سارعت كل من الحملة الجمهورية ومنافستها الديموقراطية الى وسائل الاعلام الأميركية أمس لاعلان مرشحها فائزاً في المواجهة الأخيرة بين الرئيس الحالي جورج بوش ومنافسه الديموقراطي جون كيري، والتي جمعتهما فيها القيم الدينية وفرّقتهما السياسة الاقتصادية والاجتماعية ومسائل الأمن القومي. وأشارت استطلاعات الرأي الأولية الصادر الى تقدم لكيري بنسب متفاوتة بلغت 13 نقطة في استطلاع مركز "غالوب" الاحصائي وشبكة "سي ان ان" ونسبة 52 في المئة، فيما فضله 36 في المئة من مستطلعي محطة "سي بي أس" مقابل 25 في المئة لبوش، وأعطى استطلاع شبكة "أي بي سي" تقدماً طفيفاً لكيري بنقطة واحدة ونسبة 42 في المئة. لكن المراقبين الانتخابيين استبعدوا أن يكون لهذه النتائج اثر كبير في السباق المحتدم بين المرشحين بنسبة 45 في المئة حسب استطلاع "مركز زغبي الدولي" وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات. وبرزت في المواجهة الأخيرة الخلافات في السياسة الاقتصادية بين المرشحين، واتهامات من الرئيس بوش لمنافسه "بغيابه عن الجو السياسي الأميركي وجلوسه في أقصى اليسار مع السناتور تيد كينيدي". واستعان بوش برصيد كيري في مجلس الشيوخ في العشرين سنة الفائتة كسناتور عن ولاية ماساشوستس والتي عمل فيها على زيادة الانفاق الحكومي والضرائب وادخال الحكومة الفيديرالية في شؤون المواطن الخاصة. ويؤكد كيري في برنامجه الانتخابي العمل على زيادة الضرائب على العائلات التي يفوق مدخولها 200 ألف دولار سنوياً وتحويل الأموال للرعاية الصحي لأكثر من 27 مليون أميركي، واستعادة 821 ألف وظيفة التي خسرها بوش خلال ولايته. وحاول المرشحان استمالة الصوت النسائي الذي يشكل الأكثرية من الرأي العام الأميركي. فبدأها كيري بانتقاد الحد الأدنى للأجور وتفضيله للعامل الذكر ووعد بزيادة 3.800 دولار سنوياً ل 9.2 مليون امرأة أميركية، وتحديث قوانين العمل لمنع التمييز ضد النساء، كما أكد حق المرأة الشخصي بالاجهاض ضمن "أطر أخلاقية". وأشارت الاستطلاعات الى تأييد 54 في المئة من النساء لكيري مقابل 42 في المئة لبوش. وفي لفتة طريفة أكد بوش أنه تعلم من زوجته وابنتيه "الاصغاء اليهم" وأشاد "بلغة لورا بوش التي هي، على عكسي، مفهومة من العموم". وابتسم الحضور مع تعليق كيري عن زواجه "الرفيع" من المليونيرة تيريزا هاينز كيري. وسعى كل من كيري وبوش الى التأكيد على قيمهم الدينية، خصوصاً ان المناظرة جرت في ولاية أريزونا المحافظة، والى خلطها أحياناً بالسياسة الخارجية سواء من خلال "نشر قيم الحرية المقدسة التي هي أساس في السياسة الخارجية ومستلهمة من الله" كما قال بوش، أو من خلال التأكيد بأن "هناك الكثير من القيم المستلهمة من الدين، مثل قول احب جارك كما تحب نفسك" والتي استخدمها كيري للدعوة الى "تحسين علاقات الولاياتالمتحدة مع جيرانها في الخارج". ولاقت تصريحات كيري المتعلقة بالزواج المثلي، الذي يعارضه كلا المرشحين، ردوداً قاسية من عائلة نائب الرئيس ديك تشيني الذي اعتبرت زوجته لين تشيني أمس أن "ااقدام كيري على ذكر ابنتها المثلية جنسياً لتدعيم رأيه خطوة رخيصة ولئيمة".