نددت مجموعة من الأطباء النفسيين في بريطانيا بطريقة احتجاز عدد من السجناء الإسلاميين في سجن بلمارش، جنوب شرقي لندن، بناء على قانون مكافحة الإرهاب الذي يسمح باعتقالهم لفترات غير محددة من دون توجيه أي تهمة اليهم. وقال الأطباء في ندوة صحافية مساء أول من أمس في الكلية الملكية للطب النفسي، ان السجناء يعانون وضعاً نفسياً متدهوراً وبعضهم فكّر في الانتحار. وتعتقل بريطانيا بموجب قانون مكافحة الإرهاب للعام 2001، 11 أجنبياً تشتبه في انهم يشكّلون خطراً على الأمن القومي بسبب علاقتهم المزعومة بتنظيم "القاعدة"، وتعتقلهم من دون محاكمة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. وقدّم محامو المعتقلين مطلع هذا الشهر طعناً أمام مجلس اللوردات أعلى هيئة قانونية في بريطانيا في شرعية اعتقالهم. وتناول المؤتمر الصحافي للأطباء أول من أمس حال ثمانية من المعتقلين سبعة جزائريين وتونسي وفلسطيني. ويمنع القانون نشر اسمائهم، باستثناء الفلسطيني محمد أبو ريدا الذي بات اسمه في متناول العامة بعد نقله من السجن الى مستشفى لسوء وضعه. وقال الدكتور جيمس ماكيث ان المعتقلين جميعهم طالبو لجوء سياسي وبعضهم عُذّب قبل قدومه الى بريطانيا. واعتبر ان اعتقالهم بهذه الطريقة في بلمارش الذي يصفه الإسلاميون ب"غوانتاناموبريطانيا"، يشكّل خطراً على حياتهم، وانهم ربما لن يسترجعوا كامل قواهم النفسية حتى بعد الافراج عنهم. أما الدكتورة صوفي ديفيدسون فاعتبرت ان المعتقلين يشعرون بأن "لا أمل لديهم" كون القانون يقول ان فترة اعتقالهم يمكن ان تستمر الى فترة غير محددة. وشددت على انهم يعانون "تعذيباً نفسياً". ولاحظ البروفسور مايكل كوبلمان ان أحد أسباب شعور المعتقلين بالاحباط هو طريقة اعتقالهم و"ترويع" عائلاتهم لدى اقتحام بيوتهم للقبض عليهم، وكذلك بسبب قلقهم على مصير عائلاتهم في ظل غيابهم. واربعة من السجناء غير متزوجين ولا يزورهم أحد من افراد عائلاتهم. كما ان أحدهم يده مبتورة. ولفت البروفسور كوبلمان الى ان ما دفع السجناء الى عدم التفكير في الانتحار نتيجة سوء وضعهم هو ان القرآن يمنعهم من ذلك. وقالت المحامية غاريث بيرس التي تدافع عن السجناء والتي طلبت رأي الأطباء في وضعهم، ان اربعة منهم وصلوا الى حافة الجنون. وردت وزارة الداخلية البريطانية قائلة ان الوضع النفسي للسجناء يتابعه فريق كبير من الأطباء.