قال مسؤول عسكري امريكي كبير ليل الاحد الاثنين ان الضربات المتلاحقة التي تشنها القوة المتعددة الجنسيات اضعفت شبكة الاردني ابو مصعب الزرقاوي في العراق مضيفا ان نزاعات داخلية تمزق هذه الشبكة ايضا. وقال هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "الضربات التي قمنا بها خلال الاسابيع الماضية كانت مفيدة لاضعاف تنظيم الزرقاوي"، موضحا "لم نعتقل فقط بعض المتواطئين معه لكننا حققنا تقدما ضد قيادة الجماعة ايضا". واوضح ان اكثر من مئة ناشط في جماعة الزرقاوي المرتبط بتنظيم القاعدة والذي رصدت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في اعتقاله، قتلوا في الغارات التي جرت في الاسابيع الماضية. ويتزعم الزرقاوي جماعة التوحيد والجهاد التي تبنت عدة اعتداءات خطيرة وعمليات خطف رهائن بينهم امريكيان وبريطاني في 16 سبتمبر. وقد قتلت الجماعة الامريكيين بقطع الرأس وتهدد بقتل البريطاني. وشن الطيران الامريكي في الاسابيع الاخيرة غارات متواصلة على مدينة الفلوجة السنية المتمردة التي تبعد خمسين كيلومترا غرب بغداد وتتمتع شبكة الزرقاوي بوجود قوي فيها على ما يبدو. وذكرت الحكومة العراقية في بيان اخيرا ان جماعة الزرقاوي تضم بين الف و1500 رجل في البلاد بينهم 500 في مدينة الفلوجة وحدها. لكن القائد العسكري الامريكي جون أبي زيد المخطط الرئيسي للحرب الامريكية على العراقوأفغانستان قدر عددهم بما لا يزيد على الف رجل وقال المسؤول الامريكي ان الجيش يفعل ما بوسعه لاضعاف مركز الشبكة وقطع التمويل عنها. وقال نتصدى لمركز الثقل فيها وللذين يدعمونها. واشار المسؤول الى وجود انشقاقات داخل الجماعة. وقال ان المعلومات الاستخباراتية تشير الى وجود نزاعات داخلية وحتى عمليات تصفية لاعضاء يشتبه بتعاونهم مع القوات الامريكية. وردا على سؤال عن العدد المرتفع للضحايا المدنيين في عمليات القصف الذين تكتظ بهم المستشفيات في الفلوجة، قال المسؤول الاميركي ان عملية تقييم صارمة للاضرار الجانبية تمت قبل شن ضربات محددة الاهداف، لكنه لم يستبعد امكانية ان تسبب الغارات مقتل مدنيين. واتهم جماعة الزرقاوي بالعمل في مناطق سكنية مدنية وتخزين اسلحة فيها واستخدام سكان دروعا بشرية. على صعيد اخر ذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز امس ان الجيش الامريكي يدرس امكانية تقليص مدة المهام القتالية بالنسبة للجنود المتمركزين في العراقوأفغانستان خشية حدوث تراجع في عمليات التجنيد وتمديد فترات الخدمة العسكرية. ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار بالجيش ومسؤولين بقوات الاحتياط والحرس الوطني قولهم ان قدرة الجيش على تجنيد أفراد وتجديد فترة خدمتهم ستقل ما لم يحدث تقليص لفترات المهام القتالية من عام الى ما بين ستة وتسعة شهور وهو ما يعادل تقريبا مدة المهام القتالية لمشاة البحرية. ولكنها اضافت أن مسؤولين اخرين بالجيش شاركوا في عمليات قتالية يخشون من احتمال عدم التمكن من تلبية المتطلبات المستهدفة في العراقوأفغانستان ما لم تمض القوات عاما في هاتين المنطقتين. ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت جنرال اتش. ستيفن بلوم رئيس مكتب الحرس الوطني قوله ان قيادة الجيش مقتنعة بأن فترة عام مدة طويلة للغاية مضيفا أن الخدمة بحاجة الى التحول الى فترة تناوب أقصر. وذكرت الصحيفة انه ما زال من السابق لاوانه التكهن بما اذا كانت سياسة الانتشار الجديدة ستنفذ ومتى أو التكهن بكيفية تنفيذها. ويواجه نحو 140 الف جندي أمريكي مقاومة متزايدة في العراق. ويتمركز أكثر من 17 الفا من القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها في أفغانستان.