دعا زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق الى تشكيل حكومة وطنية لحل مشكلة دارفور. وفي غضون ذلك، اتهم الرئيس عمر البشير الولاياتالمتحدة بدعم متمردي دارفور وتسليحهم، فيما حمّل مستشاره السياسي الدكتور قطبي المهدي زعيم "الحركة الشعبية" مسؤولية استمرار الحرب في دارفور وقال ان قواته تحارب في الاقليم. ونفى قرنق في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة امس في ختام زيارة استغرقت أياماً أن يكون وراء التصعيد الاميركي تجاه الحكومة السودانية. وقال: "لا علاقة لي بالضغوط والعقوبات ضد الخرطوم"، مشيراً الى أن "الجميع زاروا دارفور ورأوا ما فيها، وكانت "زيارتي لواشنطن متزامنة وشعرت بأن الزيارة ستترجم الى حض على الضغوط ضد الحكومة". وتابع: "كنت أريد الذهاب الى نيافاشا للتفاوض مع الحكومة وليس الى واشنطن". واعتبر ان العقوبات الدولية على السودان "قد تساعد على إحلال السلام وقد تؤدي الى آثار سلبية أخرى. وإذا أوقفت الحكومة القتل فسيكون ذلك مفيداً". وحذر من أن استمرار القتل وغارات الطائرات الحكومية سيؤدي الى مزيد من الضغوط الخارجية التي ربما تقود الى تقسيم السودان. ورأى أن "من غير المجد الحديث عن إبادة جماعية في دارفور. والمشكلة في سياسات الحكومة التي تعاند وتمارس التمرد المضاد وتجند مجموعات قبلية ضد مجموعات قبلية أخرى وإثنية ضد إثنية وهذا ما حدث في رواندا". واقترح قرنق إرسال قوات تقدر بثلاثين ألفاً إلى دارفور تتألف من 10 آلاف من القوات الحكومية و10 آلاف من "الحركة الشعبية" التي يتزعمها و10 آلاف من الاتحاد الافريقي. باول وفي واشنطن، أبلغ وزير الخارجية الاميركي كولن باول وكالة "فرانس برس" انه محبط من عدم وجود دعم داخل الاسرة الدولية لوصف الوضع في دارفور بانه "عملية ابادة". وأضاف: "انا محبط لأني كنت أرغب ان يتوصل آخرون ايضاً الى النتيجة التي وصلت اليها، وهي ان الأمر يتعلق بعملية ابادة. ربما كان ساهم هذا الامر في زيادة الضغط على نظام الخرطوم". واوضح ان هذا الوصف "لا يترتب عليه اي عمل اضافي لكنه يزيد الضغط". وكان باول صنف في التاسع من ايلول سبتمبر الماضي الفظائع في دارفور على انها عمليات "ابادة جماعية". وقال ايضا "ان الشيء الاكثر اهمية الذي يجب ان نركز اهتمامنا عليه الان هو تقديم الوسائل للاتحاد الافريقي كي يرسل قوات اضافية الى المنطقة من اجل مراقبة الوضع". واوضح "اعتقد ان مجرد وجود هذه القوات سيكون له تأثير رادع على قسم كبير مما يحدث هناك" في اشارة الى العنف ونزوح السكان. وفي القاهرة، إتهم الرئيس السوداني عمر البشير الولاياتالمتحدة بدعم متمردي دارفور "على طول الخط"، واوضح في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "الاهرام" أن "الموقف الاميركي مؤيد على طول الخط للتمرد" مؤكدا ان "القضية أخذت أبعاداً أكبر من حجمها". وشدد على أن أزمة دارفور "داخلية وليست فقط داخلية سودانية وانما داخلية دارفورية بسبب صراعات قبلية وعوامل محلية ولها طرق كثيرة للحل. وهذه الطرق معروفة على مستوى العالم لكن الذين أشعلوها لا يريدون اطفاءها". ورداً على سؤال عن تورط القوى الاجنبية في أزمة دارفور قال البشير "ان الولاياتالمتحدة هي التي تقف وراء هذا. فقد أخذوا المتمردين الى اريتريا وأقاموا لهم معسكرات التدريب وأنفقوا عليهم وسلحوهم وسلموهم هواتف جوالة من نوع الثريا للتحدث من أي مكان الى أي مكان في العالم. لم تكن اريتريا سوى الارض المستخدمة، أما التدريب والنفقات المادية والخطط فقد تكفلت بها القوى الاجنبية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة". وقال البشير "كان الدعم والتحريض من جماعات الضغط وما يسمى باليمين المسيحي وغيره". وفي بروكسيل، حمّل مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية الدكتور قطبي المهدي زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وأطرافاً خارجية مسؤولية استمرار الحرب في دارفور. وقال ان "القوات التابعة لقرنق تحارب اليوم في دارفور وهو كان حاول دفع قواته الى المنطقة في بداية التسعينيات لكنه هزم في تلك المرة. والآن فهو يعيد الكرة عن طريق قوات تحرير السودان قطاع درافور". وقال في تصريحات الى "الحياة"، على هامش لقاءات أجراها في بروكسيل ان "قرنق يحظى بدعم الرئيس الاريتري اساياس افورقي". وحذر مستشار الرئيس السوداني من خطر توسيع مهمات القوات الافريقية ومخاطر تطور الوضع في دارفور الى وضع شبيه بالقتال الجاري في العراق. وقال "إذا نجحوا في العراق فإن القوات الافريقية ستنجح في دارفور".