بغداد - أ ف ب - دعا رجل دين مسيحي أمس، الى نبذ الماضي وفتح صفحة جديدة خلال قداس «عيد الفصح» الذي أُقيم في أحد كنائس بغداد. وقال الأب بطرس حداد خلال قداس أُقيم في كنسية مريم العذراء في منطقة الكرادة: «ندعو العراقيين الى توحيد الصفوف ونبذ الطائفية والتسامح والتآخي وعدم البحث عن ما يفرق الصف». وأضاف خلال كلمته أن «عليكم الابتعاد عن الاشاعات والأقاويل (...) ديننا علمنا التسامح ووحدة الصف وعلى أن نغادر الماضي ونبدأ صفحة جيدة». وتابع أن «هذه هي فلسفة الديانة المسيحية، أن نترفع عن الذي اخطأء بحقنا ونسامحه، لذا على جميع العراقيين أن يفعلوا ذلك». وأشار الى أن «الوضع الأمني متحسن وجيد ويدعو الى التفاؤل». واستقبلت الكنائس في بغداد حشوداً كبيرة من المصلين، أكثر منها خلال الأعياد الماضية. ويشكل الكلدان غالبية المسيحيين العراقيين يليهم الآشوريون والسريان. وبحسب مسؤولين كنسيين، هاجر 250 ألف مسيحي من أصل 800 ألف كانوا يعيشون في العراق قبل الاجتياح عام 2003. وتعرض المسيحيون في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في الموصل إلى موجة من أعمال العنف والاعتداءات أسفرت عن مقتل حوالي 15 شخصاً منهم وتدمير ثلاثة منازل، ما أدى إلى نزوح 2500 عائلة على الأقل. وتعرضت كنائس المسيحيين في العراق، خلال السنوات الماضية، الى اعتداءات ما أرغم عشرات آلاف منهم على الفرار الى الخارج أو اللجوء إلى سهل نينوى واقليم كردستان العراق. في غضون ذلك احتفل المسيحيون في الموصل بالفصح وسط فرح غامر بعودة غالبية العائلات المهجرة الى منازلها بعد الاستقرار النسبي في الاوضاع الأمنية. واقيم قداس خاص في كنيسة مار بولس في حي الشرطة في الجانب الشمالي من المدينة، بحضور المئات. وتوافد المصلون الذين ارتدوا ملابس انيقة من مختلف ارجاء المدينة. واتخذت قوات الامن اجراءات مشددة لحماية المصلين. واكد الاب بسمان جورج «المحافظة على وحدة العراقيين واخوتهم ورابطة الدم بينهم». واشار الى تحسن الاوضاع الامنية وعودة معظم العائلات المهجرة الى منازلها. وقال ان «اكثر من ثمانين في المئة من العائلات عادت وتمارس حياتها الطبيعية الآن». واكد الأب جورج ان «الحياة المسيحية عادت كما كانت، حيث تقام الصلوات والاحتفالات والمناسبات». وشدد على ان «النسيج العراقي مترابط من مسيحيين ومسلمين، ولا يمكن ان يكون وجود مسيحي من دون وجود اسلامي». واضاف: «اننا لا نطالب بحماية خاصة للمسيحيين ولا بحقوق او مميزات وانما نطالب بحماية لكل العراقيين وحقوق الجميع بغض النظر عن الدين او القومية». من جانبه، قال حازم جرجس (45 عاما) الذي يعمل مدرسا، ان «هذا العيد مميز عن غيره، لأن الفرحة تغمر الجميع» مؤكدا ان «تحسن الوضع الامني دفع الكثير من المسيحيين للعودة الى منازلهم». بدوره، قال سلون الياس (35 عاما) ان «اجمل ما في هذا العيد عودتنا الى منازلنا والى اهلنا واصدقائنا». واكد شمعون بطرس (31 عاما) ان «العيد الحقيقي بعودة الامن والاستقرار الى العراق والعيش الكريم لكل اطيافه».