سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" تجول مع دوريات الحراسة ومخافر الشرطة ... ومسؤول اميركي يحقق في شكاوى دمشق . إجراءات أمنية وساتر ترابي ومعدات متطورة لسد "ثغرات" الحدود السورية - العراقية
على طول الحدود السورية - العراقية، العمل جار على قدم وساق لترجمة "توجيهات القيادة السياسية" ميدانيا: تكثيف الدوريات العسكرية، تسيير دوريات خلفها للامن العسكري، اقامة مخافر جديدة ورفع عدتها وعديدها، ترميم الساتر الترابي و"سد ثغراته" ومضاعفة ارتفاعه، واقامة اسلاك شائكة على مسافة تتجاوز 600 كيلومتر. وعند بوابة "الهري" الواقعة بين البوكمال السورية والقائم العراقية، "يعسكر" رئيس مركز الشرطة المقدم علي أحمد الشمري في مكتبه ليل نهار لتنفيذ "التوجيهات الحازمة" الآتية من دمشق، وتتضمن "منع سفر أي سوري دون سن الاربعين، وتسهيل سفر التجار وناقلي البضائع الوطنية، ومنع عبور أي عربي إلا بعد حصوله على موافقة ادارة الهجرة والجوازات وسفارة بلده في دمشق"، مستعيناً على ذلك "بمعدات تقنية حديثة وصلت اخيرا وساعدته على كشف عدد كبير من الجوازات المزورة"، خصوصاً وان الحكومة العراقية فرضت شرط الحصول على تأشيرة لدخول أراضيها. ما الهدف من كل هذه الاجراءات؟ لا يربط مسؤولو الامن وحرس الحدود هذه الاجراءات الجديدة بزيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز في 11 الشهر الماضي وزيارة خبراء أمنيين وعسكريين اميركيين وبريطانيين وعراقيين بعد ذلك للبحث في كيفية "تحويل الاتفاق السياسي الى جانب عملياتي لمنع تسلل الارهابيين والجهاديين" في الاتجاهين. اذ يقول الشمري ل"الحياة": "واجبنا ان نحمي حدودنا من أي تسلل او تهريب". لكن هذه الاجراءات الجديدة تزامنت مع "الانخراط" السوري - الاميركي في الشأن العراقي الذي سيترجم قريبا بزيارتين لوزيري الدفاع حازم الشعلان والداخلية فلاح النقيب لتوقيع اتفاقات ثنائية تشرع التعاون الحدودي على اساس الاعتقاد السوري بأن "منع التسلل في مصلحة سورية التي ضبطت عمليات تهريب اسلحة وتسلل إرهابيين". وبعد حديث مع مسؤولي الامن العسكري وحرس الحدود والشرطة والجيش المحليين وجولة ميدانية على الحدود الصحراوية، خصوصا في فتحة "الباغوز" التي تعتبر واحدة من اكثر النقاط "تهريباً" باعتبارها في قلب البادية، ليس هناك ظهور لدوريات مشتركة سواء كانت سورية - اميركية او عراقية - سورية. لكن الواضح هو تكثيف الوجود العسكري والامني السوري على الطريق الممتدة من مدينة دير الزور الى البوكمال 135 كيلومترا وعلى طول حدود هذا القطاع البالغ نحو 230 كلم كما هوالحال مع باقي القطاعات الحدودية. ويقول مسؤول محلي ل"الحياة": "في قطاع دير الزور قمنا بترميم الساتر الترابي الذي يعود الى فترة السبعينات ورفعنا مستواه من مترين الى ثلاثة امتار. كما ان المسافة بين المخافر الحدودية صارت نحو 200 متر بدلا من كيلومترين كما كانت الحال سابقاً، مع مضاعفة سلاحها وعددها الى اكثر من عشرة عناصر" بحيث صارت السرية تصل الى اكثر من 120 عنصرا. وكانت ست سيارات وحفارات تابعة ل"مؤسسة الاسكان العسكرية" و"الانشاءات العسكرية" الحكوميتين "خيمت" في المناطق القريبة من "الباغوز" لترميم الساتر ومد الاسلاك الشائكة، بحيث لم يبق سوى عشرة كيلومترات "ستنجز في الاسبوع المقبل ليصبح قطاعنا جاهزا كما هي الحال مع باقي القطاعات في أقصى الشمال الشرقي والجنوب الشرقي". وبين الاجراءات العسكرية والامنية في الحدود الصحراوية والمعدات التقنية في البوابات الرسمية التي "تعزز احترام العشائر ذات الامتداد في البلدين لمبدأ الحدود الذي يفصل بينهما" من جهة و"حتى لا تترك أي حجة للاميركيين بأننا السبب وراء المقاومة" من جهة اخرى، يستقبل المسؤولون المحليون الملحق العسكري الاميركي كينث تشيفل لمعالجة "استفزازات القوات الاميركية" للأهالي العشائريين. ويعتقد الشمري ان "المشكلة ليست عندنا بل عندهم" قبل ان يضيف: "حدودنا مفتوحة 24 ساعة. لكن الاميركيين يقفلونها عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي عندما يحصل ضرب". وكان الشمري يتحدث في مكتبه الذي تعرض اخيرا الى طلق ناري كسر زجاج النافذة خلفه. وقال ان هذه البوابة التي تتعرض لاغلاق تام لدى حصول عمليات عسكرية في القائم، تشهد حركة حوالي 800 عراقي يوميا في مقابل نحو 40 سورياً، يسافرون في الاتجاهين. ورغم ان قاعدة القائم الاميركية التي أقيمت نهاية العام الماضي ويرتفع عليها العلمان الاميركي والعراقي، لا تبعد سوى امتار من مكتبه، فان المقدم الشمري لم يشهد "أي اتصالات او تنسيق بيننا". لكنه "سمح" للملحق العسكري الاميركي بزيارتها.