واصل المرشح الديموقراطي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين الاربعاء الحملة الانتخابية في الولايات التي ستحسم السباق الى البيت الابيض في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما قرر اوباما توجيه رسالة مدتها 30دقيقة الى الناخبين الاميركيين عبر شاشات التلفزيون. وخلال لقاء انتخابي في ميامي بفلوريدا (جنوب شرق)، عاد ماكين الى اتهام منافسه بالسعي الى "اعادة توزيع الثروة" وفرض ضرائب كبيرة على المشروعات الصغيرة. وقال "السناتور اوباما مرشح لكي يكون قائدا لتوزيع الثروة، اما انا فاترشح لأكون قائدا عاما، هو يريد اعادة توزيع الثروة وانا اريد خلق المزيد منها، اوباما يريد معاقبة النجاح وأنا اريد للجميع النجاح". ورد اوباما ساخرا خلال تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية (جنوب شرق) "من الآن حتى نهاية الاسبوع سيتهمني السناتور ماكين بأنني عميل شيوعي لأنني جعلت الاطفال الآخرين يشاركونني ألعابي في دار الحضانة". واضاف "اذا انتخب السناتور ماكين فإن 100مليون اميركي لن يستفيدوا من التخفيضات الضريبية. في المقابل فإن ال 500الذين يملكون الثروات الاكبر سينالون 700الف دولار من التخفيضات والشركات النفطية الكبرى ستحصل على 4مليارات دولار". ومن المقرر ان يذهب المرشح الديموقراطي بعد ذلك الى فلوريدا (جنوب شرق) وهي ولاية حسمت المعركة الانتخابية لصالح الجمهوري جورج بوش في العام 2000.وافادت بيانات اولية ان 16مليون اميركي ادلوا بأصواتهم مبكرا حتى الآن من دون انتظار الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. وتؤكد الاستطلاعات ان اوباما ما زال في المقدمة. وافاد الاستطلاع اليومي ل "واشنطن بوست" و"ايه بي سي نيوز" ان المرشح الديموقراطي يتفوق بفارق 7نقاط (52% مقابل 45%). وتشير استطلاعات اخرى الى فارق اقل. فمؤشر راسموسن اليومي يقدر الفارق بثلاث نقاط، اما استطلاع زغبي فيتحدث عن 5نقاط. ويشير مؤشر غالوب اليومي الى تفوق اوباما بثلاث الى سبع نقاط فحسب. اما الاستطلاعات المتعلقة بالولايات التي ينتظر ان تحسم نتائج الانتخابات، فتعطي افضلية اكبر لأوباما. وحسب استطلاع لجامعة كوينيبياك، فإن اوباما يتقدم في ثلاث ولايات رئيسية هي فلوريدا واوهايو وبنسيلفينيا. ومنذ العام 1960لم يفز اي مرشح للبيت الابيض بالولايات الثلاث معا. ويشير استطلاع آخر لمؤسسة "جي اف كي" ان اوباما يتفوق على ماكين في اربع ولايات فاز بها بوش العام 2004وهي اوهايو ونيفادا وكولورادو وفيرجينيا. وتؤكد هذه المؤسسة ان المرشحين متعادلان في فلوريدا وكارولاينا الشمالية وهما ولايتان اعطتا اصواتهما لجورج بوش في العامين 2000و 2004.ويحتج الجمهوريون على هذه الاستطلاعات. وقال مسؤول دراسات الرأي العام في المعسكر الجمهوري بيل ماكينتورف في مذكرة سلمها لأعضاء فريق حملة ماكين ان الناخبين المترددين لا يزال في وسعهم تغيير المعادلة. ويؤكد ماكينتورف ان المترددين هم اساسا ناخبون بيض في النصف الثاني من عمرهم ويقيمون في مناطق ريفية وهم بالتالي يميلون الى التصويت لصالح الجمهوريين. وقالت مديرة ادارة الاستراتيجية في حملة ماكين ساره سيمونز "اننا نعتقد ان الفرص متعادلة واننا يمكن ان نربح". ولكن خارج المعسكر الجمهوري، فإن القليل من الخبراء يشاركون سيمونز هذا التفاؤل النسبي. من جهة أخرى، وصف السناتور الامريكي جو بايدن المرشح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية ديك تشيني النائب الحالي للرئيس الأمريكي بأنه "أخطر" من شغل هذا المنصب في تاريخ الولاياتالمتحدة لأنه يحرص على توسعة نطاق سلطاته. وأعرب بايدن عن رغبته في تولي دور أقل حجما حين يصبح نائبا لأوباما اذا فازا الأسبوع القادم في انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. ويقول بايدن سناتور ديلاوير المخضرم المعروف بخبرته في السياسة الخارجية وعلاقاته بالكونجرس إنه لا يبحث عن حقيبة خاصة كنائب للرئيس ويرى أن وظيفته هي أن يكون مستشارا يتمتع بثقة أوباما اذا فاز المرشح الديمقراطي على منافسه الجمهوري جون ماكين في الانتخابات الرئاسية التي تجري الثلاثاء القادم. وقال بايدن في مناظرته الوحيدة مع منافسته المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس سارة بالين حاكمة ألاسكا "عند كل قرار هام يتخذه سأكون متواجدا في الغرفة لأقدم أفضل مشورة لدي. هو الرئيس وليس أنا." وأضاف "نائب الرئيس تشيني هو أخطر نائب للرئيس شهدناه ربما على مر التاريخ الأمريكي". ولنائب رئيس الولاياتالمتحدة مهمتان دستوريتان هما أن يحل محل الرئيس في غيابه وأن يرأس مجلس الشيوخ على ان يدلي بصوته فقط لإنهاء التعادل بين الأصوات. ودور نائب الرئيس محدود تقليديا. لكن تشيني أثبت قوته حيث بسط نفوذه على الأمن القومي والطاقة والسياسة البيئية. وتشيني الذي يشتهر في دوائر واشنطن باسم دارث فيدر - وهي شخصية خيالية رئيسية في مجموعة أفلام حرب الكواكب التي أنتجتها السينما الأمريكية كان قوة محركة وراء حرب العراق وإزالة القيود على استخدام أساليب استجواب قاسية مع المشتبه في أنهم متشددون. وقبل أن يتولى تشيني منصب نائب الرئيس أدار شركة هاليبيرتون لخدمات حقول النفط وفي عهد الرئيس الحالي جورج بوش كان صوتا قويا مناديا بمزيد من التنقيب عن النفط كوسيلة لخفض اعتماد الولاياتالمتحدة على استيراد الطاقة من الخارج. ورفض تشيني بعناد الانصياع لأمر تنفيذي خاص بحماية المعلومات السرية قائلا إن مكتبه يتبع الفرع التشريعي لا الفرع التنفيذي لدوره كرئيس لمجلس الشيوخ. ويقول خبراء إن بايدن لن يتمتع بنوعية النفوذ الذي يتمتع به تشيني مع بوش خاصة في مجالي الطاقة والأمن. وقال بيتر بينارت من مجلس العلاقات الخارجية "لا أعتقد أن من المرجح أن يحدث هذا مجددا.. تشيني كان فريدا من نوعه. إنه استثنائي".