أعلنت لندن أمس، موافقتها رسمياً على طلب أميركي بنشر حوالي 850 جندياً بريطانياً في مناطق بوسط العراق تشهد عادة عمليات ضد قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة بعكس المناطق شبه الهادئة التي تنتشر فيها القوات البريطانية حالياً في جنوبالعراق. وأوضح وزير الدفاع البريطاني جيف هون أمام مجلس العموم الذي أعرب الكثير من أعضائه عن معارضته بشدة للخطة، أن العسكريين البريطانيين المعنيين بالعملية هم عناصر من الفوج الأول من وحدة "بلاك ووتش" للمشاة ومن فرقة دعم، ويبلغ عددهم حوالي 850 جندياً. وأشار الى أن المهمة ستستمر "أسابيع وليس أشهراً"، لكنه لم يكشف موقع نشر العسكريين "لأسباب أمنية"، مكتفياً بالقول إن العملية ستتم في قطاع "يسيطر عليه" الأميركيون. وتابع أن قوات بلاده ستلتزم قوانين الاشتباك الخاصة بها، رغم أن المنطقة التي ستنتشر فيها خاضعة للسيطرة الأميركية. وأبلغ هون مجلس العموم بأن قرار الحكومة البريطانية نشر الجنود جاء بعدما خلص القادة العسكريون في العراق الى أن "درجة الخطر" التي تنتج من اعادة الانتشار "مقبولة". وزاد: "بعد تقويم متأن، نصحني قادة أركان الجيش البريطاني بأن القوات البريطانية قادرة على تولي المهمة وأن هناك تبريراً عملياتياً عسكرياً لها، ما يفرض خطراً عسكرياً مقبولاً لدى قواتنا". وتابع: "بناء على النصائح العسكرية، قررت الحكومة أن علينا قبول طلب الولاياتالمتحدة المساعدة. تُعتبر هذه العملية جزءاً حيوياً من عملية ايجاد الظروف الملائمة لاجراء الانتخابات العراقية في كانون الثاني يناير المقبل". يذكر أن بريطانيا تنشر حوالي تسعة آلاف جندي في العراق يتمركزون في مناطق شيعية جنوب البلاد. وصرح الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير: "كان هناك تأييد بالاجماع في الحكومة للجنود وقادتهم على الأرض وأحكامهم"، في ما يتعلق بقبولهم خطر اعادة الانتشار في مناطق ملتهبة. ولاقت عملية اعادة الانتشار تأييداً من حزب المحافظين المعارض والمؤيد للحرب في مجلس العموم. في هذا الاطار، كشف قائد القوات البريطانية في العراق أن من الممكن ارسال المزيد من الجنود الى العراق لتعزيز الأمن قبل الانتخابات العراقية. ونقلت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية عن الجنرال جون ماكول قوله: "قد يكون هناك طلب بارسال قوات اضافية الى العراق قبل الانتخابات... لكنه ليس أكثر من تخطيط حذر في هذه المرحلة". لكن هون نفى أمام البرلمان البريطاني تقارير مفادها أن لندن تخطط لارسال 1300 جندي الى العراق.