حطّت بطولة العالم للدراجات النارية رحالها رسمياً للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وتحديداً على حلبة لوسيل القطرية الحديثة، التي شيدت خصيصاً في زمن قياسي لم يتعدَ السنة، وبلغت تكاليفها 58 مليون دولار، وتعهدت عدد كبير من مرافقها شركات محلية... وتقام غداً الجائزة الكبرى لقطر، بعد يومين من التجارب التمهيدية، وتشكل الجولة الثالثة عشرة من بطولة العالم للموتور "جي. بي." وتبقى ثلاث جولات فقط من الروزنامة ستجرى كلها خلال الشهر الحالي وهي تباعاً في ماليزيا وأستراليا وإسبانيا حلبة فالنسيا، البلد الذي نظم 72 جائزة كبرى منذ انطلاق جولات بطولة العالم عام 1949. وباتت قطر الدولة السابعة والعشرين التي تنضم إلى "قافلة" السباقات العالمية، وكانت سددت 25 مليون دولار ثمن حقوق التنظيم على مدى خمسة أعوام. وتعتبر لوسيل الحلبة الثانية من حيث المساحات بعد حلبة آسن الهولندية، التي لم تغب عنها السباقات منذ انطلاقها، ومجهزة لاحتضان سباقات أخرى للدراجات والسيارات، وفي إطارالأنشطة المتعددة المقررة في إطار التنويع الاقتصادي والسياحي والتنموي... هذه "الطفرة" المتصاعدة بقوة في عدد من الدول الخليجية وفي مقدمها الإمارات، ودبي خصوصاً، والبحرين. واللافت أن في كل من هذه الدول حلبة لأغراض متعددة. فبعد أيام، يقام سباق أوتودروم الدولي في دبي وستنظم البحرين على حلبة الصخير في نيسان إبريل المقبل سباقها الثاني ضمن بطولة العالم للفورمولا واحد، فضلاً عن برمجتها سباقات لفئات أخرى من السيارات والمحركات. وتعكس حلبة لوسيل الإثارة بحد ذاتها على المشاركين جميعاً، إذ إن حظوظهم ستكون متساوية كونهم سيتنافسون على أرضها للمرة الأولى، علماً بأنها افتتحت خلال احتفال استعراضي أقيم في تموز يوليو الماضي. ويؤكد المتبارون، وفي مقدمهم بطل العالم لفئة 500 سنتم مكعب الإيطالي فالنتيو روسي ياماها متصدر الترتيب العام ب229 نقطة وبفارق 39 نقطة عن الإسباني سيتي جيبرنو هوندا، أن الموهبة وليس قوة الدراجة ستقول كلمتها ميدانياً، لا سيما أن تصميم الحلبة البالغ طولها 4،5 كلم يمكّن من القيادة بسرعة تفوق 320 كلم في الساعة على المنبسطات تحديداً، غير أن التحدي الأكبر هو التغلب على درجة الحرارة المرتفعة في الصحراء المتوقع أن تصل إلى 50 درجة مئوية... من هنا يلعب الاختيار المناسب للإطارات دوراً رئيساً. وتعتبر بطولة "الموتور جي بي" أرقى منافسات الدراجات النارية في العالم، وتشهد تزايداً هائلاً بنسبة مشاهديها، وتابعها العام الماضي أكثر من بليون نسمة، وتنقل وقائعها مباشرة إلى 185 دولة. وازدادت شعبيتها سريعاً نظراً لوجود دراجين يتسابقون جنباً إلى جنب، مع التجاوزات المثيرة والمتكررة ما يخطف الأنفاس ويزيد من المفاجآت... ونظراً إلى أن المحركات المزودة بها هذه الدراجات تصل قوتها إلى 330 حصاناً تعطيها قوة أفضل بالنسبة إلى وزنها من سيارات فورمولا واحد، ما يجعلها أسرع في المسارات المستقيمة على بعض الحلبات. ويتميز الدراجون الذين يتمرسون بهذه الرياضة منذ نعومة أظافرهم، بالقدرة الكبيرة على التحكم بهذه "الآلة الطائرة"، فضلاً عن القدرة الجسدية والذكاء والشجاعة ورد الفعل السريع، وتنفيذ حركات مشابهة لعروض الروديو الشهيرة.