"غزارة الانتاج" هي السمة العامة لموسم الدراما السورية، في شقيها العام والخاص، وورش العمل، والتصوير على قدم وساق. البعض منها انتهى من إنجاز عمله، والبعض الآخر يشارف على الانتهاء، ودخل غرفة المونتاج، وهناك من لا يزال يصور، في أماكن متفرقة، حتى أن الشركات الانتاجية الخاصة تجاوزت تصوير عملين، وأنجزت خمسة مسلسلات في الموسم الواحد. في حين بلغ عدد أعمال مديرية الانتاج في التلفزيون السوري ثلاثة عشر عملاً، ومن المقرر عرض 15 مسلسلاً سورياً في شهر رمضان، وتوجهت نحو الأعمال الدرامية، المعاصرة، والملامسة للواقع بعيداً من الأعمال التاريخية. ومن أهم الأعمال المرشحة للعرض في رمضان على أقنية التلفزيون السوري الثلاث: "حكايا خفايا" اخراج فراس دهني، تأليف نبيل المالح، ويعالج مواضيع مختلفة، ويطرح في كل حلقة قضية، ضمن خط رئيس، ويتحدث عن ثلاثة أطباء وصديقهم رئيس الممرضين، الذين يحلمون ببناء مشفى خاص ذي طابع إنساني. "حكاية الخريف" إخراج فهد ميري، تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير وهو عمل اجتماعي تدور أحداثه عام 2001 ويعكس تأثيرات أحداث 11 أيلول سبتمبر في المغتربين السوريين. "كحل العيون" ويحكي قصة مناضل وطني يحتفظ بأشياء قديمة "أسلحة ومكحلة" ويدعو هذا العمل الى الحفاظ على التراث. "شخصيات على الورق" اخراج رياض ديار بكرلي، تأليف خطيب بدله، وتدور أحداثه في مدينة ريفية صغيرة عام 1957، عشية الوحدة بين سورية ومصر، ويقدم بانوراما سياسية واجتماعية وانسانية، للبلدة، من خلال المشكلات التي يتعرض لها أربعة طلاب، وأحداث أخرى تأتي في سياق العمل. "أزواج" إخراج هيثم زرزوري، تأليف رياض نعسان آغا، ويرصد حياة مجموعة سكانية تقطن في عمارة واحدة، يتابع العمل الحالات الزوجية التي تمر بها عائلات تلك العمارة. وسيختار التلفزيون السوري، بعض الأعمال ذات الانتاج الخاص. ومن الأعمال المرجح عرضها على أقنيته: "الخيط الأبيض"، "ليالي الصالحية" و"أهل المدينة"، وسيلعب دور المنقذ مرة أخرى، بعد الضربة التي تلقتها الدراما السورية من بعض المحطات العربية العام المنصرم. الشركات الخاصة: تنوع وغنى درامي تميزت أعمال الشركات الإنتاجية الخاصة بالتنوع والغنى النوعي لأعمالها، فأنتجت أعمالاً ذات طبيعة تاريخية، وملحمية وكوميدية ومعاصرة وأولت القضية الفلسطينية اهتماماً لافتاً. فاختارت شركة سورية الدولية لنفسها خطاً متوازناً من الأعمال، وأنجزت أربعة مسلسلات درامية معاصرة وتاريخية، وكوميدية: "بقعة ضوء" - الجزء الرابع - إخراج الليث حجو، وتأليف مجموعة من الكتّاب، ويتناول مواضيع اجتماعية متنوعة، تطرح في قالب كوميدي طريف، ويعتمد بصورة أساسية على السخرية من مظاهر التخلف الاجتماعي، ويعرض في صور مفارقات حياتية ساخنة، تبعث على التأمل. ومن أعمالها "أحلام كبيرة" إخراج حاتم علي، تأليف أمل حنا، يحكي قصة أربعة أشقاء يختلف واحدهم عن الآخر في الطبائع والأخلاق، وفي مواقفهم من الحياة، ومن أسئلتها الصعبة، ويتناول العمل قضايا حساسة مهمة مثل القضاء في سورية ومناقشة قطاع السياحة، وآليات العمل الصحافي. ثم "عشتار" تأليف أمل عرفة وإخراج ناجي طعمي، ويحكي قصة حياة فتاة اسمها عشتار، وهي في سن المراهقة، يكون اسمها لعنة عليها، فيتم طلاق والديها، وتقع في شرك حبها الأول رامز الذي يسلبها منزلها الذي ورثته عن جدتها، ويبيعه الى الغرباء، وتدخل هي مشفى المجانين، وفي العمل احداث أخرى مشوقة تتعلق بمصير هذه العشتار. ويكشف العمل خفايا عالم النجومية، وكواليس التجارة بالفن، وكيفية صناعة النجوم، وتصنيع الأغنية، وسرقة الألحان الغربية وإدخالها الى التراث العربي. وخصت الشركة نتاجها الرابع بعمل