كان يجدر بفندق"هيلتون طابا"أن يتحول الى مزار للتاريخ الحديث وفن المفاوضات. فهو يقع في البقعة الاخيرة التي اعادتها اسرائيل الى مصر بعد كثير من المماطلة ومحاولات تزوير التاريخ والجغرافيا بالإدعاء أن طابا لا تقع ضمن الحدود المصرية. عادت طابا الواقعة على بعد أمتار من اسرائيل إلى مصر بعد التحكيم الدولي عام 9891، تكليلاً لعشر سنوات من المفاوضات. واتفق البلدان على السماح للاسرائيليين بدخول طابا من دون تأشيرة لمدة 84 ساعة، وهو ما ادى الى تحولها - أو بالأحرى تحول فندقها ذي النجوم الخمس - الى بؤرة سياحية اسرائيلية. وشهد"هيلتون طابا"المطل على إسرائيل والاردن والسعودية، المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في كانون الثاني يناير عام 1002 والتي لم تسفر عن شيء. المهم أن"هيلتون طابا"احتفظ بسمعته ومكانته بين الاسرائيليين الذين كانوا يعتبرونه مكاناً لتمضية عطلة نهاية الاسبوع. ورغم صدور تحذير من وزارة الخارجية الاسرائيلية لمواطنيها بعدم تمضية عطلاتهم في سيناء، في يوم أيلول سبتمبر الماضي، أي قبل شهر بالضبط، فإن آلاف الاسرائيليين كانوا يعبرون الحدود الإسرائيلية المصرية في عطلات نهاية الاسبوع. بل ان صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية نقلت في عددها الصادر يوم 01 أيلول الماضي عن السياح الاسرائيليين العابرين الى طابا قولهم إن الأوضاع الامنية في اسرائيل تهدد أمنهم بدرجة أكبر. وتشير الاحصاءات الاسرائيلية الى أن نحو 13 ألف شخص كانوا يعبرون من اسرائيل الى سيناء يومياً في آب اغسطس الماضي، وأن 89 في المئة منهم اسرائيليون. كما أن نحو 052 ألف شخص يعبرون الحدود من اسرائيل الى طابا بين شهري تموز يوليو وتشرين الاول اكتوبر. واذا كان قسم من العابرين الى طابا يمضي عطلته في فندق هيلتون الباذخ، فإن العدد الاكبر يستمتع بعطلات غير مكلفة في المعسكرات والأكواخ المتاحة في المنطقة، وعلى رأسها منطقة رأس شيطان التي شهدت هي الأخرى انفجاراً ليلة أول من أمس. وذاع صيت هذه المنطقة الواقعة الى الجنوب من طابا بين الشباب من جنسيات مختلفة، لا سيما هواة الغطس ورياضات الماء واليوغا والتأمل، وكذلك الترفيه الليلي. وتعتبر"رأس شيطان"من المناطق المفضلة للراغبين في الانغماس في الطبيعة البدائية، فهي تحوي قرية او بالأحرى معسكراً مبنياً من الخوص على خلفية الصحراء. ويبدو أنه رغم مرور نحو ربع قرن على معاهدة السلام بين مصر واسرائيل، الا ان الوجود الاسرائيلي حتى السياحي في مصر لم يكن ابداً مستساغاً، حتى في"شهر العسل"القصير جداً بين البلدين في الثمانينات. ومن أشهر الحوادث التي شهدتها سيناء في هذا الاطار قيام الجندي المصري سليمان خاطر في عام 6891 بإطلاق أعيرة نارية من بندقيته"الميري"على سياح اسرائيليين وقتله خمسة منهم. وبعد الحكم عليه انتحر في السجن. وعلى الصعيد الفني، اختارت السينما المصرية"طابا"لتكون الموقع الذي يصاب فيه شاب مصري بفيروس الايدز بعد علاقة عابرة مع"سائحة أجنبية"في فيلم"الحب في طابا".