سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد مقتل أكثر من 12 مزارعاً على يد عصابات المستوطنين في الضفة . اسرائيل تحدد للفلسطينيين مهلة قصيرة لقطف الزيتون تؤمن للمستوطنين اليهود نهب ما يتبقى من المحاصيل
لموسم قطف ثمار الزيتون طقوس خاصة عند الفلسطينيين لكل ما تحمله هذه "الشجرة المباركة" من رمزية التجذر في الأرض وديمومة العطاء والحياة، لكنه بات يحمل في المواسم الأربعة الأخيرة مخاوف مما يطلق عليه المزارعون "تسلط المستوطنين" عليهم وعلى كرومهم، اذ دأب هؤلاء المدججون بالسلاح القاطنون في المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين، على ارهاب المزارعين وملاحقتهم في حقولهم والاستيلاء على ما يستطيعون من محاصيلهم. في هذا الموسم، قررت سلطات الاحتلال فرض "طقوس" جديدة على الفلسطينيين، اذ حددت فترة القطاف بثلاثة أيام فقط وبساعات محددة سلفاً "لأنه ليس في مقدور الجيش توفير الحماية للمزارعين لفترة أطول" وأنها لن تتمكن بعد هذه الفترة ضمان الحماية للمزارعين. وتحدد أوامر الجيش الاسرائيلي لكل قرية فلسطينية نحو 30 في منطقة نابلس وحدها الفترة الزمنية التي يسمح للمزارعين فيها جني ثمار كرومهم التي تبلغ مساحتها في معظم المناطق آلاف الدونمات. وجاء "القرار" الاسرائيلي غداة اطلاق مستوطن يهودي من مستوطنة "يستهار" النار أول من أمس على مزارع كان يقطف ثمار زيتونه في عصيرة القبلية، ما ادى الى اصابته بعيار ناري في الرقبة. ولم يكن هذا الحادث الأول من نوعه، اذ قتل ما لا يقل عن 12 مزارعاً فلسطينياً في مواسم قطف الزيتون خلال السنوات الأربع الماضية. وأوضح أحد الناطقين باسم الادارة المدنية اي الحكم العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية أن هذا القرار سيطبق في "مناطق الاحتكاك بين المستوطنين والمزارعين"، مضيفاً أن موسم القطاف "يشكل خطراً على حياة المستوطنين". لكن أحد المزارعين الفلسطينيين من قرية "تل" قضاء نابلس أكد ل "الحياة" أن سلطات الاحتلال وضعت للفلسطينيين "برنامجاً محدداً" لجني الثمار في كروم تبعد في بعض الاحيان أكثر من كيلومترين عن المستوطنة المقامة قرب القرية. أما في بيت فوريك، فينطبق القرار على كروم تبعد أكثر من أربعة كيلومترات عن اخر مستوطنة، الأمر الذي يجعل من المستحيل الانتهاء من قطف الزيتون في هذه المدة الزمنية القصيرة. وأضاف: "بكلمات اخرى، يريد الجيش الاسرائيلي أن يقول لنا إن هناك جيشاً آخر، أي جيش المستوطنين، يحكم. وبدلاً من أن يوقفوا اعتداءات المستوطنين، يفرضون القيود علينا. هذا زمن الاحتلال في ظل دولة "القانون" الاسرائيلية الديموقراطية حيث يبرر الاستيلاء على الارض كل شيء". وأشارت صحيفة "هآرتس" العبرية الى أن الجيش الاسرائيلي سيمنع وصول المزارعين الى كرومهم بعد انقضاء الفترة المحددة زمنياً، ما يعني فقدان ما سيتبقى من المحصول. وكان المستوطنون اليهود عمدوا في السنوات الاخيرة الى سرقة أكياس الزيتون، بعدما ينتهي المزارعون الفلسطينيون من قطافها، تارةً تحت تهديد السلاح وتارةً أخرى بعد ارغامهم على مغادرة كرومهم.