تاريخي بعنوان "التغريبة الفلسطينية" وهو أول ملحمة درامية تلفزيونية تروي قصة الجرح الفلسطيني، تأليف د. وليد سيف واخراج حاتم علي، ويرصد حياة أسرة فلسطينية ريفية، تنقلب بين مختلف الملاحم منذ الثلاثينات من القرن الماضي وحتى نهاية الستينات، ويصور كفاح هذه الأسرة وتسلط الزعامات التقليدية من جهة، وضد سياسات الانتداب البريطاني، مروراً بثورة الريف الفلسطيني في الثلاثينات، ومحاولة النهوض من آثار النكبة. أما شركة عرب فستقدم خمسة أعمال، وأهمها: مسلسل "عائد الى حيفا" المأخوذ عن رواية غسان كنفاني، سيناريو غسان نزال، وسيعرضه تلفزيون "المنار"، و"ليل السرار" اخراج عدنان ابراهيم وتأليف نبيل الملحم، وتبدأ أحداثه مع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وتنتهي في الخامس من حزيران يونيو عام 1967، وتدور معظم مجريات العمل في مدينة بيروت. و"قتل الربيع" اخراج يوسف رزق وتأليف هاني السعدي. ومن الأعمال الكوميدية مسلسل "مرايا" واتخذ اسماً آخر هذا العام بعنوان "عشنا وشفنا"، وسيتم عرضه على قناة MBC واكتفت شركة "جنة العريف" للانتاج الفني بتقديم عمل واحد بعنوان "فارس بني مروان" إخراج نجدة أنزور، وتأليف محمود عبدالكريم، ويحكي سيرة الفارس الأموي، مسلمة بن عبدالملك بن مروان فاتح حصون الأناضول والمقاتل العنيد في وجه الامبراطورية البيزنطية لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن الأموي. وستقدم شركة فراس ابراهيم عملها "أهل المدينة"، إخراج بسام سعد وتأليف خالد خليفة، وهو مسلسل اجتماعي يقدم بانوراما واسعة للحياة الاجتماعية والاقتصادية ويناقش آلية عمل السوق في دمشق ويتناول بعض القوانين الاقتصادية. أما شركة "لين" فستكتفي بتقديم عملها الوحيد بعنوان "رجال تحت الطربوش" اخراج هشام شربتجي وتأليف فؤاد حميرة، وهو عمل اجتماعي، يغوص في عمق الحياة العائلية، ويحكي عن العلاقة بين الرجل والمرأة في القرن الحادي والعشرين، ويلقي الضوء على تفاصيل الهموم التي قد تعترض الزوجين. وركزت شركة "جومانة مراد" للانتاج الفني على باكورة أعمالها بعنوان "الخيط الأبيض" اخراج هيثم حقي وتأليف نهاد سيريس. وتدور أحداث العمل حول مقدمي البرامج التلفزيونية، فيما اعتمدت شركة "الصقر" في انتاجها على مسلسل "السيرة الهلالية" اخراج باسل الخطيب، كتب السيناريو محمد أبو معتوق، وهو ملحمة تاريخية تحكي سيرة أبو زيد الهلالي، وتغريبة قبيلته التي استمرت 40 عاماً، وسينفرد بعرضه تلفزيون أبو ظبي. واهتمت شركة "عاج" للانتاج الفني بالبيئة الشعبية، وستقدم مسلسلها الوحيد "ليالي الصالحية" إخراج بسام الملا وتأليف أحمد حامد وتجري أحداثه في بيئة شامية، على خلفية زمنية بين عامي 1895 - 1905 ويركز العمل على صلة القربى، وعلاقة البشر ببعضهم بعضاً، وسيقدم وللمرة الأولى نماذج من العلاقات النسائية الطريفة، يظهرها النص من خلال حواراته الدقيقة والممتعة، وسيتناول الصراع الدامي الذي قد ينشأ بين أبناء العمومة، ويعبر العمل عن وجهة نظره حول معنى المال والسلطة، التي نشأت وتكاثرت في عصرنا الحالي، ويذكر الناس كيف كانت العلاقات قائمة بينهم في زمن مضى، كانت له شجونه ومعاناته، وكيف يجب أن تكون، على رغم الظروف الصعبة التي نعيشها. يبقى أن نذكر ان المنافسة بين الجهات المنتجة تتركز حول فترة العرض، ومن المعروف أن هذه القضية تحسم عادة في اللحظات الأخيرة، كما حدث العام المنصرم، عندما تغير موعد عرض بعض الأعمال أكثر من مرة، في بداية شهر رمضان، والمعروف أيضاً أن التنافس يبلغ أوجه في هذا الشهر، لأن الأعمال الدرامية تعد بالنسبة الى المشاهد العربي طبق العيد، الذي يأتيهم بعد صيام الشاشة الصغيرة طوال العام.