يواجه الجيش الاسرائيلي الذي يعاني تدهور صورته فضيحة جديدة مع قضية ضابط متهم بافراغ رصاصات رشاشه على فتاة فلسطينية قتيلة في الثالثة عشرة من العمر بينما اضطر الى سحب اتهامات متهورة وجهها الى وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) تأكد كذبها. ويعجز المسؤولون العسكريون في الحالتين عن اخفاء ارتباكهم في حين يتواصل منذ اسبوعين العدوان الذي اطلقوا عليه ايام الندم في شمال قطاع غزة. ويقر المسؤولون العسكريون بان صور التلميذة ايمان الهمص وقد اصيبت بعدد كبير من الرصاصات لا تساهم في تحسين صورة الجيش المتدهورة بعد سلسلة من التجاوزات بحق السكان الفلسطينيين. وقالت الناطقة العسكرية الميجور شارون فايغولد ثمة خطر كبير بان تتراجع صورتنا، معترفة بانه اذا ما ثبتت صحة الحادث، فان الامر بالغ الخطورة. وقالت لوكالة فرانس برس ننتظر من جنودنا ان يراقبوا سلوكهم اثناء الخدمة. كما عانت مصداقية الجيش من اتهامات متسرعة وجهها الى الاممالمتحدة استنادا الى شريط صورته طائرة اسرائيلية بدون طيار وظن العسكريون انهم شاهدوا فيه ناشطا يخفي صاروخا في سيارة اسعاف تحمل على سطحها اشارة الاممالمتحدة. واقر ناطق عسكري لقد اخطأنا. لم يكن صاروخ قسام الذي يطلقه ناشطو حركة المقاومة الاسلامية حماس على جنوب اسرائيل، مخالفا بذلك تصريحات سابقة لخبراء عسكريين اصروا منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر على تأكيد العكس. وتابع الناطق في بيان ان تأكيداتنا بشأن غرض اعتقدنا انه صاروخ قسام كانت ملتبسة وصدرت بتسرع، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي سيعمل حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث في المستقبل. كذلك يبذل الجيش مساعي على صعيد وسائل الاعلام للحد من الانعكاسات السلبية عليه قضية الفتاة الفلسطينية التي قتلت في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر وهي متوجهة الى مدرستها في رفح جنوب قطاع غزة. وقد اعلن قبل انتهاء التحقيق الجاري في القضية انه اوقف عن العمل الضابط الذي شاهده الجنود العاملون تحت امرته يفرغ رصاصات رشاشه على الفتاة الممددة ارضا عند قدميه بعد ان قتلت. ووعد الكولونيل ايال ايزنبرغ قائد كتيبة النخبة للمشاة (غيفاتي) متحدثا لاذاعة الجيش لن نخنق القضية وسنعلن الحقيقة. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان النائب يوسي ساريد اتهم الجيش الاسرائيلي بالافلاس الاخلاقي. وادلى الجنود بشهادات دامغة بحق العسكري، فيما يتهمهم هو بالسعي الى النيل منه. وقال احد الجنود الذين كانوا حاضرين عند وقوع الحادث لاذاعة الجيش صرخنا باتجاهه طالبين منه التوقف الا انه لم يفعل. وقد حطم هذا المنظر قلوبنا لان هذه الضراوة حياة فتاة تلطخنا جميعا. وافاد ان الجنود اطلقوا قبل ذلك النار على الفتاة ظنا منهم انها تحمل قنبلة. وقال الجندي هربت لكنها اصيبت وسقطت ارضا عندها اقترب الضابط منها واطلق رصاصتين على رأسها قبل ان يفرغ رشاشه بكامله من مسافة قريبة جدا في جسد من دون حراك. وقال الطبيب علي موسى مدير مستشفى رفح الحكومي لوكالة فرانس برس ان الطفلة استشهدت اثر اصابتها بعشرين رصاصة في انحاء الجسم خصوصا الرأس والصدر وقد وصلت الى المستشفى بزيها المدرسي.