قال مسؤول دفاعي اميركي ان القوات العراقية الجديدة مخترقة بشكل كبير من المقاومين وان تنظيمات حرب العصابات تحصل على تمويل غير محدود لهجماتها الدامية، في حين رفع المسؤولون الاميركيون تقديراتهم لعدد وحجم الدعم المالي الذي يحصل عليه المقاتلون العراقيون. وصرح المسؤول المخوّل من وزارة الدفاع البنتاغون بالحديث عن هذه المسألة ان "قسماً كبيراً من اموال المقاومة يأتي من متعاطفين سعوديين ويصل الى العراق من طريق سورية". واضاف ان "التمويل يتم عبر شبكة من المناصرين ويتسرب عبر الجمعيات الخيرية والعلاقات العشائرية والتجارية". واضاف المسؤول ان "سورية تشكل نقطة عبور للرجال والمال، ورغم ان حكومة الرئيس بشار الاسد عرضت المساعدة في وقف ذلك، فانها لا تستطيع فعل الكثير لمنع البعثيين السوريين من تحويل الاموال الى اقرانهم العراقيين ولا تستطيع منع حراس الحدود المرتشين من تمرير الاسلحة والمقاتلين الى العراق". واشار الى ان "العراقيين يتقبلون بصعوبة مفاهيم القانون والنظام الغربية. وفي الغالب فان رجال الشرطة فاسدون والقوات الامنية مخترقة بكثافة. وفي بعض الحالات طوّر رجال أمن تعاطفهم واتصالهم برجال حرب العصابات، وفي حالات اخرى ارسل المتمردون عناصر للالتحاق بقوات الامن". واشار الى ان القصف الذي استهدف قاعدة للحرس الوطني قرب بغداد الثلثاء الماضي "كان عملاً من الداخل، فالمهاجمون عرفوا بالتحديد الوقت الذي يخرج فيه عناصر الحرس الوطني الى فناء الثكنة واسقطوا قذائف في وسطهم" اسفرت عن مقتل اربعة وجرح ثمانين. من جهتها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" امس عن مسؤولين اميركيين قولهم ان عدد عناصر النواة الصلبة للمقاومة في العراق يتراوح بين ثمانية آلاف و12 ألف مقاتل، بمن فيهم المقاتلون الاجانب وشبكة الاردني المتشدد أبو مصعب الزرقاوي. وقالت الصحيفة انه اذا اضيف الى هذا عدد المتعاطفين فان الرقم يرتفع الى 20 الف مقاتل. ومضت الصحيفة تقول ان هذه التقديرات تزيد على ما ورد في تقارير استخبارية سابقة ذكرت ان عدد المقاتلين يتراوح ما بين 2000 و7000 مقاتل. ووفقا لمسؤولين عسكريين وحكوميين في العراق وواشنطن استشهدت بهم الصحيفة، فان المقاومة العراقية تضم الان ما يصل الى 50 خلية عسكرية تتلقى "اموالاً غير محدودة" من شبكة تمويل سرية يديرها زعماء حزب البعث السابقون واقارب الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ونقلت عن مسؤولين على دراية بتقارير الاستخبارات التفصيلية قولهم ان تمويل هؤلاء المقاتلين يلقى دعماً من متبرعين عرب أثرياء ومنظمات خيرية اسلامية تحول مبالغ ضخمة من الاموال النقدية عن طريق سورية. وقالت انه لم يتم استعادة سوى نصف المبلغ فقط الذي يقدر بمليار دولار الذي أودعته قبل الحرب الحكومة العراقية سراً في بنوك سورية. ولا توجد معلومات بشأن تفاصيل الاموال التي تتدفق عبر سورية الى العراق لكن مسؤولاً في وزراة الدفاع الاميركية البنتاغون قال ان الرقم "كبير".