قبل ثلاثة أيام من اقتراع الانتخابات الأميركية المصيرية للحزبين الجمهوري والديموقراطي ومرشحيهما دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، حذرت الاستخبارات من احتمال تنفيذ تنظيم «القاعدة» عملاً إرهابياً الإثنين، عشية التصويت، في ثلاث ولايات. كما زادت المخاوف من الهجمات الإلكترونية، واحتمال نشر روسيا أو أطراف أخرى معلومات مضللة على الإنترنت أو تتلاعب بالتصويت لمصلحة ترامب. وقد يُعيد الحديث عن عمل إرهابي محتمل يرتبط بالسباق الانتخابي تجربة عام 2004، حين عزز تسجيل للزعيم الراحل ل «القاعدة» أسامة بن لادن قبل التصويت، حظوظ جورج دبليو بوش في الفوز على الديموقراطي جون كيري. وأفادت شبكة «سي بي أس» بأن «الاستخبارات نبهت فرق مكافحة الإرهاب إلى أن تنظيم القاعدة قد يكون في خضم تخطيط هجمات إرهابية في ثلاث ولايات يوم الإثنين». وأشارت إلى أن «نيويورك وتكساس وفرجينيا أهداف محتملة»، ما دفع الشرطة وعملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) إلى تكثيف تحركاتهم ووجودهم في هذه الولايات. وعززت شرطة نيويورك تحديداً وجودها في أنحاء المدينة والأماكن العامة، فيما زاد الوجود الأمني حول أقلام الاقتراع خوفاً من هجوم يستهدف الناخبين. وشملت المخاوف أيضاً تنفيذ اعتداء إلكتروني عبر قرصنة أجهزة التصويت أو ضربها، في عملية تقودها روسيا أو مجموعات قرصنة في يوم الاقتراع، ما استدعى تشديد إجراءات الحماية من أي هجمات إلكترونية محتملة على أنظمة التصويت. وترافق ذلك مع قبول كل الولايات، باستثناء اثنتين، مساعدة وزارة الداخلية في فحص نظام تسجيل الناخبين ونظام الانتخابات، بحثاً عن ثغرات. وطالبت سلطات ولاية أوهايو بوحدة حماية إلكترونية من الحرس الوطني، وهي قوة احتياطية داخل الجيش، للمساعدة في حماية أنظمة الولاية. على صعيد آخر، اختتمت أمس عملية التصويت المبكر في ولايات عدة بينها نيفادا وفلوريدا، مع تسجيل الديموقراطيين أرقاماً متقدمة قد تساعد كلينتون في حسم السباق الثلثاء. وهي تتقدم بفارق ضئيل في الولايات الحاسمة، خصوصاً بنسلفانيا وفرجينيا وكولورادو التي لن يستطيع ترامب بلوغ رقم 270 من الناخبين الكبار بلا كسبها. وتمنح عملية التصويت والماكينة الانتخابية أفضلية لكلينتون اليوم، بسبب تحالفها مع الأقليات وتصويت الأقلية اللاتينية الكثيف والذي لا سابق له في فلوريدا وأريزونا ونيفادا. وستساعد هذه النسب الديموقراطيين في انتزاع البيت الأبيض وكذلك الغالبية في مجلس الشيوخ. لكن مراقبين يتخوفون من «الصوت السري» خلف ترامب، ومن شريحة تدعم المرشح الجمهوري من دون البوح بذلك في الاستطلاعات. ويعتمد ترامب على شريحة البيض التي سيحتاج إلى 66 في المئة على الأقل من أصواتها للفوز، فيما تعتمد كلينتون على الشريحة المثقفة من البيض والنساء والأقليات، وهو التحالف الذي أوصل الرئيس باراك أوباما مرتين إلى البيت الأبيض.