يمارس كثير من مستخدمي الانترنت في سورية ال"بلوغرز" وان كان معظمهم لا يعي معنى المصطلح الجديد الذي بدأ يشق طريقه بقوة نحو دول المنطقة، بل ان معظم من تسألهم عن ال"بلوغرز" يسألك متفاجئاً عن معنى هذا المصطلح، ويجيب من دون حرج عن عدم سماعه به من قبل. والظاهرة لا تخص المستخدمين العاديين للشبكة بل تنسحب ايضاً على المتخصصين والمحترفين، فيستغرب سامر، الفني في احدى شركات البرمجة الاجنبية في دمشق وجود المصطلح الذي "لم اسمع به من قبل" مع انه يعرف شباناً كثيرين يلجأون الى نشر بعض من قصص وأحداث حميمة وخاصة عاشوها على الشبكة مع تحديد الاشخاص الذي يرغبون باطلاعهم عليها، اي ما يشبه مفهوم ال"بلوغرز"، مع العلم ان مصطلح "بلوغرز" يشير الى نوع جديد من نشر السير الذاتية والقصص والتجارب وربما المذكرات على الانترنت ولأشخاص يحددهم كاتب تلك الموضوعات، والكتابة عادة تتم على موقع شخصي ويتم تلقي التعليقات والآراء عليه. والحال السابقة يؤكدها خالد الطالب في السنة الخامسة في كلية الالكترون في جامعة دمشق، اذ يستخدم ونحو 20 شخصاً من زملائه برنامج ICQ يتيح لهم الاتصال ببعضهم بعضاً وهم على الشبكة، ويطلع الجميع وفي وقت محدد على قصة او تجربة شخصية يقدمها احد هؤلاء الزملاء. ويقول خالد، الموضوع الذي نتناوله بعيد بدرجة ما عن الChat التي نستخدمها في اوقات اخرى وتتضمن اي موضوع من الدراسة وحتى النكات والثرثرة وخارج دائرة الزملاء المشار اليهم، اما هذه فتتناول يوميات قد لا يكون لها اهمية لدى البعض لكنها حقيقية وجرت بالفعل معنا. وبالمعنى التقني يصعب ان تجد مستخدماً في سورية اوجد موقعاً لنشر تجاربه او سيرته، والامر ليس متعلقاً بحداثة الفكرة عالمياً فقط بل في ضعف ثقافة الانترنت في سورية عموماً كما يقول صبحي، اذ تتفاجأ ان كتاباً وفنانين كبار ليس لهم مواقع وربما اهتمام بالانترنت فكيف انشاء مواقع وكتابة ونشر التجارب عليها؟. ويضيف الصحافي صبحي المهتم بقضايا الانترنت ان المفهوم بحد ذاته حديث عالمياً وثمة تجارب تتشابه مع مضمونه لكن لا يمكن ادراجها ضمن فئة ال"بلوغرز"، مشيراً خصوصاً الى قيام بعض الكتاب بتأليف قصة او حكاية معاً فيقوم احدهم بالبدء باطلاق الفكرة ويشترك الآخرون معه من خلال تنقيحها او التعليق عليها والاضافة ليتم التعليق مجدداً على الاضافة الجديدة وهكذا، والأمثلة موجودة على بعض المواقع المحلية. والمشكلة في جانب آخر تتعلق بعدم وجود مواقع تقدم الخدمة كما هي في الغرب او حتى الدول المجاورة كلبنان كما يقول د. فرقد رمضاني مدير منتدى الشبيبة للعلوم. ويشير الى ان جوهر الأمر يتعلق بكيفية النظرة والتعامل مع الانترنت، فهناك في الغرب الانترنت طريق حياة يجلس الاشخاص الى الحاسب طوال النهار، فضلاً عن عدم وجود تكلفة مادية وتسهيلات تقنية هائلة. ويضيف رمضاني ان الامر يتعلق ايضاً بطموح مهني ل"بلوغرز" او لغايات سياسية كتشكيل اندية ومجموعات سياسية تتفق على الهدف ذاته. ويتداخل "بلوغرز" مع ما يجري في المنتديات التي يغلب على عملها الChat والحوار والدردشات ليس لتداخل مفهوم النشاط الجديد مع المفاهيم السابقة بل لعدم وجود خدمة اشتراك ب"بلوغرز" في سورية بعد.