاً للجمهوريين. أما في آيوا ذات الغالبية الديموقراطية، فسجل تصويت مئتي ألف ناخب. بوش وألقى بوش خطاباً في ويلكس بار في بنسلفانيا، استعاد فيه مواضيع حملته الانتخابية كلها، وحذر خلالها "العائلات الأميركية" من عدم امتلاك كيري خطة للدفاع عن "أمنها وموازنتها ونوعية حياتها وتقاعدها والقيم الأساسية التي تقرر مستقبلنا". وفي موضوع الإرهاب، قال بوش: "إننا نخوض حرباً حقيقية والاستراتيجية الوحيدة تكمن في الانتصار فيها". وأضاف: "لدى خصمي مقاربة مختلفة: انه يعتبر مكافحة الإرهاب عملية شرطة واستخبارات". وجسد إعلان تلفزيوني جديد هذه الرسالة، إذ تضمن صوراً مرعبة لمجموعة من الذئاب وسط غابة من الأشجار تستعد للهجوم، مع صوت مقلق على خلفية الصورة يقول: "الضعف يجذب المتربصين لضرب أميركا"، مضيفاً: "في عالم يزداد خطراً يوماً بعد يوم، صوت جون كيري ويساريو الكونغرس على خفض موازنة عمليات الاستخبارات بنسبة ستة بلايين دولار، وهذه اقتطاعات قوية الى حد يؤدي الى إضعاف دفاعات أميركا". وفي المقابل، ندد فريق كيري ب"رئيس يستخدم الحرب ضد الإرهاب كسلاح سياسي". وبث الحزب الديموقراطي إعلاناً أبطاله من الحيوانات أيضاً. ويمثل الإعلان بوش على شكل نعامة "لا ترى شيئاً" لأنها تدفن رأسها في الرمال، في إشارة الى عجزه عن رؤية وحل التحديات التي تواجه الولاياتالمتحدة، وفي السماء الزرقاء فوقه، يظهر نسر مهيب يمثل كيري "يملك بعد نظر" و"يعرف متى يجب تغيير الاتجاه". وزار بوش الجمعة بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات الثلاث التي يتوقع أن تحتدم فيها المنافسة كثيراً، الى جانب فلوريدا وأوهايو. وهذه هي الرحلة ال41 التي يقوم بها في إطار حملته الانتخابية. ويواصل الرئيس جولاته في الولايات التي لم تحسم خيارها بعد. ومن المقرر ان يتوجه الى اوهايو قبل ان ينتقل الى فلوريدا، بينما سيتوجه كيري الى الغرب باتجاه نيفادا وكولورادو. كيري وظهر كيري في ميلووكي في ويسكونسن الى جانب كارولين كينيدي شلوسبرغ، ابنة الرئيس السابق جون كينيدي. وقال: "يمكن لنساء الولاياتالمتحدة أن يكتبن مستقبل أميركا إذا قمن بالتصويت وأسمعن أصواتهن"، مؤكداً أن "لا أحد في البيت الأبيض يفهم الصعوبات التي تواجهها النساء". وصوتت النساء في انتخابات العام 2000 بنسبة 45 في المئة للديموقراطي آل غور مقابل 43 في المئة لبوش، الا أن استطلاعات الرأي تدل هذه السنة على تقدم اقل لمصلحة كيري بين النساء. كما تهكم كيري على تصريحات بوش المتشددة في شأن الإرهاب وقال انه لو كان هو في البيت الأبيض لكان قد استغل القوات الأميركية في اعتقال أسامة بن لادن أو قتله. وأضاف: "دعوني أتكلم عما حدث عندما وضعنا الإرهابي الأول والمجرم الأول في العالم في مأزق. ماذا فعل الرئيس؟ انتم تعرفون ماذا فعل. اوكل مهمة اعتقاله لآخرين. أعطاها لأمراء الحرب الأفغان الذين كانوا قبل ذلك بأسبوع واحد فقط يقاتلون ضدنا". وانتقد كيري بوش لتحويل الأموال والقوات من الحرب على الإرهاب الى غزو العراق. وقال: "تعرفون ما قاله قبل ثلاثة أو أربعة أيام من اعتداءات أيلول. أهم شيء هو ملاحقة أسامة بن لادن واعتقاله أو قتله. وبعد ستة اشهر سئل في البيت الأبيض عن أسامة بن لادن وانتم تعرفون ما قال: لا اعرف في حقيقة الأمر أين هو وإنني لا اشعر بقلق في حقيقة الأمر في شأنه ولسنا قلقين في شأنه في شكل كبير".