لا فنتازيا تاريخية هذا العام، في التلفزيون السوري، والأعمال التاريخية قليلة، لأن المشاهد العربي كما قال مدير الإنتاج حسام دولي "يعيش حال إشباع من الأعمال التاريخية والفنتازية، لذلك توجهنا الى اعمال درامية معاصرة تلامس الواقع، وأعمال محلية بيئية، ذات طابع شعبي، ولم ننجز عملاً تاريخياً". ومن اهم الأعمال المرشحة للعرض في رمضان على اقنية التلفزيون السوري الثلاث: "الهروب الى القمة"، وهو دراما اجتماعية ذات خلفية وطنية تتزامن احداثها مع بداية الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية من تأليف الياس ابراهيم، وإخراج محمد فردوس اتاسي، "يت العز" من تأليف عبدالنبي حجازي وإخراج بسام باخوس، وهو دراما اجتماعية معارصة تطرح مواضيع الهجرة الى الخارج والحنين الى الوطن، كما يتناول عادات بعض العائلات من خلال سيطرة الرجل الأكبر على العائلة والتفرد في مصيرها، "أنا وعمتي" من تأليف نذير دقاق وإخراج محمد الشيخ نجيب، "ربيع بلا زهور" من اخراج علاء الدين كوكش، "الداية"، من تأليف فؤاد شربجي وإخراج بسام سعد، والجزء الخامس من "حمام القيشاني" من تأليف دياب عيد. والملاحظ ان معظم الأعمال السابقة، ذات طابع اجتماعي معاصر. اما الشركات الخاصة فستقدم اعمالها الدرامية ذات الطبيعة التاريخية والكوميدية والبوليسية. وستعرض شركة "سورية الدولية" المسلسل التاريخي "ربيع قرطبة" من إخراج حاتم علي وتأليف وليد سيف، وتدور احداثه في مرحلة العصر الذهبي من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس، وهي المرحلة التي تشمل طرفاً من خلافة عبدالرحمن القاسم، اضافة الى فترة خلافة ولده الحكم المستنصر، وصعود المنصور بن ابي عامر من اوساط العامة الى سدة الحكم وتعطيله الخلافة الأموية. وستعرض الشركة ذاتها عملاً اجتماعياً معاصراً يحمل عنوان "ذكريات للزمن القادم" تأليف الكاتبة ريم حنا وإخراج هيثم حقي، ويتميز العمل بالخلفية السياسية للأحداث الراهنة في المنطقة العربية. وهناك "عل المكشوف" وهو ايضاً من إنتاج "سورية الدولية" ويتألف من لوحات فنية درامية ساخرة وناقدة من الواقع المعاش. شارك في كتابته مجموعة من الكتّاب السوريين وأخرجه الليث حجو. وسيتابع المشاهدون ايضاً "ياسر العظمة" في "مرايا 2003" الكوميدي من اخراج سيف الدين سبيعي، إنتاج شركة قاره، كما سيتابعون الدراما التاريخية "سيف بن ذي يزن" عن سيرة حياة بن ذي يزن ومغامراته التي تحولت الى اسطورة شعبية باعتباره الملك الذي - وحد اليمن وهزم الأحباش -. كتب النص عبدالرحمن بكر، والمطالعة التاريخية للدكتور سهيل زكار من سورية، وطاهر الأرياني من اليمن، والإخراج لمأمون البني. اما شركة "الشام الدولية" فستكتفي بتقديم عملين هما: "لغز الجريمة" الذي شارك في كتابته عدد من الكتّاب الشباب منهم لقمان ديركي، حسان الصالح وممدوح حمادة، وأخرجه ناجي طعمي، وهو يعالج قضية الجريمة وأسبابها ونتائجها على الفرد والمجتمع. و"أيامنا الحلوة" الاجتماعي ويخرجه هشام شربتجي، من تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وتدور احداثه في حي من الأحياء العشوائية التي نمت في محيط دمشق، حيث تعيش اسرة فقيرة مكونة من ام وأبنائها الأربعة ولكل منهم احلامه وطموحاته في الوصول الى حياة افضل، ليروي سيرة الراهن اليومي بكل تفاصيله. واعتمدت شركة "الصقر" في إنتاجها على المسلسل التاريخي "السيرة الهلالية" الذي يروي سيرة ابو زيد الهلالي وقبيلته الهلالية، من اخراج باسل الخطيب، ويلعب دور البطولة فيه سلوم حداد وهو من تأليف محمد ابو معتوق، واكتفت "شركة العقاد" ايضاً بتقديم مسلسلها الكوميدي - الاجتماعي "ابو المفهومية"، من تأليف بهاء البلخي وإخراج سالم الكردي وبطولة ناجي جبر. يبقى ان نذكر ان المنافسة بين الجهات المنتجة تتركز على فترة العرض، ومن المعروف ان هذه القضية تحسم عادة في اللحظات الأخيرة، كما حدث العام المنصرم، اذ تغير موعد عرض بعض الأعمال اكثر من مرة في بداية شهر رمضان، والمعروف ايضاً ان التنافس يبلغ اوجه في هذا الشهر، لأن الأعمال الدرامية تعد بالنسبة الى المشاهدين العرب طبق العيد، الذي يأتيهم بعد صيام الشاشة الصغيرة طوال العام، عن تقديم الأعمال الجديدة له، فهل سيستطيع هذا الطبق ان يرضي ذائقتهم؟ ام انهم سيضطرون الى البحث عن ضالتهم في محطات اخرى؟!!